facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن الطوشات والهوشات


احمد ابوخليل
29-09-2009 04:43 AM

عندما قرأت في مقالة رئيس التحرير أمس وعنوانها "هوشات وطوشات" أنه يترك لي أمر بيان الفرق بين "الهوشة" و"الطوشة" من باب النقد اللغوي والاجتماعي, اعتقدت للوهلة الأولى أنه "ينتخي بي" وكدت أكتب تحت عنوان "ابشر", لولا أن زميلين عزيزين نبهاني مشكورين إلى أن المسألة تكليف وأمر بالكتابة وأن مخالفة ذلك قد تلزمني إلى قعدة "عرب يوم" خاصة قد ينتج عنها الحكم علي ب¯"الجلوة" أنا و"خمستي" الصحفية التي يحددها علم الأنساب الثقافية والسياسية في البلد. وعلى ذلك فإنني أضع عقال رئيس التحرير في رقبتي وأكتب هذا المقال.

الواقع أن "الهوشة" هي الكلمة الأكثر أصالة وهي أكبر من "الطوشة" على عكس ما جاء في مقالة الأستاذ طاهر, فالهوشة هي قتال بالسكاكين والحجارة أما الطوشة فهي قتال بالعصي والحجارة وذلك حسب العلامة روكس العزيزي. إلا الأردنيين في التطبيق العملي, أطلقوا كلمة "هوشة وهوشات" على القتال الشديد من مستوى ما قبل الحرب, وقد أطلقت الكلمة من قبل الفلاحين حتى على موجات القتال التي سادت قبل أكثر من قرن بينهم وبين البدو وعرفوها باسم "هوشات البدو والفلاحين", إلا أن البدو من طرفهم سموها "غزوات". أما "الطوشة" فهي كلمة محدثة تشير إلى الشجارات الفرعية غير الجادة, "طوشة بين أولاد صغار" مثلاً, ولعل عبارة "جاء يطاوش" الشهيرة تحمل مثل هذه الدلالات الدونية, كما أن الاشتقاقات الأخرى من الطوشة وخاصة كلمة "طواشا" تحمل المزيد من هذه الدلالات, راجياً ممن لا يعرف معناها أن يسأل عنها.

والأردنيون كانوا يمتدحون الرجل بكثرة هوشاته, وهم يغنون على العريس في لحظات زفافه إلى عروسه بقولهم: "يا (فلان) لا تذل, كَم هوشة حِضِرنا لك", وفي الزفة الخاصة بي أذكر أنني عبثاً حاولت أن أجعلهم يضعون كلمة "حبسة" بدل "هوشة", ولكنهم رفضوا ذلك باعتبار أن "الحبسة" فعل وقع علي ولم أوقعه على الآخرين وبالتالي لا يعتبر مجالاً للتغني كما توهمت.

بالنظر إلى ما يحدث اليوم, اعتقد أن تسمية "طوشات" هي الأنسب حتى لو استعملت فيها المدافع, وفي ذلك حفاظ على بعض المحتوى المحترم لهوشات الماضي التي كانت إحدى وسائل خوض الصراع الاجتماعي/ الاقتصادي باعتباره مقدمة لمرحلة تطور لاحقة, وقد كانت لتلك "الهوشات" أصول وقواعد لأنها كانت صراعات بين أنماط في سبيل تحديد المستقبل سواء على المستوى المجتمعات المحلية أو على مستوى البلد ككل بعد تشكل الدولة. وعليه لا يجوز أن نعتبر "طوشات" اليوم وريثة شرعية لهوشات الأمس.

إن "الطوشات" التي تجري الآن هي تعبير عن فشل المجتمع في تحديد هدف كبير محترم يختلف حوله الناس أو يتفقون, ويتصارعون أو يتحالفون. والمتطاوشون فيها يلجأون للعشيرة بشكل انتقائي, إنهم يؤدون تمثيلية صراع عشائري لأنه لا توجد أرضية منطقية أو واقع يحتمل أو يتطلب مثل هذا الصراع. إن ما يجري أقرب إلى "التفشيش الجماعي" نمارسه على المستوى الكلي, وفي الواقع أننا منذ زمن طويل نقلنا "التفشيش" من مستوى الأفراد إلى مستوى المجتمع والدولة.0

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :