facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكرى النكبة .. ونظرية تدافع الأجيال


فيصل تايه
15-05-2020 10:17 PM

في مثل هذا اليوم من كل عام يتجدد الموعد مع مرارة الذكرى لدى أبناء الشعب الفلسطيني المكافح ، و بصورة خاصة لدى من واجهوا النكبة ومعطياتها وجها لوجه ، فقد شكلت النكبة أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرين، نفذت بقوة السلاح والتهديد من قبل العصابات الصهيونية ، لتطبع في ذاكرة التاريخ مأساة شعب سلبت حقوقه بالكامل ولتبقى عالقة في الضمير تقرع أجراس الحزن مذكرة الفلسطينين بأن مأساتهم مستمرة في حفر أخاديد قهر عميقة على وجوههم ، لكن مساحة الحلم بما اعتبرناه قضية وقت للتحرير وعودة اللاجئين وانهاء الصراع تتراجع وتصغر أمام حقائق الواقع المتردي داخليا والمنهار عربيا والغير مهتم دوليا واستغلال ذلك من قوى البطش الاسرائيلي بالقتل والتنكيل اليومي .

في ذكرى النكبة تتكرر مأساة اللجوء مع انتشار جائحة كورونا التي باتت تعبّر عن واقع معقد بكل تشاؤمه وأمله ورغبات الإنعتاق منه ، لينجدل اللجوء الفلسطيني في هذه الظروف رغم المعاناة الإنسانية التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في المخيمات والتجمعات والشتات، ومن الاحتلال الصهيوني ، وما يمارسة المحتل دون أدنى اعتبار ما يمر به العالم ، لكن ورغم كل التجاذبات والترهات والتحديات وكل الظروف الصعبة ومنذ اثنين وسبعين عاماً إلا أن الفلسطينيين استطاعوا أن يحافظوا على جذوة الصراع متّقدَة بأساليب مختلفة فرضت الفلسطينيَّ رقماً صعباً في معادلات مقاوَمَة التطهير والاحتلال، والقدرة على الحفاظ على الهوية ، وبالرغم من تراكم الأوضاع الصعبة في واقعنا العربي المرير والتي شكلت هالة من الحزن والإحباط الممتد شعبيا وسياسيا على كل مفاصل الواقع دون استثناء ، فحالة الإنقسام تجذرت وتعمقت رغم كل ما يخرج عن مهدئات الصدمات ، لتصبح هذه الحالة أمرا واقعا ، ولتتراجع القضية الفلسطينية اليوم أمام انعدام التوزان وضياع البوصلة التي نسير خلفها نحو المستقبل وتقرير المصير .

في ذكرى النكبة نذكركم بما اعتقده الكثيرون و في مقدمتهم دولة الكيان الصهوني الغاصب بان الزمن كفيل بمعالجة اثار نكبة الشعب الفلسطيني وذلك المعتقد قام على نظرية تدافع الأجيال و الاختفاء التدريجي لمئات الالاف من الآباء و الأجداد الذين شردتهم احداث النكبة الى مهاجر قسرية مختلفة ، فتشريد الفلسطيني وغربته عن أرضه ووطنه عزّزت حضور قوي للذاكرة جعلت الأجداد يجتهدون بنقل كل ما يتعلّق بفلسطين لأبنائهم، وكذلك فعل الأبناء فتركّز الوعي الجمعي بضرورة الانتفاض المستمر، وعلى ضرورة تحقيق الوحدة، واستمرار النضال لأنّ كل الفصول تنتهي إلا الفصل الفلسطيني دائمًا يبدأ من جديد.

اليوم وفي هذه الذكرى ، و بعد كل هذه الأعوام من النكبة ، يتجلى وهم ذلك الاعتقاد ، لان الأجيال الفلسطينية لم تنقل لبعضها البعض الإرث و الذكريات فحسب ، إنما نقلت ايضاً الألم الطري و الإيمان بالحقوق المقدسة ، الوطنية منها و الفردية ، لتتسع الرقعة ممن عاشوا وقائع النكبة مباشرة الى من أصبحوا ضحايا لنتائجها ، وأمام كل ذلك هل سيمتلك العقل الفلسطيني اليوم معجزة إخراج الوضع بما يعيد ترتيب أوراقه وصياغة أفق جديد بعيدا عن نمطية الحلول الجاهزة والعبثية المفروضة التي أصبحت تتردد في كل لحظة لتخلق أزمة من باب الاحساس بالفشل والعجز وليس من باب قوة المنطق ورجاحة الموقف .
والله المستعان





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :