الكل يعلم بتعاظم مشكلة البطالة، حيث وصل معدل البطالة إلى 19% خلال الربع الاول من العام الحالي، وهناك تراجع مرعب للاستثمار خلال الفترة السابقة، وهذا يحتم علينا جميعاً دعم القطاع الخاص بشكل قوي وأن يكون شريك حقيقي في اتخاذ القرارات الاقتصادية، بعيداً عن تشكيل اللجان والمؤتمرات والتي تكون على الأغلب نظرية تفتقر إلى خطة عمل مُحكمة، ولابد من العمل على جذب استثمارات خارجية تساهم في زيادة التشغيل وخلق فرص عمل جديدة.

من المعلوم ان القطاع الخاص لدينا يعاني من عدة اشكاليات مثل عدم استقرارالتشريعات وسوء الادارة والبروقراطية، وارتفاع الكلف مثل كلفة النقل والطاقة وتعدد الجهات الرقابية، وبنفس الوقت الحكومة تعاني من عجز مزمن بالموازنة وتراجع بالإيرادات.

فهل يمكن تقليل الكلفة على المستثمر من خلال منح الأراضي؟ لدينا أراض فارغة وغير مستغلة وبمساحات شاسعة بين محافظات المملكة، لماذا لانسعى لتطويرها وخلق فرص عمل جديدة؟ بحيث يتم استغلالها من قبل المستثمرين ورجال الأعمال، على ان يتم منح المستثمر الأرض لمشروعه مجاناً شريطة ان يكون منح هذه الأراضي مقرون بشروط صارمة، وبجدول زمني محدد، فعلى سبيل المثال ان تقوم الدولة بمنح المستثمر مساحة 50 دونم، على ان يبدأ مشروعه خلال فترة سنة او اقل حسب طبيعة المشروع، وان تكون الغالبية العظمى من العمالة محلية، وفي حال لم يلتزم المستثمر بالشروط يتم سحب منحة الأرض منه، وكذلك في حال فشل المشروع او تم اغلاقه تعود ملكية الأرض للدولة.

بالتاكيد هذا يتطلب دراسة الآليات اللازمة وكيفية منح الأراضي وشروطها من قبل المؤسسات ذات العلاقة بالاستثمار والجهات المعنية. ومن الممكن البدء بعدد محدد من المواقع ومن ثم يتم التوسع.

وفي حال التزم المستثمر بالشروط اللازمة لمنح الارض، يقدم له كافة التسهيلات التي تساعده في اتمام مشروعه، وبنجاح المستثمر بمشروعه نكون خلقنا انتعاش في المملكة للمحافظات، وخلقنا فرص عمل جديدة وتشغيل للشباب، وهذا سيؤدي حتماً الى زيادة الإيرادات الضريبية والتخفيف من عبىء عجز الموازنة.

تقليل الكلفة على المستثمر مصلحة وطنية، وهذا بالطيع سيساعد في تعزيز منافسة المستثمر ومنتجاته بالدول المجاورة والاسواق العالمية، وبالتالي التوسع وتشغيل عمالة اكثر وخلق فرص عمل جديدة.

يجب ان تكون النظرة الى المستثمر كشريك حقيقي وبمنفعة متبادلة بدلاً من النظر اليه كجشع يسعى الى استغلال ونهب موارد وثروات البلد!.

من حبنا لتراب الوطن يجب ان نسعى جميعاً الى تطويره واستغلاله الاستغلال الامثل.

جلالة الملك خلق شبكة من العلاقات المتميزة مع عدد كبيرمن الدول العالمية الكبرى واسواق ضخمة في السوق الدولي، وتم توقيع اتفاقيات عديدة ساهمت في فتح اسواق لمليار مستهلك، فلابد من العمل على تعزيز الاستفادة من هذه الاتفاقيات، بكافة السبل الممكنة.