facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




على أعتاب القدس وقفت وبكيت .. !


د. ديانا النمري
05-11-2010 02:31 AM

لم أشعر بحياتي بقشعريرة تسري في بدني كتلك التي أنتابتني عند الوصول الى أعتاب القدس، فعيناي لم تتوقف عن الدمع منذ أن غادرت منزلي في عمان متوجهةً الى القدس الشريف... وحينما أطلت علينا القدس كالبدر المنير لم أتمالك نفسي من البكاء حباً وإشتياقاً لرؤيتها... كنت قد تجولت في كثير من بلدان هذه الدنيا الواسعة لكن للقدس روعة وبهاء لا تشبه إلا القدس!!.

وأخيراً تحقق الحلم وزرت القدس.. هناك بالأفق بين الحقيقة والخيال كانت تتربع جوهرة وزهرة المدائن محاطةً بأسوارها وأبوابها المباركة، فكل ما في هذه المدينة يفوح منه رائحة البركة... يا قدس يا أرض الأنبياء ودرب من مروا الى السماء أرواحنا ما تركت باحاتك يوماً.. فهي دوماً ترفرف وتطوف في صلاة حمداً وتسبيح للخالق جلت قدرته.

على أعتاب القدس وقفت وبكيت.. فهذه المدينة المباركة بكل ما فيها من إرثً معتق تستثير كل ما في الإنسان من مشاعر إنسانية وروحية دفينة... فقد حظيت هذه المدينة وما تزال بمكانة عظيمة في التاريخ الإنساني لم تضاهيها في ذلك أية مدينة عبر التاريخ وعلى مر العصور، فقد تميزت بخصوصية اكتسبتها من انفرادها بالبعد الروحي المرتبط بالزمان والمكان، فهي في الزمان ضاربة جذورها منذ الأزل بوجهها الكنعاني الحضاري.. كما وتمتعت بكلٍ من الموقع والموضع، فكانت ملتقى الاتصال والتواصل بين قارات العالم القديم، وتعاقبت عليها الحضارات وأمتها المجموعات البشرية المختلفة، مخلفةً وراءها آثارها ومخطوطاتها الأثرية التي جسدت الملاحم والحضارة والتاريخ العربي الأصلي الذي يدل على عظم وقدسية المكان.

يا قدس يا وجعا عربياً أدمى قلوب الملايين.. سامحينا إن نحن أبناء جلدتك قصرنا يوماً في الدفاع عنك وعن عروبتك المقدسة... فهذه المدينة المقدسية الفذة لابد أن يكون لها أسباب ومبررات كانت هي سر خلودها واستمرارها لآلاف السنين، فبالرغم من كل ما حل بها من نكبات وحروب أدت إلى هدمها وإعادة بنائها عدة مرات عبر التاريخ... إلا أن هذه المدينة العريقة قد أثبتت فعلاً أنها في كل مرة تخرج أعظم وأصلب من سابقتها وأكثر رسوخا، وهذا يعتبر أكبر دليلا على إصرار سيدة المدائن على البقاء، فمنذ أن قامت «القدس الأولى» الكنعانية قبل نحو 6000 سنة وهي محط أنظار البشرية وصولاً الى يومنا هذا!.

لم يحدث أن رأيت كل هذا الحشد من التفاصيل التاريخية والزخم الحضاري في بقعة مكانية واحدة.. ففي القدس تلمس عبق القداسة، وخاصية التشبت بالجزئيات الصغيرة، فدكاكينها تستند إلى الأسوار، وكأنها تتكئ على الثبات وتتزود من التاريخ لمواجهة الراهن في حالة رفض مستمر للاقتلاع.. حتى أنك لتشعر بأن أسواقها قد خلقت معها لتصير من خصائصها البارزة وواحدة من ميزاتها الهامة التي اكتسبت مع الوقت شهرة عالمية بما حمله السائحون والزائرون معهم من تذكارات جميلة نقلت إلى جهات الأرض صورة عن الفلسطيني الصانع الماهر.. فالصانع في القدس قد توارث الدكان عن الآباء والأجداد مثل ما ورث عنهم عشق القدس والتمسك بكل ذرة من ترابها!.



Diana-nimri@hotmail.com

www.diananimri.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :