facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




امتحانات «النخب» وحساباتها ايضا


حسين الرواشدة
13-05-2010 05:56 AM

تحتاج الدولة ، اية دولة ، في لحظة ما من مراحلها المفصلية الى "نخبها" ورموزها الوطنية ، لكي يساهموا في ضبط ايقاع ما يجري من سجالات ، او في اقناع الناس بما لديهم من تصورات ، او في "الانتصار" لمنطق الدولة اذا ما تعرض لتشويه من هنا او تجريح من هناك.

هذه "النخب" متى كان موثوقا بها ، تشكل "رصيدا" للدولة ، ومخزونا يتوجب الحفاظ عليه او عدم المساس به او السماح بتشويهه ، او اخضاعه لمعايير "المزاجية" او المقررات القصيرة النظر ، التي تُصدر احكامها بناء على اضطرارات اللحظة لا خيارات المستقبل المفتوح عل كل الاحتمالات.

في الامتحانات التي تتعرض لها الاوطان تبرز قيمة "الرموز" والنخب الحقيقية ، وتتمايز عن غيرها من "النخب" المغشوشة ، وتفرض حضورها وايقاعها على عقول الناس ووجدانهم ، مع انها لا تملك الا "سلطة" الاقناع والموثوقية والصدقية ، ولا تتحرك في دائرة "المقررات" وانما في دائرة "الخيارات" ، ولا تلوّح بسيف المعزّ او ذهبه ، ولكن بما حازته من احترام الناس لها ، وتقديرهم لمواقفها وتجربتها ، واحساسهم بأنها لا تبحث عن مغنم او حصة من الكعكة ، ولا تعبّر الا عن المصلحة العامة المنزهة عن الاهواء ، ولا تبيع مواقفها في "بازارات" السياسة او "موالد" العزاء.

في امتحان الانتصار لمنطق الدولة ، والمصلحة العامة ، والوحدة الوطنية ، وكل القيم والقضايا الكبرى التي تشغل الناس ، ثمة من ينجح وثمة من يسقط ، ثمة من يتقدم ومن يتأخر ، من تتثاقل به الحسابات الى الارض ومن يحلّق في فضاء الواجب ، من يراهن على اللحظة وانكساراتها وتحولاتها ، ومن يراهن على "البلد" ومستقبله وحتمية صموده ، من يحركه الايمان "بالقيمة" والفكرة والهدف الاعلى ، ومن تحركه النوازع الشخصية والاعتبارات الضيقة ، وهواجس الخوف والتردد.

في هذه الحالة تصغي الدولة لصوت الضمير الذي ينطلق واضحا من حناجر "نخبها" الحقيقية ، وقلوب "رموزها" الذين تجاوزوا كل الصغائر ، ويحتشد الناس -بوعيهم - حول صواب الفكرة والموقف ، فتتبدد امامهم غيوم المرحلة ، وينكشف الغبار ، فاذا بالصورة -كما يرونها - مشرقة واضحة ، لا رتوش تعلوها ولا شقوق.

النخب في العادة تقدم اوراق اعتمادها للناس بلا واسطة ، ثمة من يحظى بالقبول وثمة من يُردّ بلا سؤال ، واذا كانت كل "ماكينات" الانتاج والتلميع لا يمكن ان تصنع "بطلا" فانها -ايضا - لا يمكن ان تفتح "لواقط" الناس لتسمع لأحد لا يحظى بثقتها ، او لم يخرج من رحم "شيفرتها" ، المحصنة من العبث والاختراق.

في الوقت الصعب ، يفزع الناس الى "ملاذات" النخب الآمنة ، ويحبثون عن "اتجاه" البوصلة في مواقفهم ، ويطمئنون الى طريق السلامة الذي يحددونه ، ويدركون -تماما - من يختارون ولماذا وكيف؟ ولأي خطاب ينحازون؟ وبمن يثقون؟

دعونا -اذن - نستثمر في هذه "النخب" في بلداننا الصغيرة ، وفي مجتمعنا ايضا ، في حوادث العنف او في "عنف" السجالات ، عند ترقي خطابنا العام او عند تراجعه ، في قضايا الداخل او الخارج.. ودعونا نقول للذين نجحوا في الامتحان: شكرا.. ولغيرهم: حظا اوفر،.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :