facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المنصاعون


طاهر العدوان
17-04-2010 05:32 AM

عقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا عاجلا يوم الثلاثاء الماضي. وكالعادة لم يخرج عنه اي شيء عاجل يُتَرجَم الى فعل ملموس. فاقتصر على توجيه نداء الى الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بـ "عدم الانصياع" الى الامر العسكري الاسرائيلي الجديد بطرد عشرات الآلاف منهم.

وكأن الفلسطينيين ينتظرون منذ الاحتلال في عام 67 مثل هذا النداء الصادر عن الجامعة كي يتصدوا لسياسة التهجير القسري, على حد تعبير البيان وبالتالي يرفضون الانصياع لاوامر الاحتلال. وهم; اي الفلسطينيين في الضفة والقطاع قدّموا الدروس للبشرية بأسرها في تصدي الحجر للدبابة, وصدور الاطفال والشباب العارية للسلاح الصهيوني.

اذا كان هناك من قول حق, في هذا الزمن الأغبر الذي تُقْلَب فيه الحقائق والوقائع رأساً على عقب. فان من يجب ان يوجه لها النداء (بعدم الانصياع) لاسرائيل واوامر امريكا هي الدول العربية التي اصبحت الحلقة الاضعف في مواجهة اسرائيل.

على مدى العقود الثلاثة الاخيرة, فقدت اسرائيل اقوى حلفائها وشركائها في المنطقة, انهار نظام الشاه في ايران, ووصل حزب العدالة في تركيا الى السلطة. وانهار نظام هيلاسيلاسي في الحبشة وسقط نظام جنوب افريقيا العنصري, كلها كانت الحلقات الاقرب في دعم الكيان الاسرائيلي, ضد الدول العربية في مرحلة الحروب والصراعات والمواجهات المباشرة.

واذا قرأنا التطورات السياسية الاخيرة في الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في عهد اوباما, فان تغييرات جذرية حدثت باتجاه الضغط على اسرائيل, وتأييد الحقوق الفلسطينية والعربية, ونضيف الى ذلك, هذا الانقلاب الهائل في دول امريكا اللاتينية التي اصبحت محظورة على النفوذ لاسرائيل, وقد رأينا كيف كانت الجمعية العامة للامم المتحدة اثناء الرئاسة البرازيلية, قبل عام, في قمة حماستها في نقد اسرائيل وادانة جرائمها واحتلالاتها.

لم يحدث انهيار, واختراق, وانصياع لاوامر اسرائيل الا في الموقف العربي. الذي تحول الى مهرجانات خطابية مجردة في قمم بات من الافضل ان لا تُعْقَد.

كان على مجلس الجامعة العربية الذي انعقد يوم الثلاثاء, ان يصدر نداء الى العواصم التي وعدت - في قمة سرت - برصد 500 مليون دولار لدعم الفلسطينيين في القدس, من اجل البدء بصرف هذه الاموال وايصالها على الفور الى العائلات الفلسطينية التي يُلقي الاسرائيليون بها في العراء في الشيخ جراح وسلوان وشعفاط وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية.

وكان على دول الجامعة, ان تقلل من بذخها المزري بإنفاق المليارات على (اللي بسوى واللي ما بسوى) وان ترصد جزءا يسيرا من هذه الاموال سنويا, لصرف مساعدات شهرية لاكثر من عامل 75 الف فلسطيني يُجنّدهم الاحتلال لبناء المستوطنات في القدس والضفة الغربية فهذه ارقى اشكال المقاومة السلمية.

وقبل ايام, عندما طلب مسؤول فلسطيني مقاطعة البضائع الاسرائيلية في الضفة, رد وزراء نتنياهو مهددّين بطرد الاف الفلسطينيين من اعمالهم في اسرائيل, وتشديد الحصار على الضفة الغربية. اي ان هؤلاء العمال, اضافة الى انهم يُشَيّدون بأيديهم قلاع اعدائهم, فإنهم اصبحوا رهائن بيد هذا العدو يُساوِم على عملهم وطعام ابنائهم!!.

الفلسطينيون لا يحتاجون لنصائح في الصمود والتضحية كي يتجذروا فوق ارض وطنهم, انهم بحاجة الى دعم من اخوتهم العرب, الذين لا يقدمون لهم سوى كلمات الشجب والادانة والوعود السرابية, بينما هم واقعيا, يعتاشون اللقمة المرّة من العمل في المستوطنات التي تقام على ارضهم المسروقة والمصادرة, ومن منح ومساعدات امريكا واوروبا.


taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • 1 شكرا 17-04-2010 | 02:53 PM

    شكرا لك على المقال ياريت يفهمو الي كتبته


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :