facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطاب ملكي يؤسس لخطة نهوض وطنية تشاركية


محمد حسن التل
09-06-2010 05:32 AM

وضع جلالة الملك أمس ، في خطابه بمناسبة العيد الحادي عشر للجلوس الملكي وذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش ، الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية ، حين حدد وضع معالم برنامج عمل متكامل للمرحلة المقبلة ، حيث حمل الخطاب الملكي ، مضامين وتوجيهات سامية بالغة الأهمية ، تشكل بمجموعها منهاج عمل وطنيا ، يشمل كافة المؤسسات الرسمية والشعبية ، وكل مكونات المجتمع الاردني ، لترجمته والاسترشاد بمضامينه ، لاستمرار مسيرة التنمية والازدهار ، وبناء مستقبل هذا الوطن.

لقد جاء الخطاب الملكي ، تتويجا لتوجه إصلاحي ، يؤسس لخطة نهوض وطنية تشاركية ، ما يستدعي وضع خطة عمل لتنفيذها على ارض الواقع ، يسهم في ترجمتها ، جميع مكونات الوطن بمختلف مستوياتها ، ليتحقق ما يتطلع إليه الأردن ، انطلاقا من واقع يعي تماما امكانياته ، ويعبر الى المستقبل ، بحيث يعمل الجميع كشركاء في بناء وتطوير الأردن.

وعلى هذا الاساس ، فان على الاعلام الوطني دورا بالغ الاهمية ، في تكريس هذه المضامين والتوجيهات السامية ، التي تضمنها الخطاب الملكي ، وبالتالي لا بدَّ من تفعيل ادائه ، لترسيخ بناء الدولة وثوابت الوحدة الوطنية: فالإعلام يعد حجر الزاوية ، في تهيئة الأجواء اللازمة والضرورية ، لحركة التنمية الشاملة في المجتمع ، ويجب أن يكون دوره قيادياً ، في عملية البناء الوطني.

إن خطاب جلالته ، وضع النقاط على الحروف ، وعبَّر عن توجه صحيح ، في الزمان والمكان الصحيحين ، حيث حرص جلالته ، على جلاء الموقف ، من عدد من المواضيع ، التي يكثر فيها الحديث ، بين فترة وأخرى ، ومنها ما يسمى الوطن البديل ، والخيار الأردني والتوطين ، وموضوع الوحدة الوطنية ، وهو ما يستدعي ، الشروع بالتطبيق العملي ، لمضامين الخطاب الملكي ، من اجل تحصين الجبهة الداخلية.

ومرة اخرى ، يعيد جلالته ، التأكيد على ان الوحدة الوطنية ، أمانة في عنق كل واحد منا ، فهي ركيزة استقرارنا ، وضمانة مستقبلنا ، وهي خط أحمر ، ولا يمكن أن نسمح لأيّْ كان ، بتجاوز هذا الخط ، مذكرا جلالته ، بما قاله الحسين رحمة الله عليه "بان كل من يحاول العبث بالوحدة الوطنية ، والإساءة إليها ، هو عدوي إلى يوم القيامة ، وهو أيضا ، عدو عبدالله بن الحسين ، وعدو كل الأردنيين" ، ويتطلب ذلك ، تكاتف المجتمع الاردني بكل أطيافه ، ضد ما تردده فئات خارجة عن الأصول الأردنية المرعية ، ويجب التصدي لها بحزم ، ونبذ المسيئين من بين ظهرانينا ، ليبقى الأردن الخيمة الأشم ، التي تظللنا جميعا بألف خير.

إن جلالة الملك عبدالله الثاني ، كان الاول في التحذير من هذه الفئات ، وقطع دابر نواياها السيئة ، التي تأبى ، إلا أن تطل برأسها ، بين الحين والآخر ، لتغرًّد خارج السرب ، لانه يغيظها أن يسير الاردن ، في نسق البناء والإعمار ، ومواصلة التحديث والتطوير ، وتريد أن تعود إلى الوراء ، آخذة معها من يستمع إليها ، بغضّ النظر عن تبعات ما تقوم به ، لتعكس بذلك ، أخلاقها البعيدة عن الانتماء والولاء ، في محاولة منها ، أن تعيث فسادا وإفسادا ، والنخر في شجرة الإنجاز الاردني ، الذي أبهر العالم ، وهو أمر يغيظ هذه الفئة المعزولة ، التي لن تنال من عزيمة الأردنيين ، ولا تزيدهم ، إلا مضاء وقوة واقتدارا.

إن الاردن يتباهى بوحدته الوطنية ، ويعضّ أبناؤه عليها بالنواجذ ، بعد أن انصهرت كل مكوناته ، في بوتقة الإيمان بالله ، ثم بالوطن الاردني الغالي ، وبقيادته الهاشمية ، التي قيّضها الله له ، متسلحة بالحكمة وبُعد النظر ، واستشراف المستقبل ، لبناء الوطن الأنموذج ، الآمن المستقر.

وفي موضوع العنف المجتمعي ، فان الجميع مطالب بالتصدي ، لكل من يحاول الخروج عن القانون ، والعبث بالأمن والاستقرار ، وضرورة تضافر جهود جميع الجهات المعنية ، للتعامل مع هذه الظاهرة الغريبة ، وغير المألوفة ، على مجتمعنا ، وهذا ايضا يستدعي من الإعلام بكل وسائله ، تحمل مسؤولياته الوطنية ، في الابتعاد عن تضخيم هذه الظاهرة ، ومحاربتها بالتوعية والتثقيف ، كما يتوجب ، ان يكون تعامل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ، مع هذه الظاهرة ، بصورة أكثر جدية ، وتطوير الخطط الاستراتيجية لمواجهتها.

ليس خافيا ، حرص الحكومة ، على توفير أجواء الأمان والاستقرار ، في ربوع الوطن ، التزاما بالتوجيهات الملكية السامية ، ووقوفها في وجه ، كل من يحاول التطاول عليه ، ومحاولات العبث بمقدرات الوطن ، فالعنف عموما ، يهدد مسيرة الوطن ومنظومة الأمن الوطني ، وبالتالي يجب وضع الحلول الجذرية اللازمة ، للقضاء على هذه الآفة ، حفاظا على مكتسبات الوطن والإنجازات ، التي تحققت في شتى المجالات التنموية.

إن تنامي ظاهرة العنف المجتمعي ، يتطلب تضافر الجهود لمعالجتها ، ارتكازا الى تطبيق سيادة القانون ، والتركيز على دور التوعية ، وتفعيل دور المؤسسات المعنية بقطاع الشباب ، وتعزيز دور الإعلام الايجابي ، في إطار نبذ العنف المجتمعي ، والمساهمة الجادة مع المؤسسات كافة ، للانتقال إلى المجتمع المدني ، والاحتكام إلى القانون ، وتفعيل العادات العشائرية الإيجابية ، التي تؤدي إلى الحد من هذا العنف.

لقد عكست مضامين الخطاب السامي ، الرؤية الثاقبة لجلالة الملك ، واعادت التأكيد على جملة من الثوابت ، التي اعلنها جلالته في اكثر من مناسبة ، لا سيما القضية الفلسطينية ، وموقف الاردن الواضح والراسخ ، بالاستمرار بالقيام بواجبه ، في دعم الأشقاء الفلسطينيين ، حتى اقامتهم دولتهم المستقلة ، وانه لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية ، على حساب الأردن ، مثلما انه ، لن يكون للأردن ، أي دور في الضفة الغربية.

ويبقى القول ، في هذه الذكرى الوطنية العزيزة على قلوبنا ، أن نردد التحية ، التي وجهها جلالته ، إلى النشامى رفاق السلاح ، حماة الوطن والمسيرة ، رمز العطاء والتضحية والبطولة ، في الجيش العربي والأجهزة الأمنية ، وإلى كل مواطن ومواطنة ، في أردن العروبة والوحدة ، ونقول.. كل عام والوطن والملك المعزز ، بألف خير.
الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :