العلاقات الأميركية – الاسرائيلية رؤية أميركية ل د.حسن عبدالله العايد
01-03-2010 07:19 PM
عندما اعترف الرئيس الامريكي هاري ترومان باسرائيل عام 1948 بعد احدى عشرة دقيقة من اعلان قيامها على الأراضي الفلسطنية، وضع بذلك مصلحة اسرائيل كحجر اساس في علاقة الولايات المتحدة الامريكية بالعالم وبالوطن العربي تحديدا . ولكن ومع التطورات الحاصلة منذ مطلع القرن الواحد والعشرين فان الوجود الامريكي المباشر في افغانستان والعراق غيِر من أولويات السياسة الخارجية تجاه اسرائيل و اصبح ذلك سببا في طرح موضوع جدلية العلاقة الامريكية الاسرائيلية للنقاش من قبل البعض .
فقد بدأت أصوات تطالب بإعادة النظر في هذه العلاقة بناء على المعطيات الاستراتيجية الجديدة على ارض الواقع جاء ذلك في الحوار الذي اجرته مؤسسة «انتليجنس سكويرد» في جامعة نيويورك بين طرفين احدهما يدعو الى التراجع عن هذه العلاقة الحميمة والاخر مؤيد للابقاء عليها كما هي .
فقد دافع الفريق الاول عن وجهة نظره بان امريكا تدعم فكرة الدولتين، ولكنها في نفس الوقت تقوم بتمويل السياسات الاسرائيلية التي تقوض هذا الحل كما يرى هذا الفريق وعلى رأسهم روجر كوهين، محرر الشؤون الخارجية السابق بصحيفـة نيويـورك تايمـز إن تواطؤ أمريكا المتصور في العنف الإسرائيلي ينطوي على ثمن باهظ. فهو يمثل أداة قوية لتجنيد الإرهابيين،لأنه إذا لم تكن هناك دولتان، فإنه ستكون هناك دولة واحدة، وسواء عاجلا أم آجلا، فإن عدد الفلسطينيين في هذه الدولة سيكون أكبر من عدد اليهود، وحينها، ما الذي سيتبقى من الحلم الصهيوني، حسب رايه.
اما الفريق الثاني الذي يدافع عن بقاء العلاقات الامريكية الاسرائيلية كما هي، فهو يرى: ان تراجع الولايات المتحدة عن علاقتها الخاصة مع إسرائيل سيمثل خذلانا للمبادئ الأخلاقية التي قامت عليها السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وإن ذلك يعني التخلي عن الحليف الديموقراطي الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في المنطقة. ويرى عدد من الأمريكيين انه على أمريكا أن تقف إلى جانب حلفائها، وإلا فإنه لن يكون لديها الكثير من الحلفاء في أي مكان في العالم. فهذه ليست لعبة يخسر فيها طرف فيربح الطرف الآخر، فبمقدور الولايات المتحدة أن تحقق الأمرين معا. فتدفع الدول العربية للاعتراف بإسرائيل مقابل تنازلات اسرائيلية وتبقي في نفس الوقت على علاقتها الخاصة بإسرائيل .
وعادة ما تقوم مؤسسة «انتليجنس سكويرد» باستطلاع الاراء قبل الحوار وبعده ففي الاستطلاع الأول، فضلت نسبة 33 بالمائة التراجع في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وكان 42 بالمائة يعارضون ذلك وكان 25 بالمائة غير محددي المواقف. وبعد الحوار، أعربت نسبة 49 بالمائة عن تأييدها لحدوث تراجع في العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، وعارضته نسبة 47 بالمائة ذلك، وكانت نسبة 4 بالمائة غير محددة المواقف. وهكذا فإن الجانب الذي دعا إلى إعادة تقييم العلاقة قد فاز في هذا الحوار.
واخيرا فان طرح مثل هذا الموضوع البالغ الحساسية في امريكا يعني ان هناك تيارا ينهض لدى نخب المجتمع الامريكي يطالب باعادة النظر بالعلاقات الامريكية – الاسرائيلية وهذا يمثل تغييرا جوهريا في نمط التفكير لدى هذه النخب التي يجب مخاطبتها من لدن صناع القرار العربي.
الراي