facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خالد الكركي .. السياسة تكتيك والثقافة رؤية


حسين الرواشدة
02-08-2010 05:15 AM

حين قدّم الدكتور خالد الكركي "وصاياه" السبعة لطلبته في الجامعة ، اجتهدت في استدعاء "موروثنا" في هذا الحقل ، على صعيد الدين والادب ، وكدت ان اقول "آنذاك" ان استاذنا الكركي الذي لم يفارقه "حب" ابي الطيب المتنبي انحاز الى "لقمان" الحكيم ، فبدت نصائحه ومواعظه في سياق "الحكمة" التي تجاوز بعضنا حقولها واجهز آخرون على اشتالها وبيادرها وغلالها الوفيرة.

كان خالد الكركي يتحدث -حينئذ - من موقع "المثقف" هذا الذي قال في وصفه ذات حوار بانه يملك رؤية ثابتة لا تتغير بسهولة ، وبأنه لا يساوم على الاساسيات التي يقدمها للناس ، لانه منذور للتنوير والتغيير والدفاع عن الناس ، وبانه يختلف عن السياسي الذي تحكمه المواقف القابلة للتغيير ، فالمثقف الحقيقي -كما يراه - هو معلم الحرية للمضطهدين والاصل فيه ان يذهب الى المستضعفين وان يقف مع الناس ان ينير لهم الطريق وان يبث فيهم روح التحريض على الخطأ ان وقع.

الآن ، الدكتور الكركي اصبح وزيرا -ربما - لأهم وزارة لها علاقة بالثقافة والعلم والتربية ، وزارة "المعلم" الذي قال ذات مرة بان "صورته هي الوحيدة التي حفظها ويستعيدها كلما غادر عملا الى عمل جديد" وهي -وحدها - التي "حصنتني من الهبوط الى مزالق لا احبها ، حين تفرض عليّ الظروف الذهاب من موقع الى اخر" وهي ذاتها "جمرة" التعليم التي يقول الكركي بانه ما زال قابضا عليها وحريصا على ان تظل متقدة حتى لو ظلت باهتة.

على المستوى الشخصي ، يقول د. الكركي: "لم يفارقني ذلك الاحساس: اين اقف؟ كم خسرت حين ذهبت الى السياسة؟ قلت ذات مرة: يذهب المثقف ليعمل مع السياسي ، هو يعتقد انه شريك وذاك -ربما - يعتقد بانه تابع ، وحين يخرج من موقعه لا يتلقفه الناس بالرضا ، يقولون له: ارجع حيث كنت،

لكنني ادرك -تماما - ان الكركي "المثقف" الذي لطالما علّمنا ان الشرط الاول للدخول الى المستقبل هو الحرية ، المثقف الجذري الذي يحمل رؤية لا تتغير ، لن يتغير ايضا ، صحيح ان السياسة تكتيك ، والثقافة رؤية ، كما يقول ، لكن الصحيح ايضا ان استدعاءه لصورة المعلم ، وهو على رأس وزارة اساسها المعلم ، سيجنبه هذا الخلط ، وسيدفعه وهو يقف على باب "الحلم" لكي يتجاوزه ويحقق شيئا ، وما اكثرها الاشياء التي تنتظره والمهمات التي تحتاج الى "رؤيته" وحكمته .

لم نقل لاستاذنا الكركي -بعد ان قضى نحو سبع سنوات في السياسة: ارجع حيث كنت ، ولن نقول له هذا بعد الآن ، لاننا على يقين بان صاحب "حماسة الشهداء" و"سنوات الصبر والرضا" و"من دفاتر الوطن" و"قراءات في الثقافة والسلطة والاعلام" وغيرها سيبقى كما هو: المثقف حين تكون الثقافة رؤية والحكيم حين تضن علينا ينابيع الحكمة او يجف ماؤها ، والمعلم حين تظل صورته في الذاكرة "خالدة" تمنعنا من الهبوط الى المزالق.

هذا -بالطبع - ليس وقت الاحتفاء "بالوزارة" وانما مناسبة للاحتفاء بالثقافة وبالحرية وبالرؤية التي نتمنى ان تحررنا من قيود "الازمات" وضغوط الملفات ، واعاصير "التكتيك" وخلط الاوراق.. فرصة لكي نقول لاستاذنا المسكون بهاجس "الحرية" والابداع وحب الناس ما قاله ذات لقاء:

"انادي خليليّ هذا هو الربعُ ، اسمع رجع النشيج قفانبك ، لا موج يُبحر والبحر ملح وصوت المؤابية العذب رجع صدى وغياب ، فمن ستطل على الفجر سيدة مثل حقل البنفسج في لجة من ضباب ، ها نحن نَشْرَقُ بالدمع يقتلنا زمن مثقل بالاسى والخراب ، اجوب دروب العواصم علك تأتين ذات مساء على رجع اغنية من مؤاب".

ترى: متى تاتي سيدة البنفسج على رجع اغنية من مؤاب؟،

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :