facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ألقوا الأردن في "غيابة الجب" وارتاحوا


شحادة أبو بقر
19-02-2020 05:20 PM

ليس بالغريب ولا هو بالعجيب ولا بالمستهجن ابدا ابدا صمت العرب شعوبا وقبائل وحكومات، حتى عن مجرد الاتصال "تلفونيا" بالاردن، اظهارا للتضامن في مواجهة مؤامرة صفقة قرن يعلمون يقينا ان فيها خطرا مصيريا جسيما على هذا البلد وجودا وهوية، تماما كما هو خطرها على مصير القدس الشريف وقضية فلسطين عموما، والحقوق التاريخية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.

نعم، ليس هذا الصمت والغياب بالغريب ابدا، فلقد اعتادوا لا بل واستمرأوا منذ قيام دولتنا الحديثة قبل مئة عام، حقيقة ان الاردن هو "الضحية والقربان" الذي يسهل ذبحه على مذابح نزوات اصحاب الرؤوس الحامية والشعارات الكلامية الجوفاء التي سمنت اسرائيل واودت بفلسطين وبالاردن وبالقدس مسرى ومعراج محمد صلوات الله وسلامه عليه، والعجب العجاب ان هناك من لا يزال يتغنى ببطولات اصحاب تلك الشعارات التي ما زلنا ندفع حتى اليوم وجميعا، ثمنها الباهظ من كراماتنا وقوتنا.

اعلنت الصفقة بعد طول انتظار، فماذا فعل العرب!، بيانات خجولة وشعارات براقة وكفى الله المؤمنين القتال، ظنا منهم ان النار لن تصل تلابيب ثيابهم ولو بعد حين غير بعيد، وليقلع الاردنيون والفلسطينيون شوكهم بايديهم!

لنتحدث اردنيا في هذا المقام، ما دام الاخوة القياديون الفلسطينيون يسعدون نظراءهم الاسرائيليين كثيرا بخلافاتهم المستفحلة وتفرقهم العجيب حتى وهم يرون حقوقهم تتآكل حتى اخر قطرة وعلى الارض، وليس مجرد تصريحات وشعارات وتهديدات، لنقول، هذا هو حالنا نحن الاردنيين منذ مائة عام، ضحايا وقرابين من اجل العرب، كل العرب، ومع ذلك، فنحن في نظرهم وظلمهم خونة وعملاء بعنا فلسطين والقدس التي لا يوجد حجر او شجر فيها الا وتخضب بدماء شهدائنا وجرحانا، وهذا شرف عظيم به نفخر ونعتز ونتقرب من ربنا به اكثر واكثر.

وقفنا بشموخ عروبي اصيل صادق مع كل بلد عربي احاط به خطر، ودفعنا اثمانا لم يدفعها احد، وفتحنا حدودنا ودورنا لكل عربي فار من ظلم حاكمه او سطوة محتل غاز، ولم نتذمر يوما ابدا، تقاسمنا مع الاشقاء لقمة العيش وحبة الدواء وفرصة العمل وغرفة الصف ونسمة الهواء، حتى وصلنا الى ما نحن فيه اليوم من فقر وضنك عيش وقلة حيلة ومديونية ضاغطة وبطالة مرهقة.

لم يقل لنا احد ولو مجرد كلمة شكر نحن لسنا بانتظارها اصلا، لا بل لم يتورع عرب من جنسنا عن اتهامنا بالمتاجرة بقضايا اللاجئين من ديارهم ولا حول ولا قوة الا بالله.

حسدونا واغبطونا حتى على جنازة الراحل الملك الحسين رحمه الله، عندما رأوا قادة الشرق قبل الغرب تجوب طائراتهم سماء مملكتنا انتظارا للاذن لها بالهبوط في مطاراتنا المدنية والعسكرية لوداع الراحل الكبير، ولم يقل اي منهم ان في ذلك اصدق رد يدحض ظلمهم واتهامهم لنا بالعمالة للغرب، عندما عندما شهدوا بامهات عيونهم قادة العالم كله شرقه قبل غربه وجنوبه قبل شماله يلتقون على ارض الاردن لوداع رجل العصر رحمه الله، لا بل ذهب كاتب عربي حتى وهو في اواخر خريف العمر، للتشكي بالجنازة التي لم ولن تتكرر!.

