الصورة التي وزعت على الصحافة أمس من جلسة مجلس الوزراء التي ناقش بها خطط وبرامج الوزارات التفصيلية تُظهر وجود ثلاث عبوات من المشروبات الغازية أمام كل وزير: واحدة بطعم الكولا والثانية بطعم البرتقال والثالثة بطعم الليمون, وهذا يعني أن المضيف لم يستشر كل وزير في مشروبه الغازي المفضل بل ترك الفرصة أمام الجميع مفتوحة لكي يختار كل منهم اللون والطعم الذي يريد.

من الواضح أن أجواء الحرية كانت مسيطرة وشاملة لكل التفاصيل, وقد تم الاعلان أن الوزراء اخذوا وقتاً متساوياً هو نصف ساعة لكل منهم لكي يعرض برامجه وخطته.

في الصورة المنشورة لا تزال جميع العبوات مغلقة بدليل أنها كانت لا تزال مصفوفة الى جانب بعضها بعضا بطريقة هندسية لم يجر العبث بها بعد. ومن غير المعلوم للرأي العام مَنْ هو الوزير الذي باشر بفتح أول عبوة ومتى فتحها, ومن هو الوزير صاحب الدور في الكلام الذي فتحت أول عبوة أثناء حديثه? وكيف كان موقفه من صوت التنفيس الناتج عن فتح تلك العبوة وهو صوت يعرفه الأردنيون ولا يرتاحون له عادة. وهل كانت لذلك دلالات مقصودة من قبل الوزير فاتح العبوة? أي هل تَقَصّد الوزير المبادر زميلاً بعينه لكي يفتح العبوة أثناء كلامه? وهل قام الوزير الضحية بفتح عبوة أخرى أصدرت صوت تنفيس مماثل عندما جاء دور زميله الأول في الحديث?

من المحتمل أن كل هذه الأسئلة لا لزوم لها, وأنه جرى اعتماد وقت موحد لفتح العبوات جميعها. حينها اتمنى أن لا يكون ذلك جرى في آخر الحوار لأنه سيعني أن القاعة شهدت تنفيساً متواتراً ومتكرراً في وقت واحد.0

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم