facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كلكم مسؤولون


شحادة أبو بقر
24-10-2019 01:52 PM

الخطاب موجه لمسؤولين سابقين تسنموا مواقع المسؤولية في أهم مراتبها، وبعد أن ترجلوا عن نواصيها ووقعت الفأس بالرأس، شرعوا في التصريح والتداخل والكتابة ناقدين متباكين على ما حل بنا وببلدنا وبشعبنا!.

بداية أذكركم جميعكم باللازمة التي كانت ترد تباعا في خطابات وتصريحات جلالة الملك فور توليه عرش المملكة، ومضمونها أن همه الأول وقد بات مسؤولا عن أسرة من خمسة ملايين، هو تحسين مستوى عيش الناس والنهوض بالإقتصاد الوطني، وأن نسيتم، فالأرشيف موجود.

وأذكركم إن نسيتم أنكم أنتم من إبتدعتم ما سمي بالخصخصة، ومن إستنبتم الهيئات المستقلة وجعلتموها حكومة تناظر الحكومة، ومن صنعتم إستدارة كاملة في النهج، بهدف إعادة صياغة الدولة وإعادة إنتاجها وهيكلتها كما تريدون، كما لو كانت شركة أو مصرفا وليست دولة لها شعبها وكيانها وتاريخها ومنجزاتها.

ليس مطلوبا من الملك رأس الدولة أن يكون خبيرا في الإقتصاد وفي السبل الكفيلة بتحقيق ما يتمنى لبلده، ولذلك وضع ثقته بكم أنتم من زينتم لجلالته نهجكم وقلتم أن نتائجه ستظهر تباعا وبمرور الوقت، ولهذا وبناء على طروحاتكم، كان الملك يطالبنا نحن الشعب بالصبر إنتظارا لتلك النتائج وفقا لطروحاتكم إياها، وإن نسيتم أو تناسيتم، فالأرشيف موجود أيضا.

الغريب والمستهجن أن الكثرة منكم يا من أوصلتنا أفكاركم وقراراتكم إلى ما نحن فيه من فقر وعجز وبطالة وتراجع إقتصادي ومعيشي وإنحسار للثقة بيننا وبين دولتنا وحكوماتنا، لا تترددون بعد إنكشاف المشهد عن التباكي على ما حل بنا، وعن توجيه اللوم للحكومة القائمة، في محاولة مكشوفة لإبراء الذمم وتحميل المسؤولية لسواكم، في وقت جد حرج وخطير.

أعرف تماما أنكم أنتم من إستبعدتم الأنقياء الأوفياء المؤهلين لخدمة الوطن والعرش كما يجب، وبالنصيحة الصادقة لا بالنفاق، كما فعلتم تشبثا بمصالحكم وحدكم دون مصالح الشعب والوطن والعرش، وحيدتم كل من تخشون كشفه لعدمية ما تفعلون، واليوم تقولون ما لم تفعلوا عندما كُنتُم وحدكم من تقررون وتتصرفون بلا حسيب سوى الله الذي لن يغفر لكم أبدا، وليس لكم اليوم من غاية سوى التنصل من عظمة المسؤولية والإلقاء باللائمة على من هم سواكم.

اليوم تتركون جلالة الملك وحيدا في الميدان، يحاول ترميم ما جنت أيديكم وما أفرزت قراراتكم وما أنتجت شطاراتكم، وكل منكم يدعي أنه رجل المرحلة وأن لا خلاص لبلدنا وشعبنا إلا بعودتكم ثانية أنتم دون سواكم لتسام زمام أموره ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الحياء من الله عبادة، فدعوا الملك يحاول، وأخرجوا من دائرة التشكيك والملامة ومحاولات إبراء الذمة، فشعبنا الذي ظننتموه مغفلا يعرف أدق التفاصيل، ويعرف كل من كان سببا في شقاء الوطن ، لكنه شعب صابر نقي طيب متشبث بقيادته الهاشمية وعنها وعن بوصلة الوطن لم ولن يحيد أبدا ، هو شعب حي مثقف واع يدرك أن الذهاب لا قدر الله إلى الفوضى كما هو حال أقطار غيرنا ، أمر لا يليق بالأردن ولا بتاريخه وبمنجزاته ، وينطوي على مخاطر تفتح الأبواب لتدخلات خارجية مرفوضة تماما .

شعبنا برغم كل ما فعلتم وبرغم الفقر وضنك العيش، واثق تماما بجلالة الملك، وهو على يقين من أن جلالته وقد أنكشف كل شيء، قادر على تصويب المشهد بعون الله، وبتعاون كل حر شريف قلبه على البلاد لا على العائلة والأولاد وما جنى من مكاسب ومناصب ومغانم وحسب، وشعبنا الصابر الوفي، جاهز دوما لأن يكون للملك عونا على كل ظالم ومفسد ومتربص ومتآمر أيا كان زمانه ومكانه. شعبنا يريد أن يخدم وطنه صح وأن يكون شريكا فعليا في إدارة دولته وأن يتحمل المسؤولية بالتالي عما ستؤول إليه الأمور مهما كانت، لا أن يبقى مستبعدا يراقب ويتحسر وحسب.

أعرف أن كلامي هذا لن يروق للجماعات التي إستأثرت طويلا بالوطن دون سائر الناس، وسيكرسون إسمي أكثر على ما يسمونه "بلاك ليست"، فليكن والرزق على الله لا على أحد من عباده، فما يعنيني هو الوطن والشعب الأردني بكل تفاصيله والعرش الهاشمي، وما دون ذلك لا شأن لي به أبدا ، وهذا هو ديدن الأردنيين كافة منذ فجر تاريخهم.

قبل أن أغادر وللإنصاف كي لا أظلم، فأنا وبحكم عملي طويلا في مواقع رسمية عديدة، عرفت رجالا كبارا تسنموا ويتسنمون المسؤولية اليوم، قلوبهم على البلد والشعب والملك والعرش، ولا بد من أنصافهم، وهم بعدد أصابع اليدين أو أقل بقليل، أما سواهم ممن يعرفهم سائر شعبنا، فحسابهم على الله دنيا وآخرة. الله جل في علاه من وراء قصدي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :