إن مكانة شهر رمضان المبارك في الاسلام جعلت المسلمين في كل زمان ومكان يحرصون على إحيائه إحياء يتناسب مع تلك المكانة العظيمة ويتخذ إحياء شهر رمضان المبارك مظاهر عدة منها ديني ومنها ثقافي ومنها ما هو اجتماعي ولكن جميع هذه المظاهر وإن تعددت فأنها تعبر عن أحساس واحد عميق نحو هذا الشهر وهذا الاحساس في حقيقة امره مزيج من الحب والتقدير والاجلال :الحب لشهر أنزل فيه القرآن هدى للناس والتقدير والاجلال لذكريات عزيزة على قلوب المسلمين ارتبطت بهذا الشهر وتركت أثراً عميقاً في حياة البشر وتاريخهم. واذا نظرنا من هذه الزاوية الى الشهر الكريم نجد المعنى الكبير في الصبر يتمثل فيه تمثيلا واضحاً وصادقاً ,فلقد أمرنا الاسلام الحنيف بالامساك عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس حتى نستشعر من جوع وعطش والشعور مع الفقير والمحتاج وليس الامساك فقط في الصوم الذي هو رحلة روحانيةكبيرة بالنفس والجسد الى عالم روحي الى رحاب صافية خالدة تشعر فيها المعاني التي يشارك فيها الملايين من المسلمين بعضهم البعض في هذا الشهر المبارك .إن الصوم هو الذي يرتقي بصاحبه الى عوالم أخرى ترتفع عن عالم الحس...

الى عوالم الاشراق والصفاء والنور ...الى سبحات الخير والنور لترتوي النفس بالاشراق بعد أن صام عن الحسد والغل والبغضاء ..صوم الحقيقة المشرقة . ولقد كان في حياة الرسول صلى الله وعليه وسلم واصحابه الابرار المثل الصادق لنا في كل هذا فلقد كان الرسول الكريم أجود من الريح المرسلة وكان اجود ما يكون في رمضان ,فيتسع جوده وكرمه ليعم القاصي والداني .. كما كان عليه السلام كثير التهجد كثير الصلاة كثير التسبيح كثير الاستغفار في شهر الغفران .ولم يكن ذلك كله ليعوق الرسول الكريم عن الكفاح والنضال اذا لزم الامر وأمامنا غزوة بدر بدر الكبرى التي أعز الله سبحانه بها الاسلام ونصر بها المسلمين في أول لقاء بينهم وبين المشركين .فإيجابية المؤمن معه في كل وقت فما منع الصوم المسلمين عن القتال والحرب والنضال ضد ظلمات الكفر في سبيل اعلاء كلمة الله التي صبر المؤمنين من أجلها وصابروا واتخذوا من معاني شهر الصوم والصبر الحافز الذي يدفعهم الى النصر وصدق الله العظيم اذ يقول في كتابه العزيز
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون) (