لا علينا، هذا هو حظنا مع اهلنا العرب مذ فتحنا عيوننا على الدنيا، لكن ما يثير الاستغراب اكثر، هو اننا نحن الارنيين انفسنا وبالذات كبار السن فينا ممن شهدوا التاريخ والاحداث والمراحل كلها، نطالب بلدنا اليوم دونا عن سواه من العرب والمسلمين، بالانتحار في مواجهة الصفقة الصفعة.

نقرا ونسمع عن سلسلة المطالب تلك ونتخيل ان الاردن دولة عظمى عليها ان تعلن الحرب وحدها على الكيان الصهيوني وداعمته اميركا، وان تحرر القدس وفلسطين والجولان، وان تطرد اميركا من الشرق الاوسط، وان لا تنتظر عونا من احد من العرب والمسلمين او سواهم.

بوضوح، هذا ما هو مطلوب من بلد منهك اقتصاديا خاض الحروب كلها حتى وهو يعلم انها مجرد "فزعة عرب" كي لا يتهم بالخيانة اكثر، فلو تخلف لكان هو سبب الهزائم النكراء كلها، والتهمة جاهزة سلفا على السنة من لم يتقوا الله في يوم من الايام!.

الاردن وحده دونا عن كل العرب والمسلمين، مطالب اليوم وقبل الغد، بانهاء معاهدة السلام فورا وطرد السفير وسحب سفيرنا وخفض التمثيل الدبلوماسي مع اميركا التي يجاملها العالم كله ولو من باب اتقاء الشر، وفتح حدوده دون حدود سائر العرب للمقاومين والمجاهدين وسواهم ممن لم يلقوا يوما ولو بحجر صوب المحتل الغاصب.

هذا باختصار هو اعلان حرب من جانب الاردن وحيدا فريدا ضد الكيان ومعه اميركا، وان كان لدى احد تفسير اخر فليدلنا عليه مشكورا، واعلان حرب كهذا هو حالة انتحار طوعي بوضوح لا لبس فيه.

اعرف سلفا انني ساتهم فورا بالترويج للصفقة المؤامرة من قبل البعض، او انني ابحث للاردن عن عذر ما، والله وحده شهيد على ان التهمة باطلة وظالمة وكاذبة سلفا ولا اصل لها على الاطلاق، ولا حاجة بي لان اقسم بان لا احد يمقت الكيان الغاصب اكثر مني.

ختاما، طالبوا العرب من محيطهم الى خليجهم وجيوشهم الجرارة برفض المؤامرة واعلان الحرب والجهاد لتحرير القدس وفلسطين، واتعهد لكم انا المواطن الاردني البسيط، بان الاردن شعبا وقيادة وجيشا ومؤسسات وكل ما فيه، سيكون طليعة المحاربين والمجاهدين والمقاومين كشانه دائما وابدا، اما التضحية بالاردن وحيدا فريدا نيابة عن امة ال 400 مليون عربي وامة ال 1500 مليون مسلم، فهي نفاق وخداع وبغضاء غايتها القاء الاردن في غيابة الجب كما حدث مرات ومرات على امتداد مائة عام مضت حتى اليوم!.

ايها الاردنيون من كل اصل، توحدوا مع الوطن والقائد بصدق لا لبس فيه وواصلوا رفض المؤامرة الصفقة وبكل قوة، وطالبوا السلطة الفلسطينية المسؤولة مباشرة عن فلسطين وشعبها الصابر تحت الاحتلال، بان تنهي خلافاتها وان تتوحد صفوفها في الضفة وغزة، وان تتخذ اجراءات فاعلة على الارض وعبر العالم اقلها وقف التنسيق الامني مع المحتل ومنا شدة الشعوب العربية والاسلامية للتظاهر والرفض ودعم الحق الفلسطيني. والا فالقوا بالاردن في غيابة الجب وارتاحوا. الله جل جلاله من وراء قصدي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :