facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خسارة البشرية من تغييب المرأة


د. عاكف الزعبي
06-12-2018 12:39 PM

لا أدري ما إذا قُدّر لجهة ما ان تعاين هول الخسارة التي تكبدتها مسيرة البشرية جرّاء العزل القسري للمرأة عن دورها الانساني الشامل عبر التاريخ وحتى اليوم ؟

منذ وقت مبكر لبروز المجتمعات البشرية حيكت ضد المرأة تواطؤات ذكورية تكالبت على مصادرة حريتها والغاء حضورها ودورها الانساني والاجتماعي .

الاف السنين مرّت قبل ان يحلّ عصر النهضة في اوروبا لم تشهد اثراءً نسائياً للحضارة البشرية في مجال الفكر والعلم والفن والحياة العامة غير استثناءات تكاد لا ترى .

مطالعة عامة سريعة لمئتين سنة خلت تلت عصر التنويرالاوروبي حيث بدأت المرأة تكتشف طريق حريتها وخلاصها من استبداد الذكور ، تقود الى ما يبعث على الحزن والسخط من استمرار انحسار دورها في نهوض الحياة البشريه .

لم تصل مساهمة المرأة في المئتين سنة الاخيرة في الادب الى نسبة تُذكر ، ولم تصل الى نصف تلك النسبة في الرسم والموسيقى ، واقل من ذلك في مجال العلوم ، حتى لتكاد تصل صفراً في مجال السياسة .

اما الصفر الكامل فهو لدرجة مساهمتها في الفكر والفلسفة والدين . ففي الفلسفة والاصلاح والديانات الوضعية لم يذكر التاريخ امرأة مثل حمورابي في بابل ، وبوذا في الهند ، وكونفوشيوس في الصين ، وزرادشت ومانو ومزدك في فارس .

في الديانات غير الوضعية لم نسمع بقيادات دينية نسائية في اليهودية والمسيحيه . الكهّان في اليهودية كانوا كلهم ذكوراً ، والاساقفة والبطاركة والبابوات في المسيحية كانوا جميعهم من الذكور ايضاً .

عند المسلمين لم نسمع بفقيهة واحدة في التاريخ الاسلامي كله . الفقه في الدين هو ميدان الرجال وحكراً عليهم فقط . سلفيون واصوليون ما زالوا يرون في المرأة شراً مستطيراً وفي فكرها وفقهها شبهة نجاسه .

انحراف تاريخي كارثي ارتكبته ثقافة الذكورة ولا تزال بحق الحياة البشرية وتطورها ومخرجات مسيرتها بعد ان تم إقصاء دور المرأة عنها وإسباغها للذكورة طابعاً وحيداً لها . خسائر هذا الفعل المنحرف لا تحصى ولا نظن انه يمكن تعويضها . ليتنا نعتبر ونتغظ .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :