facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاستقلال .. إرث القيم والإرادة


محمد يونس العبادي
25-05-2020 04:31 PM

74 عاماً مضت على إعلان استقلال مملكتنا، وسبقها حوالي ربع قرنٍ من مرحلة الانتداب التي شهدت انتداباً وسطوة إنجليزية حملت رمزيتها "دار الاعتماد" والتي كانت جاثمة على صدور الأردنيين وعلى مفاصل صناعة القرار.

الدولة الأردنية التي تأسست علي يدي الملك الشهيد عبدالله الأول ابن الحسين (طيب الله ثراه) حملت منذ لحظة أن أعربت عن نفسها الخطاب العروبي المستند إلى إرثٍ موصولٍ، من قيم الاسلام والعروبة والتحرر من أيّ سطوة على الانسان العربي، فهي دولة الإنسان العربي القادر، فهي وليدة حركة التحرر العربية "الثورة العربية الكبرى".

لمّ يرد الإنتداب البريطاني لهذه الدولة الناشئة هذا الوجه العروبي، بل أرادوا لها أن تكون محوراً لمخططاتهم وأنّ تكون وليدة فلسفة الانتداب ولكن، الملك المؤسس أرادها دولة الإنسان العربي الذي يستطيع أنّ ينهض، وأرادها مركزاً للإنطلاق لمشروع عروبيٍ عماده العمران العربي البشري والمادي.

وعلى مدار ربع قرن سبق إعلان المملكة، كان الملك المؤسس يبني الصرح الناجز شيئاً فشيئاً، ويتجاوز كل العراقيل التي تحاول النيل من هويته، أو تحدّ من مقدرته على إثبات ذاته، فكان يرعى كل القرارات التي من شأنها أن تنهض بالأردن وإنسانه، ويرعى كل منادٍ للعروبة.

وأثبت الأردن مقدرته على الصمود والحضور في الأدوار كافة التي شهدها خلال الربع الأول من القرن الماضي، إذ لم يترك الملك المؤسس مساحة لدعم العروبة إلا ووفر لها الدعم بدءاً من الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي (1925-1927) ومروراً بدعم ورعاية جهود القوى الفلسطينية والانخراط بمشروع الجامعة العربية ودعم الحركة الوطنية الأردنية ومؤتمراتها وبرامجها التي نادت بالتخلص من الانتداب.

واستمر الخطاب الأردني خلال الحرب العالمية الثانية ينهض بالأردن على خلاف رغبة الانتداب منادياً بمشاريع الوحدة العروبية، وحمّل عبء التقدم العمراني بالبلاد التي حققت الكثير في عهد الإمارة.

وعن جدارة استحق الأردن استقلاله الناجز في 25 أيار 1946م، ليكون من أوائل الدول التي خاضت تجربة التخلص من "الاعتمادية" ودارها فبدأ الأردن مرحلة ما زالت حتى اليوم تمثل تجربة النهوض ومقدرة الانسان وإرادته.

وتلخص عبقرية القيادة وشرعيتها ووفاء الأردنيين، مفردات التجربة الأردنية وإرثها، والتي لم تستكن يوماً لأيّ تحدٍ بل صاغت منه مقدرة على البذل وتعبيراً عن الإرادة.

واليوم، بمشاعر الاعتزاز يستحضر الأردنيون هذا الإرث الموصول ليقدموا أدواراً رائدة – كعادتهم- في التصدي لكل همٍ ونازلةٍ ليبقى الأردن عزيزاً بقيادة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين.

استقلال مبارك يا أردن ، "ونبني كما كانت أوائلنا تبني".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :