facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رَمضانُ في جِلْباب الكورونا


المحامية آية توفيق المهيرات
20-04-2020 12:07 AM

لَعلَّه سَيكون الأجمل !

يشتكي أغلبُنا من مَجيءِ هذهِ الظروفِ بالتزامُنِ مع مَجيءِ شهرٍ يكونُ لَنا بمثابةِ إعادة شحنٍ ، وتجديد طاقةٍ ، ودفعةِ أملٍ ، لباقي شهور السنة.

لا صلاةً للتراويح في المَسجد ، ولا مجالساً للذكر ، ولا تجمُعاتٍ عائليةً معتادةً ننتظرها طيلة أيام السنة لنجتمع مع الأقارب والأحباب.

سيكون ُ رمضاناً غريبَ الأطوارِ ، و غرابة الأطوارِ لا تَعني بالضرورةِ أنها ليست جميلة ، إنما تَكمُنُ غرابَتُها في أنَّنا لَسْنا مُعتادين عليها فقط.

أتخَيَلُ أنَّني في ظِلِّ هذا الحَجْرِ المنزليِّ الشامِلِ لمَنع العمل كذلك، بأنْي لَنْ أُضْطرَّ للذهابِ إلى العَمل ، لأعود منه بالنتيجةِ متعبَةً ومُنهَكةً ؛ لأضعَ رأسي على الوسادةِ إلى أنْ ينادِي المُنادي أنَّ الله أكبر ، وأنَّ حيّ على الصلاة ، لتَقْطَعُه في مَسَامِعي صوت أُمي الذي يُوقظني للإفطار ، فأقومُ مُسرعةً على كأس الماءِ فأَتَجَرَّعُه دفعةً واحدةً تنتهي بِنَدمي على أنَّني لم أَحظى بجمالِ دُعاءٍ أدعوه قبل أن يُرفَع الأذان ، ولا بجمال الفاتحة التي تُقرأ قبلَه ، ولا حتى بجمالِ  " اللهمَّ لك صُمتُ وعلى رزقك أفطرت " ، وهذا حالُ الكثيرين! ولا أُعَمِّم.

أتخيلُ بأَنني سأعطيهِ حَقَّهُ أو على الأقل لا أُقصِّر فيه كما فعلتُ فيمَن قَبلِه ...

لعلَّنا سنأُخذُ عُزلةً مع الله والذات...

سَنُخَصص رُكناً في البيتِ نُصلي فيه الجماعة ، فقد كان من عادةِ السَلَفِ أنَّ يتخذوا في بيوتِهم أماكنَ مُعَدَّة للصلاةِ فيها ، وقد ثَبُتَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه أَمَرَ ببناءِ المساجد في " الدُور " وأن تُنَظَّف وتُطَيَّب، وهذا ما رواه أبو داود والتَرْمَذي ، والمقصود بالدُور هنا البيوت ، فسَنُحيي هذه العادة في رمضان هذا.

ولعلِّي وكغيري من الفَتيَات سنُحقق أُمنِياتَ الوالداتِ في تَعَلُّم الطبخ وفنونِ الطهي ، ليُلَقِبْنَنَا في العاميَّة " بالمَعَدْلات " ، سَنُتْقِن إعداد القطايف والحَشوات ، وسنتعلمُ كيفَ نَصنَعُ شراب التمر الهنديّ ، وسَنصرِفُ النَظر عن الكثير من المنتوجات المُتعددة الصانعين والصانعات ، لنستبدلها بأشياءٍ من صُنعنا نحن .

ولعلَّ الوالِد في رَمَضان هذا لَنْ يَشتكي صَوتَ المُفرقعاتِ الصغيرةَ المُسَماة "بالفُتيش" والتي يَصدَحُ صوتُها أرجاءَ الشوارعِ والمَمَرات طِوال الليل من قِبلِ البعضِ الطائش.

وإنْ غابَ اللقاء وفَقَدْنا جَمعة الأحباب ، ستزيدُ المحبةُ والأشواق ، وسيزيدُ معها الحرصَ على التقيُّدِ بالتعليماتِ ليعود الحالُ كما كان عليه ...

وسَتتعاون العائلاتُ والجيران بالخير في شهر الخير ، ولِعدَةِ مرّات سنختِمُ القرآن، وسندعو لِفلانَ وفُلان...

عِدَةُ أيامٍ ، وسَيَطرقُ البابَ رمضان ، شهرُ الخير لم يتغيَّر فيه شيءٌ ، وما زال بمشيئةِ الله فاتِحاً لأبوابِ الجنة وغالِقاً لأبواب النار ، وما زال مُصفِّداً للشياطين .

ها هو ينادي كعادتِه لم تُغيِّره الكورونا و لا اجراءاتها الإحتياطية : يا باغِيَ الخيرِ أقْبِل ، ويا باغِيَ الشرِ أقصر...

وما زال يُغْفَرُ لنا ما تقدَّمَ من ذنبنا وما تأخر إنْ صُمناهُ وقُمناهُ إيماناً واحتساباً ...

وإن باغَتَتْهُ الكورونا فما زالَ صِيامُه جُنة ، وفي سحوره بركة...

رمضان قد جاءَ كما هو رمضان ، ما اختلفَ فيه شيءٌ سِوى العادةِ في ممارسَتِه ، وليس كلَّ ما هُو مُعتاد هو الأفضل ...

اللهمَّ بلغنا إيَّاهُ لا فاقدين ولا مفقودين ، ولا مُصابين بالكورونا ولا حزينين ...

ودُمتم سالمين





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :