facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سنبقى محكومين بالأمل


د. موسى برهومة
14-12-2009 05:18 AM

عمون - فيما كنا نترقب إعلان التشكيلة الحكومية التي لم يبق اسم لسياسي أو اقتصادي أردني إلا تردد للانضمام إليها، كانت الكويت تستعد لإطلاق قمة مجلس التعاون الخليجي التي تلتئم اليوم.

وكما يعول الأردنيون على حكومة سمير الرفاعي من أجل إطلاق عملية إصلاح سياسي واقتصادي شاملة، فإن الخليجيين يعولون الكثير على قمتهم الثلاثين التي ينتظر أن يشكل الاتحاد النقدي الخليجي والعملة الموحدة عنوانها الأبرز، فضلا عن مشروع الربط الكهربائي، إذ يعد هذان المشروعان منعطفا مهما باتجاه الوحدة الاقتصادية الخليجية والسوق المشتركة بين بلدان المجلس الستة.

وسوف تلقى التداعيات السياسية، وبخاصة المنطقة المشتعلة على الحدود اليمنية السعودية، الاهتمام الكبير في القمة، حيث أعلن القادة الخليجيون عن موقف موحد داعم للمملكة السعودية في تصديها لتسلل الحوثيين إلى أراضيها من اليمن.

الأمل هو العنصر المشترك الذي يجمع الأردنيين والخليجيين في هذه القنطرة التاريخية الحساسة، فلا سبيل آخر لمجابهة التحديات إلا بالتسلح بقدرة قوى المنطقة بشعوبها وروافعها الذاتية، وعبور المستقبل بخطى واثقة وشجاعة.

التوقعات كبيرة في هذين الحدثين، لكن الأمر يختلف فيما يخص التشكيلة الحكومية في الأردن، وأخشى أن تساهم المبالغة في التوقعات في إصابة الكثيرين بالإحباط، فمشوار التغيير طويل وربما لا تتمكن الحكومة الجديدة من تعبيد دروبه كلها، ولكنها ستعمل من أجل هذه الغاية، وأرجو ألا تعترض غايتها النبيلة أي فخاخ، لا سيما وأن حساب الحقل لا يتطابق دائما مع حساب البيدر!!

لن تمتلك حكومة سمير الرفاعي عصا سحرية، ولا أحد يتوقع منها ذلك، سيما وأن مفاجآت عديدة بعضها من العيار الثقيل ضمت إليها وزراء لا يشبهون كثيرا المعطيات التي وردت في كتاب التكليف السامي، ونأمل ألا يكون ذلك، على أهميته، عامل إحباط لدى الناس الذين ألقوا حمولتهم النفسية في مركب الإصلاح والتنوير الذي ينقل البلاد إلى الاشتباك مع روح الحداثة والتمدن.

نعول على الروح الهارمونية التي أرادها الملك، وحرص على التأكيد عليها رئيس الوزراء في تصريحاته لـ “الغد” المنشورة يوم أمس.

من يصنع الهارموني، ومن يوفر البيئة الكفيلة بأن تعزف الحكومة كأوركسترا محترفة لا نشاز فيها؟ هذا السؤال برسم المستقبل القريب الذي سيتكفل بإذابة الثلج والكشف عن المرج، ونتمنى أن يكون المرج عامرا بالخضرة والنضارة، لأن لا طاقة لنا بالخيبات الجديدة، ولا تحتمل عروقنا المزيد من السير على درب الآلام، فنحن تواقون لمعانقة الأفكار التي تحملنا على أجنحة الأمل بأن التغيير قدر لا مفر منه، وأن قاطرة الإصلاح الحقيقي والجذري ستنطلق، ولن تعيقها أي عثرات.

بالأمل والإيمان تعبر دول الخليج اليوم مرحلة جديدة من عمر الاتحاد، وبالتفاؤل يلتقي القادة من أجل بناء مستقبل أكثر أمنا ورخاءً لشعوبهم. وبالروحية ذاتها نعول على الحكومة الجديدة ورئيسها الشاب المتقد حماسة، وندعو له بالتوفيق، ونقف معه بالحق، ونكون معه معاول بناء تشيّد عمارة المستقبل، وتسيجها بالأمل. ولا خيار لنا غير ذلك، فنحن “محكومون بالأمل” كما قال المسرحي السوري الراحل سعدالله ونوس، وسنبقى كذلك حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

m.barhouma@alghad.jo

موسى برهومة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :