facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إيها اللبنانيون .. إحذروا الفتنة! (1-2)


أ.د.فيصل الرفوع
09-08-2010 05:05 AM

مرة آخرى تتصدر المحكمة الدولية الأحداث ، وهي الجهة المكلفة بالتحقيق في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتطل علينا بإشارات لا تخلو من أهداف مسيسة وغير سامية، تهدف إلى بث الفتنة بين صفوف اللبنانيين بعد أن من الله عليهم بشيء من الوئام والاتفاق بعد دهر من الخصام والفرقة. كما أنه ليس في وسع أحد أن ينكر دور الغرب وإسرائيل في تشكيل هذه المحكمة، و التي مهما كانت مبررات وجودها وشرعيته، فإن تأثير قرارها، بغض النظر عن مدى حقيقيته وصدقيته، سيكون تدميريا على السلم الأهلي اللبناني وإستقرار هذا القطر الذي ما زال يعاني الكثير من العداء المتبادل بين طوائفه ومكوناته.

لقد طغت على لبنان منذ فترة ليست بالوجيزة موجة من الاضطرابات الخطيرة، بينما هو لا يزال يضمد جراح عقود من الاحتراب الداخلي الذي أزهق الأرواح، ودمر البنية التحتية الاقتصادية والمعنوية والفكرية والسياسية والعسكرية، و أطاح بذلك النموذج الذي كان يمثل حالة تصالحية في الوطن العربي وفي المنطقة بأسرها. نموذج كان يعيش فيه الناس متفاهمين متحابين همهم قبل كل شيء أن ينيروا الثقافة وأن يوسعوا أفاق المعرفة، وكان الجميع يتحدثون لغة واحدة تصدر عن فهم واحد هو أن لبنان هو الوطن الأجمل الذي يجب أن يظل كذلك. وأن لبنان متنزه العرب وأحرارها الباحثين عن متعة الحرية من دهاليز الظلم والإضطهاد، وأنه لا بد من المحافظة عليه هادئاً آمناً نظيفاً جميلاً، تملأ الابتسامة ثغره و آيات الترحيب تطل من كل قسمات وجهه.

منذ أسابيع بدأت لبنان تتعرض لموجة مشبوهة من التشكيك و زرع الفتنة الداخلية. فعاد بعض اللبنانيين يتبادلون الاتهامات و يتداولون خطابات سياسية اتسمت بالطائفية الدينية و الطائفية السياسية و الطائفية الفكرية. وبدأ الكثيرون يتنقلون من مواقعهم التي خلقوا لها إلى مواقع الدخول إليها بالهوية التي يحملونها . فالمراجع الدينية بدأت تتحدث عن السياسة و الاقتصاد و التنظيمات الأمنية و المهمات العسكرية، بينما أخذ السياسيون يتمترسون وراء هذه المرجعيات ليس من باب الفقه العقائدي ولكن من باب التماس المزيد من القوة والدعم لمواقفهم. و عدنا شيئاً فشيئاً نقرأ في الممارسة اللبنانية روح القرون الوسطى. مع أن هذا يجب أن لا يفهم أن نبعد رجال الفكر والعقائد عن الحراك السياسي، ولكن يجب أن لا يخلطوا أوراقهم على الوجه الذي نرى، بحيث اصبحوا هم الموجهين السياسيين بل وأنهم يصدرون القرارات المباشرة في هذا المجال.

إن « نبش» دوامة الاغتيالات و التصفيات على خلفيات سياسية والتي أوشك اللبنانيون أن يعبروها إلى شاطيء السلم والمصالحة، خاصة في هذه الأيام التي يسطر فيها الجيش اللبناني ملاحم بطولية ضد العصابات الصهيونية، وإذا ما حصل إستذكار حكاية داحس والغبراء، وأخذت توجهات المحكمة الدولية على محمل الجد، فإن هذا هو الخطر الداهم الذي سيعيد لبنان إلى دوامة من الدم والعنف و الاحتراب الداخلي الذي كان من المفروض أن لا يعود إليه والذي نرجو ذلك، خاصة بعد أن خبر أهل لبنان الساحل و الجبل والشمال والجنوب مآسي هذا العنف وهذا الاحتراب.

إن أكثر ما يخشى من قرار هذه المحكمة- والمسيسة بإمتياز- أن يعود لبنان للاتهامات المتبادلة بين طوائفه الدينية و السياسية والفكرية، الأمر الذي يعني أن يفتح المجال ثانيةً ليس لبلد واحد بل لأكثر من بلد أن يأخذ مواقعه داخل الأرض اللبنانية، و تتقسم البلاد وهنا ستكون النتيجة وخيمة وأصعب مما يتوقع أي منا، خاصة بعد أن إستبشرنا خيراً بالتوافق السوري- السعودي حول هذا الوطن الجميل.

alrfouh@hotmail.com

الراي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :