facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندنا .. الليبرالية ميتة والليبراليون احياء يرزقون!


جواد البشيتي
21-07-2010 06:51 AM

الليبراليون الجدد عندنا ليس فيهم من قيم الفكر الليبرالي, في السياسة والاقتصاد والثقافة, إلا ما يقيم الدليل على أنهم الظلال; ففي السياسة والثقافة والفكر هم أوتوقراطيون.. شرقيون في الاستبداد فحسب, ليس لديهم من المصالح الشخصية والفئوية إلا ما يجعلهم, لجهة علاقتهم بالحقوق الديمقراطية, السجن والسجان والقيود, فالديمقراطية, في شريعتهم, التي هي كشريعة الغاب في الاقتصاد, هي النفاق الديمقراطي, وديمقراطية النفاق.

أما في الاقتصاد فلا وزن يقيمون للركن الأول من أركان ديانة السوق الحرة, أي شعار "دعه يعمل, دعه يمر", إلا إذا كان طريقا أحادي الاتجاه, فهم معه إذا كان العمل عملهم, والمرور مرورهم, وضده إذا كان العمل لغيرهم, والمرور لغيرهم!

في الليبرالية القديمة, كان ممكنا أن تقول إن الوزير عنترة بن شداد فاسد; لأنه هو فاسد; أما في الليبرالية الجديدة فلن تحسن التعليل إلا إذا قلت إن الوزير "فوفو" فاسد; لأن "الوزير" فاسد, فلقد فسد المنصب ذاته, فما عاد ممكنا إلا أن نراه كرسيا جالسا على صاحبه.

نحن مجتمع يندر فيه الرأسماليون القوميون, الذين لديهم من الثقل الاقتصادي والاجتماعي ما يجعلهم, لجهة علاقتهم بالدولة والحكومة, كالرقبة التي تحرك وتدير الرأس; ولكن (ويا للمفارقة) يكثر فيه الليبراليون, والجدد منهم على وجه الخصوص.

إذا كان التطور الرأسمالي القومي هو الخِصْب في الحياة الاقتصادية, فالليبراليون الجدد (أقول الليبراليون الجدد ولا أقول الليبرالية الجديدة) صحَّروا, وأمعنوا في تصحير, حياتنا الاقتصادية, فقانونهم إنما هو "بِعْ كل شيء يمكن بيعه, واجعل كل شيء قابلا للبيع"!

عندهم, ليس بذي أهمية لون القط ما دام في مقدوره أكل الفأر.. ليس بذي أهمية لون المشتري ما دام يدفع بالورقة الخضراء, التي هي هُبَل القطع النادر!

كان برودون يقول, في شتمه الرأسمالية, إن الملكية الخاصة (الرأسمالية) هي السرقة, فما كان من ماركس إلا أن دافع عن عدوه اللدود (أي الرأسمالية) قائلا: إن الملكية الخاصة ليست سرقة وإنما أداة (وسيلة) للسرقة!

أما في شتم الليبراليين الجدد عندنا فلا يسعني إلا أن أقول فيهم ما قاله برودون في الرأسمالية.. إن ثرواتهم متأتية من السرقة, التي تجميلا لها ليس إلا يسمونها الخصخصة.

الرأسمالي القديم, الذي بوحي من مصالحه ظهرت وتطور الليبرالية القديمة, كان يملك المصنع, ويشتري المواد الأولية, ويستأجر الأيدي العاملة, فينتج, ويبيع, ويربح.

أما الليبرالي الجديد عندنا فليس برأسمالي إلا في صورته البرودونية; إنه لا يملك المصنع, وإنما الموقع البيروقراطي الحكومي مع ما يتفرع منه من سلطة ونفوذ, فيتخذ هذا الموقع أداة للثراء الشخصي والعائلي, وكأن الملكية العامة هي الشيء الذي لا مالك له إلا المكلَّف إدارته.

هذا الليبرالي الجديد لا يستمد قوته من الفكر الليبرالي الذي أصبح عظاما, وأصبحت عظامه رميما.. إنه ليس من أحفاد روسو ومونسكيو, ولا من ورثتهما الفكريين.

إنه يستمدها من ضعفين: ضعف الرأسماليين الأقحاح في مجتمعنا, وضعف سلطة المجتمع على الجهاز البيروقراطي للدولة.

إن كل وظيفته التاريخية, في عصر العولمة, لا تتعدى "أجنبة" الملكية الرأسمالية للأراضي التي تتملكها الدولة باسم الأمة, ولغيرها من منشآت ومؤسسات القطاع العام; ثم "أجنبة" ما يحصل عليه من ثروة شخصية من خلال هذا البيع الحرام, فهذه الثروة لا تستثمر في الاقتصاد الذي انتهك عرضه, وإنما في عواصم ومعاقل الرأسمالية العالمية.

ويخطئ من يظن أن هذه الخصخصة المشينة, أو الرأسمالية في صورتها البرودونية, تضرب الاقتصاد فحسب, فإن لها نسختها السياسية والثقافية.. أيضا.

إن كثيرا من السياسة, التي اشتراها المجتمع بدمه وعرقه,.. يسلَّع فيباع للأجنبي بثمن بخس, فالليبراليون الجدد, في السياسة, أسوأ منهم في الاقتصاد; إنهم يفهمون السياسة الجيدة على أنها السلعة التي تأتيهم بمزيد من الورقة الخضراء, والسياسة الرديئة على أنها السلعة الكاسدة, في هذا المعنى.

الليبراليون الجدد عندنا ليسوا بليبراليين (لا في الاقتصاد ولا في السياسة), وليسوا برأسماليين; فهم في شتمهم الموضوعي, ليسوا سوى نفايات الطاقة الاقتصادية للرأسمالية العالمية! 0

jawad.bashiti@alarabalyawm.net

العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :