facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن ومؤتمر البحرين


د. عبدالله صوالحة
27-05-2019 01:32 PM

لا اعرف اي روح شريرة قد دخلت جسد الاعلام الاردني منذ اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن عزمه إطلاق خطة للسلام في الشرق الأوسط , منذ اكثر من سنتين لم تتوقف الأوساط الاعلامية والصحفية عن التحليل مستندة الى صفر معلومات, ولَم تكف ماكنة اطلاق الشائعات عن الدوران ,تقارير مضللة وتحليلات بائسة اخذت تغرق قنوات التلفزة والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي فكانت النتيجة اجماع وهمي على رفض خطة لم نرها ولَم نطلع عليها ولَم نستشر بشأنها .

في الاسبوع الماضي شيء ما تغير وبدا ان حجابا كانت الحقيقة نائمة تحته لأكثر من سنتين قد تمزق فجأة , فما ان أعلنت الادارة الامريكية عن عزمها إطلاق الشق الاقتصادي من الخطة في مؤتمر يعقد لهذه الغاية في البحرين 2526 حزيران حتى عادت الحكمة والتعقل الى ساحة النقاشات وبدأنا نرى حوار صحيا حول ضرورة او عدم مشاركة الاردن في هذا المؤتمر ,وقد كشفت النقاشات الدائرة اليوم عن ما هو أبعد من وجهتي النظر المتضادتين حول هذه المشاركة الا وهو استقرار القواعد العامة للدبلوماسية الأردنية في أذهان الأردنيين وتفهمهم لمحددات السياسة الخارجية للمملكة .

كما كشفت هذه الجولة من الجدالات الأمور التالية اولا :ان الاردن لا يستطيع ان يخرج من دائرة تحالفاته التقليدية بسبب شبكة المصالح المتبادلة والتهديدات المشتركة مع الدول الحليفة . ثانيا :ان الاردن لا يمكن ان بنقلب على نفسه ويغادر مربع السياسة الواقعية والسلوك البراغماتي. ثالثا : هزيمة وانكشاف التيار الذي زعم امتلاكة الأغلبية وحاول تسويق اعادة رسم المصالح والتهديدات ودفع الاردن لتبني سياسات تناقض مع سياستة الخارجية المستقرة .

وعودة الى مؤتمر البحرين فانه يجب التأكيد على:
1- ان المشاركة لا تعني تغيير في المواقف السياسية المعلنة وخاصة لاءات الملك الثلاث .
2 -لا يمكن رفض خطة لم نطلع عليها ولا يمكن بناء قراراتنا الاستراتيجية على تسريبات وتأويلات صحفية .

-3الفرص الاقتصادية التي سيوفرها هذا المؤتمر لن تكون في متناول اليد فلا يظن احد ان مليارات الدولارات تنتظر موافقتنا, بالعكس ما سيطرح هو مشاريع واستثمارات تحتاج من الحكومة تحضيرا وحصرا للأولويات كما تتطلب استعدادا للدخول في منافسات للحصول على هذه الفرص.
-4 سواء تم قبول الشق السياسي من الخطة او رفضة فان المشاركة في الشق الاقتصادي لن يترتب عليه كلفة سياسية , بل العكس ربما تكون رافعة اقتصادية لتمكين دولتنا وتحسين قدرتنا التفاوضية مستقبلا .
5- صفقة القرن او خطة السلام في افضل حالاتها ستكون اتفاق بين اسرائيل والفلسطينين على إطلاق مرحلة جديدة من التفاوض وفي اسوأ أحوالها استمرار الوضع القائم , هناك مبالغات مهولة حول ما سوف تتمخض عنه هذه الخطة.
6- الادعاء ان مؤتمر البحرين هو مقدمة لتصفية القضية الفلسطينية هو ادعاء مضلل وخادع ولا يستند لأية معقولية ولَم يقل احد ان السلام الاقتصادي بديل عن السلام السياسي لكن الاقتصاد يوفر الإجواء الإيجابية للسلام ويساعد في تمكين المواطنين في الشرق الأوسط ويحسن شروطهم التفاوضية.

شخصيا كتبت اكثر من مرة ان صفقة القرن هي خطة للسلام قابلة الرفض او القبول او التعديل ,ولن يتم اجبار اي طرف على قبول ما لا يمكن قبوله ,وقلت ان التغييرات الاستراتيجية في الشرق الأوسط خلقت واقعا جديدا واعادت فرز الاصطفافات والتحالفات الإقليمية ، وان خطوط الصراع في الشرق الأوسط تتزحزح وتتغير وتنتقل من دائرة الى اخرى .

Mutaz876@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :