facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رحيل الشيخ نوح .. في القلب غصة ..


محمد حسن التل
20-12-2010 11:49 AM

فجر أمس فـُجع الأردن بغياب واحد من فرسانه الأشاوس الذين لا يخافون في الحق لومة لائم ، الشيخ الجليل نوح سلمان القضاة ، الذي لبى نداء ربه ونحسبه راضياً مرضيا.

الشيخ نوح العالم الجليل ، والإداري الحازم ، ضرب خلال خمسين عاماً من المسؤولية أروع المثل بأن يكون العالًم في خدمة علمه ورسالته ، بعيداً عن كل أهواء الدنيا وصغائرها.

لقد كان الشيخ الراحل إلى ربه نموذجاً رائعاً في الفقه والافتاء ، وكان واسع الاطلاع رحمه الله. عندما يغادرنا الشيخ الجليل لا بد لنا من الشعور بالخسارة الكبيرة إزاء هذا الطود الذي ظل ينادي بالناس نداء الإسلام ، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ، كان الراحل لا يجامل في علمه أبداً ، وكان مثالاً كبيراً لكل العلماء ، وعنواناً عريضاً لسماحة الإسلام ، وجرأة الإفتاء في الحق ، لم تغيره الدنيا ، ولم يخضع للمناصب ، رغم أنه تقلد الكثير منها ، وكان رحمه الله لا يتمعر وجهه إلا غضباً لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وعقيدته.

في كل المواقع التي تسلمها ، كان يضع نصب عينيه الحياء إلى الله ، ومصلحة الأمة ، والحفاظ على الفقه والإفتاء بعيداً عن الأهواء والمساومات ، وكان يعلم تمام العلم أن مسؤولية العلماء أكبر في كثير من الأحيان من مسؤولية الساسة.

وابتعد في قراءته للإسلام عن كل ما طغى على السطح في الزمن الرديء للأمة الذي شكل صدى بائساً للحالة المزرية التي تعيشها هذه الامة ، وحافظ على صفاء فكره وصدق رؤيته.

لقد تركت دراسة القرآن الكريم عند الشيخ الجليل ، سمو الفكرة ، وصدق النهج في التربية والدعوة.

يتركنا الشيخ نوح ونحن بأمس الحاجة إليه في هذا الزمن الصعب ، حيث اختلطت المفاهيم ، ولم نعد قادرين على التفريق بين الغث والسمين ، وبين الادعاء والصدق.

يترجل الشيخ والأمة مثخنة بالجراح ، وهي أشد ما تكون بحاجة إلى أمثاله.

رحمك الله يا سيدي ، فقد قضيت عمركَ وأنت في محراب الإسلام ، فارساً صادقاً في الدعوة والتربية والافتاء وسنظل نذكر يا شيخنا نصائحك وتوجيهاتك ما حيينا.

إن رحيل الشيخ نوح شكل خسارة كبيرة ليس على مستوى الوطن فقط ، بل على مستوى الأمة ، وترك رحيله في القلب غصة عميقة ، ولكنه الموت قانون الله تعالى فرضه على عباده جميعاً والذي لم يستثن منه حتى نبيه وحبيبه سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم ، والذي نقف أمامه راضين محتسبين ، (إنك ميت وإنهم ميتون).

ألا إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخ نوح لمحزونون ، ولا نملك إلا أن نردد قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في مثل هذه المواقف إنا لله وإنا إليه راجعون.


* عن الدستور للزميل رئيس تحريرها المسؤول ..





  • 1 الدكتور أحمد حسن الربابعة\ استاذ مقاصد الشريعة 20-12-2010 | 06:09 PM

    بارك الله بك اخي محمد على هذه الكتابة الرائعة ورحم الله شيخنا الحبيب

  • 2 محمد القضاة / ابو سمير 20-12-2010 | 06:43 PM

    شكرا لك اخي ابا سعد على كلماتك الصادقه وهذا ليس غريبا عليك وانت مثال يحتذى للاخلاق الحميده...حقا الشيخ نوح خساره للوطن والامه رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.

  • 3 محب في الله 20-12-2010 | 09:50 PM

    مشكور ياسيدي على المقال الرائع
    يجب علينا القول عن هذا الرجل الذي اسس مؤسسات للعلم الدين وبنى اجيال في الزمن الصعب ..يجب القول نستطيع ان نفعل لدين وان نقتدي به وليس العكس نستغل كل ما لدينا من قوة في الخراب والفتن والطخ ل x y او اتباع العشيرة نحن طلاب وصحفيين وعمال و شيوخ وصعاليك المحبيين لسماحته نقسم على ان نكون على طريق الحق وطريق محمد وطريق ابو علي .......افلا تعقلون ! .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :