facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفقيدة واحدة


د. محمد كامل القرعان
29-10-2018 03:49 PM

ما زال الاردنيون رغم مصابهم الجلل وفجيعتهم الكبيرة يرسمون ابهى صور التلاحم والتعاضد والمحبة بينهم ، ودائما وبكل حادث جلل يمثلون ابطال تلك الحادثة ، وبشكل عفوي يهب الجميع على قلب رجل واحد للمساعدة وتقديم كل ما اوتي من قوة للوقوف الى جانب اخيه غير ابها بما قد يصاب به من أذى او حتى ما تكلفه تلك الشجاعة من تبعات، فمنهم من ذهب سابحا منقذا ومنهم من ذهب مسعفا ، وصور كثيرة تتماهى مع كبر الحدث لا تعد بل تذكر ، فكان همهم التخفيف من حجم هذه الفاجعة والخروج منها باقل الخسائر وانقاذ من الارواح ما يمكن انقاذه، وتم ذلك بالفعل على ايادي نشامى سيخلد اسمائهم التاريخ كابطال وتدرس سيرهم بكل فخر واعتزاز.

وتتكرر المأساة بلا حول منا ولا قوة لتتاجمع الناس حولها لا متفرجين بل فاعلين ومحدثين ومغيرين لمفاصلها ونتائجها لمواجهة تداعياتها وحيثياتها ، ففاجعة البحر الميت رغم خسارتنا الكبيرة فيها الا انها اثبتت مرة اخرى ان الاردنيين حالهم حال جسد واحد اذا اصابه" مرض تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى " فما زال الناس يستشعرون الالامهم ، فكان الحزن والالم واحد والفقيدة واحدة علينا جميعا ، ثم يكتمل المشهد باستشعار العائلة الملكية الهاشمية وعلى راسها الملك عبدالله حفظه الله وجع الاردنيين وما اصاب العائلات الثكلى من مصيبة كبيرة بفقدانهم ابنائهم فكان الالم والوجع واحد ايضا ، وهذا ديدن الهاشميين دون نفاق ولا مجاملة كابر عن كابر بصف الشعب وبين الناس ومعهم يتحسسون مصابهم ويخففون من مصابنا ، وهذه رسائل واضحة وقوية ، فالعاقل من المسؤولين يلتقطها ويعمل بمضمونها وجوهرها ، مفادها ان الشعب اولا وقصة التلاحم ببن الشعب والقيادة قصة حياة او موت ؛ فكلاهما للاخر كما هي الروح للجسد ، الا ان هنالك من المسؤولين تبقى الغشاشة على عيونه لا يرى سوى كرسي المنصب وميزات الموقع وسماته.

ارجو ان يكون الجميع على قدر المسؤولية الاخلاقية في علاقته مع المجتمع وان ننرسخ ثقافة العمل وخدمة الناس لكل من تسلم منصب ، والعبرة بمن ذهب ، والقناعة كنز لا يفنى والشاطر من يستطيع ان ينجز ويصنع شيئا تبقى ذكراه محمودة في العقول.

شكرا لكل من قدم وضحى ونسج بتضحياته تمثال للاقدام والنبل، فكانت روحه رخيصه لانقاذ طفل وكان في مقدمة المشهد وفي قلب الحدث ، نعم ورسم صورة ستخلد اسمه وشجاعته بالتاريخ في الوقت الذي سيلعن التاريخ اسماء وينكرها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :