facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هواجس التوطين من لبنان الى عمان ..


محمد كعوش
15-07-2009 05:15 AM

عندما صدر قرار قمة الرباط بأن منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني كان فرح بعض الانظمة العربية يفوق احتفالية المنظمة والشعب الفلسطيني لأن الحكام العرب تخلصوا من عبء ثقيل ومن مسؤولية تاريخية, وحمّلوا كل القضية للمنظمة, وتحولت القضية الفلسطينية من قضية عربية الى قضية فلسطينية, واذكر ان المرحوم عبدالله الريماوي الذي رفض القرار وعارضه حتى مماته قال لي: انه قرار خطير سيؤدي الى تصفية القضية الفلسطينية..

منذ ذلك الوقت, بدأت العواصم العربية تتخلص من مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني ودعم الثورة والمقاومة, وتحول الصراع من صراع عربي - اسرائيلي الى صراع فلسطيني - اسرائيلي, يواجه الشعب الفلسطيني وحده نتائج وتداعيات هذا الصراع الذي تحول الى اشتباك سياسي تتحكم اسرائيل بقواعد اللعبة فيه..

الآن, وفي ظل قيادة منظمة تحرير عجوز وسلطة وطنية عاجزة تواجه القضية الفلسطينية عملية تصفية وليست تسوية تقوم على حل عادل وسلام شامل, واللعبة كلها تحولت الى لعبة »روليت روسية« تلعبها السلطة الوطنية منفردة الى ان تصل فصول اللعبة الى الطلقة الاخيرة الصائبة!!

امام هذا الواقع تسود الآن الاجواء الفلسطينية في الداخل والخارج هواجس مبررة, لأن مجريات الاحداث الاقليمية والدولية هي في صالح اسرائيل في المدى المنظور, وقد تنجح »الدولة اليهودية«, في ظل غياب الموقف العربي والانحياز الامريكي الهادىء والتواطؤ الاوروبي, في قلب الطاولة وخلط الاوراق, وفرض »ترانسفير« واحياء مشروع التوطين في لبنان والوطن البديل في الاردن, وهو المشروع الذي لم نكن نأخذه على محمل الجد لأننا نراهن على وعي الشعب الفلسطيني وموقف الدول العربية والمناخ الدولي.

الثابت اليوم ان الدبلوماسية الطرية والقوة الناعمة التي يستخدمها الرئيس اوباما »ابو التغيير« هي اخطر من استخدام الخيارات العسكرية, لأن الرؤية الامريكية-الاسرائيلية ستدخل الى الجسد العربي بنعومة مثل النعاس, ومن دون رفض او مقاومة, خصوصا ان ليس بالمقابل شريك عربي قادر مقتدر يحمل خياراً آخر, او يستطيع الرفض وقول: لا.. خصوصا ان الواقع الفلسطيني يتدهور اكثر بعد فراغ الساحة من قيادات تتمتع بشرعية شعبية قادرة على لملمة الاوضاع تحت مظلة موحدة... وبعد شاخت المنظمة وعجزت السلطة...

لذلك تسود الآن في لبنان مشاعر الخشية من التوطين وهواجس تصفية القضية, ويتساءل الساسة هناك عن كيفية مواجهة المشروع الصهيوني, وقد يكون الجواب في تمكين اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات وحشدهم وتوحيدهم ضد المشروع بالتنسيق والتعاون والتوحد مع اللبنانيين في جبهة واحدة متماسكة, وليس في تشديد الحصار على الفلسطينيين وتجويعهم وحرمانهم من شروط الحياة الكريمة, او التلهي بالجدل حول سلاح المخيمات.

وهنا في عمان, قد تفاجئنا اسرائيل في اية لحظة بقرارات وضغوط قاسية تكون في موازاة اجراءات قاسية ومتشددة في الضفة المحتلة بهدم المزيد من البيوت ومصادرة الاراضي وابعاد السكان الاصليين عبر »ترانسفير تدريجي« اي بالتقسيط وليس بالجملة, تحت عنوان قديم جديد يزعم ان »الاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين« وهو مشروع صهيوني مرفوض جملة وتفصيلا..

وهنا يجب ان نتساءل, كما اللبنانيون, كيف سنواجه المشروع الصهيوني واحباطه وافشاله ودحره?!

الحل هو رفض الشعبين الاردني والفلسطيني للمشروع معا, وبتمكين الفلسطينيين بالداخل وتقديم كل الدعم والعون والمساندة لهم وبكل الوسائل المتاحة, وكذلك بوحدة الشعب الاردني وتماسك الساحة الداخلية والتسلح بكل الخيارات الممكنة لمواجهة هذا المخطط...

واخيراً اقول ان ما يحدث في فلسطين الآن على أيدي الاحتلال وبقيادة اكثر الحكومات الاسرائيلية تصرفاً وتعصباً يجب ان تعود القضية الفلسطينية الى قضية عربية تمثل صلب الصراع العربي - الاسرائيلي, بعد المتغيرات وحالة التدهور في الساحة الفلسطينية ولكي تتحمل الدول العربية مسؤوليتها التاريخية, والتصدي للمشروع الصهيوني بموقف عربي موحد...


Kawash.m@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :