facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اقرأ ..


حسين الرواشدة
29-11-2019 01:08 AM

ثمة ارتباط بين القراءة وفعلها (اقرأ) المفتوح على كل اصناف المعرفة والتعقل والتفكر وبين (المسؤولية)، هذه التي يحددها الاسلام في علاقة الانسان بربه اولا، وتندرج تحتها علاقاته بالاخرين او - حتى - بضميره ونفسه ناهيك عن الموجودات والاشياء الاخرى.

لا مسؤولية اذن، بدون قراءة ووعي ومعرفة وعلم، ولا مسؤولية بدون حرية وارادة (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) بل انه اذا حصل اكراه او نسيان او اختلال في العقل تعطلت المسؤولية (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا او أخطأنا)، وهذا كله يعزز مفهوم المسؤولية التي يعتبرها الاسلام (أمانة)، وجدت منذ ان خلق الله الانسان واصطفاه لعمارة هذا الكون، (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها، وأشفقن منها، وحملها الانسان، انه كان ظلوماً جهولاً)، ظلوماً حين عطلها، وجهولاً حين لم يحط بها علماً وفهماً ودراية.. ولهذا فان من يخون الامانة التي هي المسؤولية، بكل انواعها، يخون الله ورسوله.. والشرط الذي تتحقق فيه (الخيانة) هو (العلم) بها، وادراك مخاطرها (او تخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون).

باختصار اصل المسؤولية الذي يجعل منها امراً معقولاً، ناهيك عن انه تكليف الهي (المسؤوليات تكاليف) هو انه اذا كان هنالك حق في هذا الكون فيجب الاقرار به لانه حق، ويجب اعتبار التوافق معه امراً طبيعياً، كما يقول فقهاؤنا، ولما كان ادراك هذا الحق يتوقف على العلم به فان هذا العلم يطوقنا بالمسؤولية، وبما ان شعورنا بالالتزام بالحق لذاته هو منبع المسؤولية فان هذا الالتزام هو النواة الصلبة للمسؤولية، وبهذا يبدو مفهوماً معنى كون الانسان مسؤولا من خلال محاسبته على افعاله، إما امام من اناط به هذه المسؤولية، وإما امام ضميره، وإما امام القانون والمسؤولية محددة - دائما - بالوسع والاستطاعة (فاتقوا الله ما استطعتم) وقد عبر عنها القرآن الكريم (بالامانة) كما قلنا لانها ميثاق بين الانسان وخالقه.. وتكليف الهي وقيمة مرجعية لكل ما في الدين من قيم.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :