facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكاية جحا وحال الحكومات


طاهر العدوان
31-08-2009 04:39 AM

حال الحكومة, بعد عامين من تشكيلها, مع الفعاليات السياسية والاجتماعية في البلاد مثل حال جحا وحماره مع الناس.

ففي الحكاية الشعبية, ان جحا ركب حماره يوما مصطحبا ابنه الصغير وذهب الى السوق, فيما كان الصبي يركب الحمار وهو يسير خلفه, قال الناس: ما اقبح هذا الولد يترك والده يمشي بينما يركب الحمار.

سمع جحا ذلك, فانزل الصبي وركب محله, قال الناس: هذا الرجل ليس في قلبه عاطفة الابوة يترك ابنه الصغير يسير على قدميه بينما يتربع على الحمار. فما كان من جحا الا ان اركب ابنه خلفه, فقال الناس: يا للرجل كم هو ظالم لا يعرف الرفق بالحيوان, يركب وابنه الحمار المسكين. نزل جحا وابنه وسارا خلف الحمار, فقال الناس: انظروا ما يفعل يسير ماشيا ولا يركب الحمار, يا للغباء.

كل حكومة في الاردن بعد ان تمكث عامين في الدوار الرابع (هذا اذا حالفها الحظ بذلك) لا تعود قادرة على ارضاء احد. وتصبح مهمة بقائها في السلطة اصعب واكثر تعقيدا. والعلة, في رأيي, لا تتعلق بادائها وسياساتها, انما لان الحكومة عندما تأتي الى الحكم تستمد قوتها واندفاعها من ثقة الملك ومن كونها (جديدة), لكن ما ان تمر الشهور والسنة الاولى ثم الثانية حتى ينكشف عنها كل غطاء وتفقد قوة الدفع بسبب غياب دعم شعبي وسياسي منظم لها. لانها لا تكون صاحبة برنامج موضوع سلفا ويميز افكار فريقها الوزاري. فلا حزب يقف خلفها, ولا تيارات سياسية وشعبية دفعت بها الى الواجهة ضمن رؤية معينة, وهي تيارات- لو وجدت- مهمتها ان تكون جاهزة لدعم حكومتها بوسائل سياسية وشعبية واعلامية. كما يحدث لحكومات اوروبية وآسيوية عند الازمات.

كما ان الفريق الوزاري لا يأخذ من هذا الوصف الا اسمه. فبينه وبين (الفريق) المتعارف عليه في الدول الديمقراطية مسافة طويلة, فالوزراء قد يأتون من بيئات سياسية وفكرية متناقضة, ولم يحدث ان ناقشوا برنامجا مشتركا لحكومتهم قبل ان »يتوزّروا« بحيث يكون هناك اتفاق على قواعد وبرامج وسياسات -على الاقل- في الحد الادنى. اضافة الى ان بعضهم لا يعرف البعض الآخر. فالمعرفة تنشأ فيما بعد واللقاءات تتم في مجلس الوزراء عند بحث القرارات والسياسات.

مثل هذا الحال يجعل »نَفْس الحكومة« قصيرا, لان على الرئيس وعلى كل وزير ان يبحث ويستكشف ويفكر ويتساءل ويسأل عما سيفعل, ولانه لا وقت لدى الرئيس لكل ذلك, فإن ما يقوم به معظم الوقت معالجة اجندة تفرضها التطورات والاحداث اليومية الطارئة التي لم تكن في الحسبان (مثل تلوث مياه, غلاء اسعار, مزاج مجلس النواب). فلا توجد مراكز دراسات تضعه سلفا بفرضيات حدوثها وتحذره من تقلباتها واخطارها على الشؤون الداخلية والخارجية. ولا تأتي الحكومة الجديدة على ارضيه فكرية وسياسية ونيابية وشعبية قوية تكون مصدرا لمساعدتها على تنفيذ ما تريد ان تحدثه من تغييرات في الادارة والاقتصاد وحتى في اصلاح ما يفترض انها اخطاء حكومة سابقة استدعت تغييرها.

وهكذا بعد عامين تبدو الحكومات متعبة حائرة, ومنشغلة بدوامة الاشاعات من حولها وذلك عندما تبدأ النخب والشارع بطرح الاسئلة التي اصبحت من التراث السياسي للبلد: هل الحكومة راحلة? من سيشكل الحكومة الجديدة? هل سيكون هناك تعديل محدود او موسع? دوامة ثبت بالقطع انها تقلق رئيس الحكومة ووزراءه ومع هذه الحالة تظهر الارتباكات ويسود الضعف ويصبح النقد للاداء الوزاري في الصحافة مؤثرا.

بعد عامين من عمر الحكومة, تكون قوة الدفع الذاتية هي المسيطرة على الاداء, وحتى اذا ما حاولت ان تطيل عمرها, او تجدد الدماء بين صفوفها, بتعديل محدود او موسع, فان الوضع لن يتغير بالنسبة للمزاج الشعبي الذي لا يعود معجبا بها, مهما فعلت او جددت من عزيمتها, تماما كما هو حال جحا مع رضا الناس.0

taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :