facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اخاف ان يعلمنا الجوع الوشاية


هدا السرحان
06-07-2010 04:11 AM

عبد الوهاب سمكان كاتب وناشط ثقافي مغربي يحب الحياة ويحب الشعر اعتقله رجال السلطة المغربية ليس لانه معارض سياسي أو معارض حقوقي بل لانه كاتب يملك عربة يبيع فيها بعض المأكولات لتلاميذ المدارس في مراكش.

يقول الخبر الذي نشرته جريدة السفير اللبنانية ان الكاتب المغربي عبد الوهاب عاطل عن العمل وان السلطة صادرت العربة التي هي مصدر قوته اليومي بعدما اصدر اربعة اعداد من مجلته الثقافية "رؤى ثقافية" واصدر ديوانه الشعري الاول بعنوان "باصابع الاعمى اتسلل".. ولكن يبدو ان رجال الامن في مراكش ضبطوه متسللا يبيع الشطائر والأطعمة امام المدارس!!

هذا الخبر يثير قضية المبدعين ليس في المغرب العربي بل وفي دول المشرق العربي ايضا.. حكاية الاديب المغربي عبد الوهاب سمكان ليست الاولى ولن تكون الاخيرة, فالادباء والكتاب المبدعون العرب يعانون من الفاقة والحاجة والجوع احيانا رغم وجود دور النشر الكثيرة والعديد من الصحف والفضائيات التي لا تحصى إلا انها جميعها اهملت المبدعين العرب ولم تفتح لهم ابوابها وفضاءها من اجل تحسين اوضاعهم المعيشية خصوصا اننا امة لا تقرأ ولا تشاهد سوى الغث لا السمين بما يحمله لنا من "غث البال".

المثقفون المبدعون العرب يعرفون ان دور النشر تطبع من الرواية أو الكتاب السياسي أو الفكري ثلاثة آلاف نسخة وهي تمثل الكمية المتعارف عليها, وقد يصل إلى خمسة آلاف نسخة في افضل الاحوال ولكن هذه الارقام لا تكفي لسد حاجة الكاتب أو الروائي أو الاديب أو الشاعر.. وقد تكون رواية "عزازيل" ليوسف زيدان قد حققت ارقاما قياسية في الطباعة والتوزيع والبيع ولكن علينا ان نسأله كم هو المبلغ الذي حصل عليه زيدان من ريع الرواية باستثناء قيمة الجائزة "بوكر" التي فاز بها...

هذا الواقع الموجع المحزن يقودنا الى الدخول للمقارنة مع بعض المبدعين في الدول الغربية لنعرف ان كاتب رواية ناجحة واحدة قد يتحول إلى انسان مكتفي ماليا لجيل احفاده ولا نريد ان نقول مليونيرا..

مثل اليكس هيلي صاحب "الجذور" وماريو بوزو كاتب "العراب" ودانيل ستيل الامريكية التي باعت رواياتها باكثر من 400 مليون نسخة, ومؤلفة سلسلة "هاري بوتر".

أما مبدعنا الذي لا يزال يلهث وراء الرغيف والقوت اليومي لاطفاله, وربما تطارده السلطة اذا ما فكر ببيع اطعمة او "دناديش" في الساحات العامة وتتجاهل كبار اللصوص ينهبون "على كيفهم" لنقول عنهم "شطار".

اعود لحالة عبد الوهاب سمكان ويدي على قلبي خوفا على الشباب, على شبابنا المبدعين من ان ينزلقوا إلى المحظور وتدفعهم الحاجة لان يقولوا ما قاله الزميل الشاعر اسلام سمحان في قصيدته "ليلة البحث عن شطيرة":

"الجوع

يعلمنا الوشاية

حين نتعب

حين تصير النهاية بداية

وتصير البداية نهاية,,

يا جوع ما معلمنا الاول

يا سخيْ

هل ترضى ان آكل لحم أخيْ?" .


hada_sarhan@yahoo.com
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :