facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن جذور الصوفيّة فـي الثقافة الأردنيّة


عبد الله ابورمان
08-07-2007 03:00 AM

الحديث عن الجذور الصوفيّة، في الثقافة الاجتماعية الأردنيّة، هو حديث طويل، لاشك، ولا تكفيه وقفة أو وقفتان؛ وإنما هو بحاجة، ملحّة، الى جهد بحثي، متخصص. إلا أن ذلك لا يمنع، بالتأكيد، من تكرار الإشارة الى أهميّة إعادة اكتشاف دور الجغرافيا الأردنيّة، في إثراء الثقافة الصوفيّة؛ وأهمّية إعادة الاعتبار، اجتماعيا، لهذه الثقافة؛ بوصفها ثقافة آمنة، ومنسجمة تماما، مع الوجدان الديني، التقليدي، للأردنيين، بعيدا عن تأثيرات الثقافات الطارئة، المنقسمة على نفسها، والجانحة، دوما، نحو الغلوّ.ولعله من المناسب، هنا، الإشارة، الى كون الصوفيّة، كثقافة وكقيم، تمتدّ جذورها في اعماق اعماق التكوين الاجتماعي الاردني، وتستمد حضورها وتأثيرها، من اهميتها كمكون ثقافي ينتمي الى خصوصيّة المكان، وتاريخه الفاعل، في كافة حقب التاريخ.

ان من اهم عوامل تجذر الثقافة الصوفية في المجتمع الاردني؛ إسهامَ الجغرافيا الأردنيّة، الرئيس، في مراحل مفصليّة، من تاريخ التحوّلات، الدينيّة و السياسيّة والثقافية، التي شهدتها المنطقة، وهو الإسهام الذي تشهد عليه، بجلاء، مقامات الانبياء والصحابة والقادة التاريخيين، ممن أقاموا على هذه الأرض وخاضوا الصراعات الكبرى، واستقرّوا عليها، واحتضنهم أديمها؛ فصاروا جزءا لا يتجزأ من المكان، و تركوا، فيه، أثرا ثقافيا، قِيَميا، خالدا.. وصارت لهم مقامات، انضمّت إليها أعداد غير قليلة، من مدافن ما يُطلق عليه في الثقافة المحليّة، اسم: aأولياء الله الصالحينo، حيث يحافظ الاردنيون على ارتباطهم الوجداني والعاطفي مع هذه المقامات، ويعتقدون ان لبعض اصحابها aكراماتo جلية.. وقد تشكل جزء رئيس من ارشيف القصص الاجتماعية القديمة، على اساس حضور الكرامات واصحابها في الحياة المحلية.

ومن المهم هنا، التذكير بأن السيدة عائشة الباعونية aمن قرية باعونo، وهي الشاعرة المبدعة و المثقفة الرائدة و صاحبة الشخصية القيادية، كانت من رموز المثقفين الصوفيين، وقد ملأت الدنيا في عصرها وأشغلت الناس؛ و تستعيد سيرتها، اليوم، الاهتمامَ العالمي، دون أن نبذل جهودا كافية، لقراءة إرثها الكبير! الثقافة الصوفية اذن، هي سيدة الثقافة الاجتماعية، وهي الاكثر تجذرا وحضورا، وهي بالتالي: الاكثر قدرة على التأثير في اتجاهات الناس واقناعهم. ولكنها، للاسف، اخذت تفقد حضورها الاجتماعي بعد ان طرأت ثقافات أخرى، وتسللت الى منظومتنا، دون ممانعة تذكر؛ فصار لا بد من طرح الاسئلة حول مسؤولية اعادة احياء الثقافة الأصيلة وترسيخها.

والصوفيّة، كما هو معروف، ليست مجرّد طقوس و دروشة وما إلى ذلك، مما تمّ تسويقه، وأضحى بمثابة الصورة النمطيّة ؛ إنها موقف مبدئي من الحياة والكون. وهي تعاليم وأدبيّات تسمو بالإنسان الى مرحلة من الرضى. وهي أيضا، ذات تاريخ عريق في الدفاع عن الثوابت؛ ومعروف الدور الجهادي الكبير الذي لعبه الشيخ العز بن عبدالسلام، والمتصوفة، في ردّ أعتى الغزوات، والانتصار لكبرياء الأمّة.

الثقافة الصوفيّة، وهي المكوّن الأساس، من مكوّنات الثقافة الاجتماعيّة الأردنيّة؛ جديرة الآن بإعادة الاعتبار لها ولدورها. وبالأساس؛ إزالة التشويهات التي تمّ إلحاقها بصورتها. و لدينا القوة والامكانات والرصيد الاستراتيجي لاعادة احياء الثقافة الصوفية، وتحويل الاردن الى مركز عالمي لها..

abdromman@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :