القمة الاقتصادية العربية في شرم الشيخ تعقد في الوقت المناسب..لا سيما وان احداث تونس وتطوراتها حاضرة هناك.. واحسب ان القادة العرب سيراجعون هذه المرة علاقات بلدانهم الاقتصادية والتجارية لجهة تطويرها وتعزيزها.فتردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في بعض البلدان العربية والتي تنعكس على حياة الشعوب فيها من حيث زيادة حجم البطالة وزيادة اعداد الفقراء ، يحتاج الى سياسة عربية اكثر جدوى وتتسم بالتكافل والتعاون وصولا الى التكامل..

ولقد اثبتت التجارب السابقة والحالية ان تفاقم حجم البطالة وزيادة اعداد الفقراء ومحدودي الدخل في ظل ارتفاع حمى اسعار المواد الغذائية والدوائية بصورة غير مسبوقة ،وكذلك ارتفاع تكاليف التعليم الجامعي والدراسات العليا كل ذلك انما يولد حالة الاحباط.

لنا في الاتحاد الاوروبي قدوة حسنة..حيث بدأت اولى خطوات هذا الاتحاد بالتعاون الاقتصادي والتجاري حتى وصل الى ما وصل اليه في الوقت الحاضر كيانا سياسيا غير مسبوق وله عملة واحدة «اليورو» وذلك رغم انه يضم دولا بقوميات مختلفة وكان بينها صراعات وحروب دامية ومدمرة بينما اقطارنا العربية تنتمي الى امة واحدة وتاريخها مشترك ولها مصالح مشتركة..

لقد اتفق العرب في السابق على اقامة وحدة اقتصادية ثم اضعفتها الخلافات السياسية حتى تبددت او تكاد..

المواطن الاوروبي يجوب جميع البلدان الاوروبية ومدنها وقراها بالهوية الشخصية بينما لا يستطيع المواطن العربي ان يزور بعض البلدان العربية بجواز سفر اسوة بالاجانب..

ان اقطار امتنا تمتلك ثروات وامكانات اقتصادية طائلة ولكنها موزعة بصورة ابقت على بعضها فقيرة بمواردها المحدودة..

مما يقتضي اقامة تعاون وتكافل اقتصادي بين جميع هذه الاقطار وعلى النحو الذي ينتشل الاقطار الفقيرة او المحتاجة من اوضاعها المتردية. فهذه الاقطار أحق من غيرها من البلدان الاجنبية في استثمار الاموال العربية وفي اقامة المشاريع الانتاجية الكفيلة باستيعاب المواطنين العاطلين عن العمل..

نتمنى ان تخطو قمة شرم الشيخ خطوات عملية ملموسة بهذا الاتجاه..

(الرأي)