facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ابنتي والانتخابات والمال السياسي


د.حسن عبد الله العايد
09-10-2010 05:31 AM

لم أكن اعرف أن استخدام المال السياسي اصبح جزء لا يتجزء من ثقافتنا العامة ، حتى فاجئتني ابنتي ضحى ذات العشر سنوات والتي تنوي خوض انتخابات مجلس طلبة المدرسة ، بتوفير مصروفها ، ولما سئلتها لماذا تقوم بذلك فقالت سوف اترشح لمجلس الطلبة ، فقلت لها وما علاقة ذلك بتوفير المصروف ،قالت اريد ان اشتري بعض الهدايا لتقديمها للطلاب والطالبات ،فقلت لها ولماذا كل ذلك قالت ان المرشحين بدوء حملتهم بتقديم الهدايا وانا سأفعل مثلهم حتى أفوز ولا افشل لذلك سأستخدم مصروفي لشراء هدايا وأقدمها للطلبة مع بداء الحملة الانتخابية يوم الاحد .

وقمت باستدراجها للحديث عن مافعلته من زيارات في حملتها فقالت أنها ذهبت إلى الصف الأول الابتدائي وأخبرتهم أنها ستنظم لهم رحلات علمية وانها ستقوم بتوفير مكيفات بالتعاون مع الادارة لوضعها في صفوفهم للتبريد في الصيف والتدفئة في الشتاء ، فقامت بالتعاون مع مديرة حملتها الانتخابية " والدتها " بشراء مجموعة من الأساور و" البكل" والسيارات الصغيرة للعب لاعطائها للاولاد الذكور واعطاء الاساور والبكل للبنات .

مما سبق يتبين ان مسألة المال السياسي اصبح جزأ لا يتجزأ من السلوك العام لافراد المجتمع الكبار والصغار على حد سواء ولكن وان اختلفت الدلالات والمعاني لكل فئة فانها كضاهرة موجودة متئصلة ولا يمكن انكارها بسهولة ولكنها تعني بالنسبة للصغار وحسب فهمهم لها انها عملية تعني لعبة تنافسية بريئة يحاول كل واحد منهم اثبات وجودة في المدرسة ولا يتعدى هذا الفعل كونة تمرين للتدريب على المشاركة الفاعلة في المدرسة واعداد هذا الجيل للمستقبل.
ولكن يبقى السؤال من اين جاءت فكرة استخدام المال السياسي وشراء الهدايا من اجل الحصول على الاصوات لدى الاطفال ؟ انهم صغار لم تتجاوز اعمارهم العشر سنوات ؛ اذن لابد من فهم نمط تفكير المجتمع بسياقة العام وتأثيرات تصرفات الكبار وسلوكهم على الصغار ، لانه لا يمكن تفسير هذه السلوكيات دون سابق افعال ، خصوصا اذا ما علمنا بان بعض الطلبة ترشح اقاربهم اوابائهم للانتخابات النيابية فنتقلت العدوى الى الصغار واصبحو يمارسون افعال الكبار كانها مسلمات بيديهية لا بد منها .

ولكن هذه العبة بنسبة للكبار تعني الكثير فمن مدلاولتها انها تعني ببساطة شراء الذمم وتعمل على تزوير القناعات وتشويه الانتماءات و الولاءات وكذلك تعمل على تزييف الإرادات وهدر الحقوق ، ومن ثم تنتج برلمان لا يمثل الشعب وانما مصالح اصحاب المال السياسي ، الذين لا يفقهون منه اي المال والمصالح وليس للسياسة معنى غير الوصول بالمال إلى المواقع السياسية بطرق غير اخلاقية .

ان عملية شراء الذمم ما هي الا تغييب لأرادت المواطن وخطف رأية ، مقابل ثمن بخس من المال او الوعود بترقية اونقل اوظيفة او منصب يحصل علية قابض الثمن . وهذه الظاهرة ليست جديدة على المسرح السياسي الأردني ، إذ أن حجمها وتأثيراها بهذا المستوى طفى على السطح في الانتخابات الماضية . اذن فالحس الوطني يقتضي اتخاذ القرار المناسب لمنع هذة الآفة الخطيرة تسري في جسد المجتمع ، والوقوف ضدها بحزم وبوسائل اخرى مختلفة ، منها الوسائل التشريعية والتوعوية باعتبارها جريمة تؤدي نتائجها الى فساد الذمم وألاخلاق وما ينتج عنها من انتشار ظاهرة الفساد السياسي بجميع اشكاله ، وأن لا يتحول هذا الاتجاة في المستقبل إلى اتجاه وثقافة عامة تؤثر على العملية السياسية الوطنية ، وتشوه بالتالي العمل السياسي المستقبلي .





  • 1 زكي الكوبري - ابو ظبي 09-10-2010 | 03:42 PM

    الموضوع ممتاز جدا وتوقيته مناسب جدا خاصة وبعد ايام قليلة سوف تبدأ الدعاية الانتخابية وتبدأ الزيارات والوعود وحلف اغلض الايمان بانني اذا نجحت سوف اعمل كذا وكذا مطلوب من الجهات المختصة مراقبة المشرشحين اصحاب المال السياسي خاصة وان معظمهم معروفين للناس وللجهات المختصة وكذلك اتمنى على جميع كتاب الاعمدة المحترمين ان يفضحوا هذه الظاهرة الدخيلةعلى المجتمع الاردني حسنا فعل الدكتور المبدع حسن العايد باثارة هذا الموضوع الهام والحسساس لان الوطن يحتاج الى نائب وطن وليس لنائب مصالح ومناظر كدابةشكرأ للدكتور حسن العايد واتمنى ان تكون كتابتة القادمة عن الانتخابات النيابية خاصة وان له معرفة وخبرة تامة لهذا الموضوع الحسساس كيف لا وهو الخبير والمختص في الشأن السياسي والثقافي الاردني.

  • 2 قارء 09-10-2010 | 06:51 PM

    الموضوع ممتاز

  • 3 جبر عودة الحسنات 24-04-2012 | 12:00 PM

    أولا اسمح لي ان اهنئك بهذه الابنة الرائعة،،

    بالفعل موضوع اتى في وقت حساس جداً حيث أن الوطن يبحث عن نائب الوطن وليس نائب المصالح .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :