facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة في رواية ما بين المشاعر والاحاسيس


د.أسمهان ماجد الطاهر
24-02-2019 01:13 PM

زارني أحد طلابي في مكتبي وأهدى إلي باكورة أعمالة الأدبية وهي رواية تم تسجيلها بالمكتبة الوطنية تحت عنوان ما بين المشاعر والاحاسيس طلب مني أن أقرأها وأعطي له رأيي وعدته بأن أخذ الرواية معي في الإجازة وأرسل له رأيي ولكن مع زحمة العمل وكثرة الالتزامات قبل السفر كنت قد نسيت أن أحمل الرواية معي.
بعد عودتي بيومين زارني مرة أخري ليسألني هل قرأت الرواية لقد رأيت في عينية الفضول لمعرفة رأيي شعرت بالخجل أني لم أقرأ بعد ما كتب. فلدي دائما رغبة لدعم الشباب المبدع وتشجيعه ويهمني ما يقولون وما يكتبون. وعدته أن أقرأ ما كتب بتمعن في أجازة نهاية الاسبوع.
بدأت بالقراءة لاكتشف مشروع كاتب مبدع وهو الشاب أحمد الشيخ. لقد بدأت الرواية ترسم خطوطها الأولى من وحي الصور التي تتخللها الحياة الجامعية للشباب بجمالها وبساطتها التي تجعلها تعيش معنا عمراً ولا نستطيع أن ننسى تفاصيلها.
براءة الاحساس الفطري الذي ينشأ دون جهد أو تكلف ظهر جلياً فقد استخدم الكاتب أسلوب القصة مع النثر الجميل فخلق أيقونة عشق تستحق أن تُشهر وتقرأ ويستشهد بها في موطن الإبداع والاحساس المرهف حيث تنتهي برمي الحزن الذي مس الروح فأوجعها في كهوف النسيان.
قصة قد اسميها تقليدية في حال حدوثها في الجامعة وغالباً ما تنتهي كما بدأت كان أعمق ما فيها مرحلة الصداقة الجامعية بين أبطال القصة يوسف وخالد وعاطفة الأخت المحبة ونصائحها الجميلة وقصة صداقة تطورت إلى مشاعر عذبة صادقة بين بطلي القصة الشاب والفتاة.
ما أثار اهتمامي وإعجابي ليس حبكة القصة بقدر الموهبة النثرية التي يمتلكها الكاتب والعمق في تصوير المشاعر بفطرية وصدق تقنع القارئ وتجعله يتخيل المواقف ببساطتها فيبحر معها مروراً بالنثر الجميل الذي ميز الرواية وأعطى لها نكه محتلفة تميل لأن تكون كتاب نثر قصصي جميل. قال كتبت فصمتَ الكلام وتكلمت الحروف والأقلام.
وجدت بالرواية عواطف مختلفة فقد ظهر الحنين عندما تسأل الكاتب متى تلتقي أروحنا ونبني وطننا البعيد! والشفافية حين فسر كلمة أحبك لاربع مقاطع بعبارات جميلة ففسر ألفها بعبارة " انا دونك لا ادري كيف أعيش" والكاف "كنور العيون بالطريق" وما بينهما كتب برقة وعذوبة سأترك للقاريء اكتشافها وتذوقها عند قراءة الرواية.
لقد أبدع الكاتب بتوضيح تفاصيل الاحاسيس والمشاعر حين عظم السعادة فكان الحزن موجعاً ليظهر دور الصديق المخلص بتخفيف الألم ولتتجلى رقة احساس الأخت المحبة بدعم أخوها الذي يشعر بلوعة الفراق وألم وعذابات الحيرة والشك والضياع.
من مقاطع النثر الجميل الذي كتبه الكاتب.. داخلي حروب تكاد أن تخطف روحي/ بداخلي لحن عزفه حزين/ يُبكِ كل من يسمع إليه/ أنا غريق ببحر الهموم / دعوا دموعي تكتب الكلمات والتعابير.
لتنتهي القصة بتلاقي الأرواح بعد رحلة مليئة بلوعة الفراق فيطوى بعد المسافات ويزهر الفرح من جديد بعبارات الكاتب الشاب المبدع.. عيناك عالمٌ مستقل / قلبك الأبيض يا سيدتي / سحر القلوب وزاد نكهة لجمال الحياة / أهديني بعضا من الجنون / يا ساحرة القلوب ومعجزة الشعر.
ينهي الكاتب الرواية بعبارة جميلة وحكمة بأنفاس وحيوية شاب حين قال "احملوا حقائبكم واصنعوا قصتكم التي تخصكم وحدكم ولا تجعلوا أحد يقف بطريقكم فلا مكان للجبناء في عالم الحب". وهنا يحضرني مقولة سمعتها يوماً وهي منً لم يعرف المحبة لا يعرف الصلاة ولا القراءة ولا الكتابة ولا الفرح ولا العطاء.
أنتهت الرواية نهاية سعيدة لتبشر بميلاد كاتبٌ شاب ومشروع شاعر مبدع سننتظر إصدارة المقبل. ادعوكم لقراءة الرواية ما بين المشاعر والاحاسيس كما أدعو الجهات المهتمة بالثقافة والإبداع الشبابي للاهتمام بالكاتب الشاب أحمد الشيخ وغيرة من الشباب المبدع المتميز لضمان إستمراريه الكتابة وللوصول إلى النضج المبتغى للموهبة. وأنصح كل من يمتلك موهبة الكتابة بالإستمرار بالقراءة حتى يتم صقل الموهبة وتطورها بنكهة إبداعية مختلفة تثير اهتمام القارئ وتضمن الإستمرار بالتميز.
a_altaher@asu.edu.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :