facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وصفي عاش لنا ومات من أجلنا


مجيد عصفور
02-12-2009 12:33 PM

ظن الخونة والعملاء الذين افرغوا رصاصات الغدر في جسد الشهيد البطل وصفي التل في بهو فندق الشيراتون في القاهرة قبل ثمانية وثلاثين عاما، انهم بفعلتهم الخسيسة ينهون حياة هذا القائد السياسي والعسكري والمفكر العملاق.

واهمون هم ومن خطط لهذه الجريمة البشعة، فوصفي لم يكن موظفا يبدأ دوامه في الثامنة صباحا وينتهي في الثانية ظهرا، كما لم يكن رئيسا همه التنعم بامتيازات المنصب او جمع ثروة ومال ثم يذهب دون ان يترك بصمة او اثرا في كل شأن من شؤون ولايته العامة.

كان وصفي مشروعا نهضويا اردنيا وقوميا في آن، فقد كان يعد الاردن ليكون احد ركائز القوة العربية في مواجهة المشروع الصهيوني، وكانت نظرة الشهيد البطل ابعد مما يتوقع قصيرو البصر .

ثمانية وثلاثون عاما مضت على غيابه الجسدي وما زال حاضرا، قدوة ومعلما، ليس للذين عاشوا زمنه وعرفوه بل للاجيال الصاعدة الذين قرأوا عنه وتتبعوا سيرته ومسيرته النضالية وسعيه من اجل وطن يشبع فيه الفقير ويرفع رأسه لأنه اردني.

وصفي بكل صفاته لم يخسره الاردن فقط، بل فلسطين كانت خسارتها اكبر وافدح، لان الشهيد كان لفلسطين كما كان للاردن، لا بل ان الجرح الفلسطيني كان عميقا في وجدانه، وقد ترجم حرصه على فلسطين عندما اشتد الصراع العربي الاسرائيلي فهب وهو خريج الجامعة الاميركية في بيروت مقاتلا في جيش الانقاذ الذي كان يقوده الزعيم فوزي القاوقجي، وبعد جولات من قتال اليهود قرر القاوقجي الانسحاب فاشار عليه وصفي ان يكون الانسحاب الى جنوب لبنان في المنطقة التي عرفت فيما بعد بفتح لاند وكان رأي وصفي استئناف القتال من هذه المنطقة، الا ان فؤاد شهاب اقنع صديقه وزميله فوزي القاوقجي بعدم تواجد جيش الانقاذ في جنوب لبنان، والانسحاب الى سورية وبدوره اقنع القاوقجي وصفي التل بأن يكون التواجد على الارض السورية وشكل لواء كان اسمه اللواء الرابع بقيادة وصفي الذي كان يحمل رتبة مقدم.

وبعد فترة ذهب وصفي الى لندن ليؤسس المكتب العربي بطلب من عدد من المتعلمين الفلسطينيين بهدف القيام بالدعاية للقضية الفلسطينية ودحض الادعاءات الاسرائيلية.

كان باستطاعة وصفي ان يبتعد عن كل هذه المصاعب وينخرط بالوظيفة الحكومية ويصل بهدوء وراحة الى اعلى المراتب كونه يحمل درجة علمية من جامعة مرموقة في وقت كان فيه الجامعيون ندرة في وطننا، لكنه اختار ان يهب نفسه للوطن والعروبة غير مكترث بالاخطار ولا راكض وراء المكاسب.

ان مسيرة الشهيد البطل تشير بوضوح الى ان الرجل يختلف عن الطراز العادي من الناس، كانت رأسه تزدحم بالافكار المتميزة الخلاقة ولم يضيع دقيقة واحدة من عمره دون عمل نافع لوطنه وامته حتى اعطى عمره كله لهما.

ان الرجال الرجال امثال وصفي لا تنتهي حياتهم بالموت او الغياب الجسدي، لان من مثله تظل حياته مستمرة في ارثه وفكره وانجازاته .

كان شجاعا حكيما وعاش في زمن كنا نحتاج لرجل في مواصفاته وبعد غيابه اكتشفنا اننا ما زلنا نحتاج له، وهذا سر بقائه في وجداننا وعقولنا، رحمك الله يا أبا مصطفى فقد عشت لنا ومت من اجلنا.(نقلا عن الرأي )





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :