"قرن موز" بنصف دينار ورغيف خبز بدينار في الكرك
21-03-2019 01:43 PM
عمون – محمد الخوالدة
يقول مهتمون بالشأن السياحي في محافظة الكرك قبل الحديث عن ترويج المنتج السياحي الأردني فالحاجة ماسة لتمتين الوعي السياحي ليكون ثقافة شعبية متأصلة، هذا مطلب لايخص محافظة الكرك وحدها، بل مطلب وطني يعنينا جميعا ونحن نرى خروجا عن المفترض الأخلاقي والقيمي بهذا الشأن،
فتطوير منتجنا السياحي وتقديمه للآخرين بشكل حضاري وفق المعنيين بالشأن السياحي في الكرك ليس فقط بالتفنن في إقامة الفنادق الفارهة والمطاعم الراقية، فالمعاملة الطيبة للسواح وإشعارهم بالثقة بمن يتعاملون معهم مقوم رئيس لا غِنى عنه أيضا، إن لم يكن هو الاساس وفق المعنيين بالشأن السياحي للتعريف بقيم مجتمعنا وتقاليده العريقة.
ويضيف أولئك المهتمون ان حسن استقبال السواح الاجانب وتسهيل مهمتهم من قبل الجهات الرسمية والأهلية المعنية بالشأن السياحي لايكفي لترك انطباعات إيجابية لدى السواح عند عودتهم إلى بلدانهم، بل لابد وأن يتحلى بذلك كل المواطنين، مقدمو الخدمات السياحية، التجار، وحتى المارة في الشوارع.
مقدم الخدمة السياحية عليه أن يقدم للسواح أفضل مالديه، والسائح الذي يجول في الأسواق للتعرف على أوجه الحياة الشعبية ويقتضي وجوده في السوق شراء بعض الحاجيات بحاجة لمعاملة تشعره بعدم الاستغلال لا أن يجد فيه بعض التجار والباعة ضالتهم المنشودة "فيهبشون" منه مبلغا طائلا لقاء سلعة زهيدة الثمن اشتراها، والمارة في الشوارع مطالبون بدورهم بمعاملة السائح بطريقة مهذبة لا مضايقته من قبل عابثين ومتسولين.
مافتح لتناول الموضوع حيثيات نقلها لـ"عمون" مواطنون قالوا إنهم كانوا شهود عيان عليها، يقول محمود الحباشنة إن أحد أصحاب محال بيع الفواكه في الكرك باع سائحا أربعة "قرون موز" بدينارين، أي نصف دينار ثمنا للقرن الواحد، فيما قال أحمد المحادين إن صاحب مخبز باع ثلاثةأرغفة خبز لثلاثة سواح أجانب بمبلغ ثلاثة دنانير بسعر دينار لرغيف الخبز الواحد، أحمد الرواشده قال إن مطعما شعبيا باع صحن قلاية البندورة الواحد لسواح دخلوا مطعمه بمبلغ عشرة دنانير.
والمثير يقول عارفون بالأمر إنه حين تسأل التجار والباعة الجشعين لماذا هذا الاستغلال تكون إجابتهم بتهكم "أسعار سياحية "، فيما تحدث محمد الطراونة عن مجموعة شباب عابثين ضايقوا سواح أجانب "بتلطيش" كلمات نابية بحقهم، والمدهش قال الطراونة هو تصادف إن أحد هؤلاء السواح ملم باللغة العربية فكان رده على الشباب العابثين مؤدبا فقط قال لهم "شكرا لأخلاقكم".
هذه الملاحظات امام المجتمع بهيئاته الرسمية والأهلية ، فهل نرى يوما الترويج السياحي الذي نستحث الخطى فيه مترافقا مع برامج توعوية تمهد لهذا الترويج.