facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استغلال شغب الملاعب في السياسة والاعلام


طاهر العدوان
13-12-2010 03:22 PM

لست معتادا الرد على تعليقات القراء الاعزاء على مقالاتي لانني اعتبر هذه الردود آراء تحتوي على مواقف وافكار مهمة, بعضهم يعترض على ما ورد في المقالة مبديا رأيا مخالفا, واخرون يؤيدون ويستفيضون في دعم الفكرة او الرأي المطروح. ولهؤلاء وهؤلاء اشعر دائما بالامتنان. فلا شيء يثير الارتياح في نفسي اكثر من رؤية حرية الرأي والتعبير وقد اصبحت جزءا من ثقافة الناس في الاردن وبين العرب اينما تواجدوا في اوطانهم وفي بلاد الغربة.

هذه المرة, وجدت نفسي مطالبا بان اوضح الرأي الذي عرضته في مقالة امس حول الاحداث المؤسفة التي وقعت بعد مباراة النادي الفيصلي مع نادي الوحدات, فالصديق الدائم الذي يهتم بما اكتب سلام النجار من الولايات المتحدة يعترض على دعوتي اعتبار ما حدث بانه " شغب ملاعب " انما هو تعبير عن "منهجية عدم الاعتراف بمرارة الواقع الذي نعيشه في الاردن والواقع هو اننا اصبحنا ابناء ثقافة جديدة (اردني غربي واردني شرقي".

لا انكر وجود (الثقافة الجديدة) التي اشار اليها سلام النجار, واضيف محاولا المساهمة في تعريف (الثقافة الجديدة) بانها ثقافة تجزئة المجزأ في الامة العربية, ثقافة الانقسام على اسس اقليمية وجهوية وطائفية, التي ابتلي بها العالم العربي مع طلائع الغزو الامريكي للعراق, الذي نرى وباءه ينتشر ليس فقط في الشوارع والمساجد والكنائس حيث يقتل الاطفال والرجال والنساء على الهوية, ولكنه ايضا وباء, في العقول وفي السياسات التي تصنع المناخ لثقافة القسمة والتقسيم, اي الفتنة الموصوفة بـ "المنتنة" في تعاليم الدين.

اعترف, وغيري كثيرون بوجود مناخات اقليمية مسمومة في الاردن تسعى الى خلق انقسام مدمر, على غرار ما هو معمول به او ما هو قيد التنفيذ في بعض دول الجوار وغير الجوار. فاذا كانوا قد القوا بكرة الثلج, كرة الاقليمية والكراهية, فعلى السياسيين والمثقفين والاعلاميين والمواطنين العاديين ان يعملوا على وقف تدحرجها, لا ان يتعاملوا معها وكأن مسارها قدر لا مرد له.

واكرر بان شغب الملاعب الناجم عن التعصب الرياضي لفريق بمواجهة آخر, امر طبيعي عند جميع الشعوب, حتى وان ارتكز في تعصبه الى خلفية اقليمية. ولا اريد ضرب الامثلةبعدد الدول المشهورة بهذه اللعبة. حيث لا ينظر الى هذا التعصب حتى لو تحول الى شغب على انه مواجهة بين هويتين او جزء من الشعب ضد الجزء الاخر.

ما هو غير طبيعي, اولئك الذين يستثمرون الرياضة لاثارة الفتنة وتصويرها بانها مواجهة بين فئة من الشعب مظلومة ومحرومة ضد فئة اخرى يزعمون انها تتمتع بكل الفوائد والعوائد والمراكز والكراسي. مثل هذا الاعتقاد, تجديف في الهواء وعمى الوان وقفز فوق الواقع, وعمل لا يغذي سوى الكراهية والفتنة.

مشاكل هذا البلد, بكل مظاهرها, من ردود الفعل (غير الناضجة) على شغب الملاعب الى العنف المجتمعي, الى حل مسألة العلاقة الداخلية بين الاردنيين (من اصول اردنية ومن اصول فلسطينية) هي جميعا, مكانها سلة الاصلاح السياسي الديمقراطي وسيادة القانون, من دون التخلي ولو للحظة واحدة عن دراسة تأثيرات اية خطوة اصلاح سلبا او ايجابا على حقوق الفلسطينيين في وطنهم المغتصب وحق العودة وعلى هوية الاردن برفض مشروع الوطن البديل الذي تتبناه حكومة نتنياهو.

اخيرا, من قال ان الاردنيين (من اصل شرق اردني) لا يطالبون بالاصلاح السياسي, او انهم يشعرون بالعدالة في الفرص. ولا ابالغ ان قلت ان مطالب الاصلاح بين صفوف هؤلاء هي اعلى وتيرة واشد الحاحا منها بين الفئات الاخرى. اذا, لنبحث جميعا عن الجوامع التي يؤطرها الاصلاح السياسي المنشود. ويكفي تغذية ثقافة قد تعتبر غدا ضحايا حادث سير بأنهم ضحايا تعصب اقليمي.

taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :