facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من أين يستمد الشعب الفلسطيني قوته؟

نبيــــه عويضــــة/القدس
27-07-2007 03:00 AM

واجه الشعب الفلسطيني عبر مسيرته التاريخية والنضالية ، الكثير من الصعوبات والعقبات والمؤامرات والضغوطات ، في محاولة لإحباطه وحرفه عن طريقه ، وتنوع من ساهم في إيجادها على امتداد العالم ، وعلى مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ، كل ذلك للحيلولة دون وصوله إلى حقوقه التي منحه إياها الله والتاريخ ، وأقرتها واعترفت بها الشرعية الدولية .ورغم كل ما عاناه هذا الشعب الأصيل ، فقد ظل قابضا على الجمر ، متمسكا بمبادئه ... مدافعا عنها ... ملتزما بها ... مؤكدا تعلقه بأرضه ووطنه ، ومعلنا في كل مرحلة من مراحل نضاله ، أن كل ذلك لن يزيده إلا صلابة وقوة ، ولن يثنيه عن تحقيق أمانيه وطموحاته الوطنية والإنسانية ما يواجهه من عقبات وتحديات .

ولكن السؤال الذي لا شك يحير الجميع : من أين يستمد هذا الشعب القابع تحت الاحتلال ، ويواجه كل هذه التحديات ، كل هذه القوة وهذا الصمود الأسطوري ؟

الجواب على هذا السؤال سهل وبسيط جدا بالنسبة لمن يعرف حقيقة الشعب الفلسطيني ، لكنه صعب على أولئك الذين لا يعرفون ، أو أنهم لا يريدون أن يعرفوا ، وهم بذلك يحتاجون إلى إجراء دراسات علمية بحثية مستعينين بجهابذة علماء النفس والاجتماع والسياسة والتاريخ وغيرهم ، للوقوف على حقيقة هذا الشعب .
وبكل موضوعية وأمانة نقول أن مكامن القوة تتمثل في :
أولا : عدالة القضية الفلسطينية ، السياسية والقانونية والتاريخية ، والتي لا تفوقها في عدالتها أية قضية أخرى في العالم .
ثانيا : التمسك بعاداته وتقاليده وتاريخه وثقافته العربية " الإسلامية والمسيحية " وتراثه الوطني ، باعتبارها الحامي للمجتمع من تأثير الثقافات المحيطة والمستوردة والتي من شأنها الإساءة له.
ثالثا : شدة الانتماء إلى الأرض والوطن ، والحب الكبير له.
رابعا : تشبثه بالوحدة الوطنية بمختلف أشكالها وألوانها ومستوياتها ، رغم محاولات البعض إظهار الأمر على غير حقيقته .
خامسا : الاعتزاز بالكرامة الوطنية ، ورفض كل أشكال الضغوط والإغراءات التي تمارس ضده للتخلي عنها .
سادسا :إيمانه الحقيقي بضرورة ترسيخ الديمقراطية ، والتعددية السياسية ، وحرية الرأي والتعبير ، وإصراره على تداول السلطة سلميا ، رغم رفض البعض " القليل جدا " التعامل بها لأهداف ومصالح إما شخصية ، أو لخدمة آخرين .
سابعا : قدرته غير العادية على مواجهة مختلف التحديات والصعاب ، التي لا تزيده إلا صلابة وقوة ..
ثامنا : برنامج الإجماع الوطني الذي وحد الشعب الفلسطيني حتى الآن ، والمتضمن حق العودة وتقرير المصير ، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، كأساس للوحدة الكيانية للشعب الفلسطيني التي تمثلت في منظمة التحرير الفلسطينية .
تاسعا : على امتداد المسيرة الفلسطينية كان هناك تغليب التناقض مع الاحتلال ، على أية تناقضات داخلية وطنية ، قومية ، وإسلامية .
عاشرا : قدرته على فعل المعجزات لو أتيحت له الفرصة لممارسة دوره دون تدخلات خارجية .

إن عشرات السنين من الاحتلال ، وإجراءاته ، و" سياسة العصا والجزرة " التي استخدمها ، لم تستطع أن تنزع عن الإنسان الفلسطيني هويته الوطنية الفلسطينية ، ولا هويته القومية العربية ، أو التنازل عن حقوقه الوطنية ، إنما على العكس من ذلك ، زادته تمسكا بها ، ودفاعا عنها ، ولقد أكد ت الانتخابات الرئاسية ـــــ 2005 ـــ والإصرار على إجراء الانتخابات التشريعية ــــ 2006 ـــ قدرة هذا الشعب على تذليل كل العقبات ، وإفشال كل الذين راهنوا على عدم نجاحها ، فجاءت ـــ وكما اعترف المراقبون الدوليون والمحليون ، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ــــ على أكبر قدر من النزاهة والشفافية ، واستطاعت الجهات المختصة وبتعاون كامل من المواطنين من جعل يوم الانتخابات حقيقة عرسا وطنيا يمكن التغني به ، و مثالا يقتدى به من قبل شعوب أخرى طالبت بانتخابات مشابهة ، وأكد النظام الديمقراطي في فلسطين أنه يتفوق على الكثير من الأنظمة في العالم " حتى تلك التي يشار إليها بأنها من الديمقراطيات المتقدمة والعريقة " ، وهذا دليل على ما يختزنه هذا الشعب من احترام كبير لذاته ، وحب كبير لمن هو أعز وأغلى ...الوطن.

لقد أشاد الجميع بالديمقراطية الفلسطينية ، وبالشعب الفلسطيني وقيادته على حسن الأداء ، ولكن ... وبقدر ما يكون هذا مهما ، ونعتز به ونفتخر ، فإن الأهم هو ما ستأتي به الأيام والأشهر القادمة في ضوء الأزمة الحاصلة الآن داخل الساحة الفلسطينية ، والتجاذبات التي تحاول أن تحرف البوصلة الفلسطينية عن مسارها الصحيح ، فجميع المخلصين يتطلعون الآن إلى الكيفية التي تنهي هذه الأزمة ، وكيف يمكن العمل نحو تعزيز وتعميق الديمقراطية ، والعودة إلى وحدة الصف ، وما هي السبل التي سيتم إتباعها لمواجهة التحديات الكبيرة في هذه المرحلة من تاريخ النضال الوطني .

لقد مر الشعب الفلسطيني عبر مسيرته بالكثير من الأزمات ، وكان في كل مرة يخرج منها موحدا... متحدا ... كان دائما يخرج منها أقوى وأصلب عودا من السابق ، لأن ما يجمعه أكثر بكثير مما يفرقه ، ومع أن الأزمة الحالية لا شك تعد الأقسى والأخطر التي يواجهها ، فإننا لا نشك أبدا بأنه سوف يتجاوزها ، انطلاقا من التجارب التي مرت به ، و حكمة ووطنية قياداته ، الحريصة على الوصول بالسفينة الفلسطينية إلى شاطئ الأمان حاملة معها آماله وطموحاته .

رغم ما تقدم ، وقناعتنا به ، فإنه وللمحافظة على هذه القوة والصلابة وتعزيزها ، نجد أننا مدعوون ل :

أولا : البدء بحملة تعبوية وتثقيفية وطنية شاملة ... هادئة وهادفة ، تخرج الإنسان الفلسطيني من حالة اللاإدراك والتشتت الفكري بسبب ما يجري الآن على الساحة الفلسطينية ، والارتقاء به للوصول إلى آفاق أرحب من حيث الوعي والالتزام والانضباط ، وتبين له مكامن القوة التي يملكها وكيف يطورها ، ونقاط الضعف وكيف يتغلب عليها ، بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة ، وفي مقدمتها وسائل الإعلام ، والمتخصصين في علم السياسة و النفس والاجتماع والتاريخ ... وغيرهم .

ثانيا : التوجه إلى العالمين العربي والإسلامي ، وإلى العالم أجمع ، بخطاب سياسي واحد قوي ، مقنع ، و متفق عليه ، يساهم في حشد التأييد الدولي للقضية الوطنية ، من خلال التأكيد على رغبتنا بإقامة السلام العادل والشامل ، الذي يحفظ حقوقنا الوطنية ، ويعيدها لنا كاملة غير منقوصة، انطلاقا من مبادىء الشرعية الدولية ، وفي الوقت ذاته يشدد على تمسكنا بثوابتنا الوطنية .

ثالثا : إعادة اللحمة للمؤسسات الوطنية في جناحي الوطن ، والاستمرار بتعزيز مبدأ استقلال القضاء وسيادة القانون ، مما يوفر الشعور بالأمن لدى المواطن الفلسطيني ، و تشجيع للمستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال من مختلف الجنسيات على توجيه مجالات استثماراتهم إلى فلسطين ، لثقتهم بأنها مصانة ومحفوظة .

رابعا : بناء الإنسان الفلسطيني على قاعدة " الانتماء " وليس " الولاء " ، ليساهم في تصحيح بعض الأخطاء التي تظهر عبر مسيرة العمل ، من خلال قدرته على توجيه النقد الإيجابي الهادف والبناء ، وحماية المجتمع من تراكم الجوانب السلبية المسيئة له .

خامسا : الارتقاء بالمنهاج والمستوى التعليمي الأكاديمي والمهني ، في جميع مراحله ليتماشى مع واقع التقدم العلمي والتقني الحاصل من حولنا في مختلف أنحاء العالم وأهمية ذلك في بناء الوطن .

سادسا : تشجيع التوجه لإقامة مراكز البحث العلمي على مستوى واسع ومتقدم ، وإمدادها بما يلزم ، وتخصيص ميزانيات تتناسب و احتياجاتها ، لما له من آثار إيجابية ليس فقط بالنسبة للمجتمع الفلسطيني ، إنما للبشرية جمعاء .

سابعا : بناء اقتصاد وطني قوي يحرره من التبعية ، اقتصاد انتاجي وليس استهلاكيا ، يساهم في بناء المجتمع الفلسطيني على أسس قوية ، ويمكن من مواجهة ظاهرة البطالة المستشرية خاصة لدى قطاع الشباب ، و يحرر القرار السياسي الفلسطيني الوطني من أية ضغوط قد تمارس عليه .

ثامنا : تعميق وتمتين الوحدة الوطنية السياج الحامي للوجود الفلسطيني وقضيته , والتي تحول دون دفعه إلى متاهات لا يعرف أحد إلى أين تقود . والعمل بإخلاص من أجل الخروج من الأزمة الحالية ، وإعادة اللحمة إلى الصف الفلسطيني ، وعدم الانجرار وراء الأوهام التي يرسمها من لا يريدون للشعب الفلسطيني وقضيته الخير ، وكذلك الإغراءات الواهية التي يقصد بها فقط تعميق الشرخ ، وزيادة الفرقة بين أبناء الشعب الواحد .

تاسعا : التحرك كل باتجاه الآخر نحو صياغة برنامج عمل وطني ، وبناء " استراتيجية عليا " متفق عليها ،يمكن من خلالها أن نتلمس طريقنا نحو تحقيق الآمال والأهداف الوطنية ، تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، وعلى أساس وثيقة الوفاق الوطني " وثيقة الأسرى " ، وإعادة بناء المنظمة ديمقراطيا وفق قانون التمثيل النسبي الكامل ، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده .

عاشرا : العمل على إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل على أسس قوية وسليمة ، بما في ذلك الاتفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة على كامل الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية وبضمنها القدس .

حادي عشر : البدء بانتهاج سياسة وطنية تهدف إلى الاهتمام بالأجيال الشابة ورعايتها ، وتوجيهها نحو المستقبل بخطى قوية ... ثابتة وواثقة ، من خلال الاهتمام بالموارد البشرية ، واستقطاب العقول ، وعدم دفعها للهجرة إلى خارج الوطن ، ولتكون قادرة على المساهمة في بناء الوطن وتطوره ، وعلى تولي القيادة في المستقبل ، من أجل تحقيق " تواصل الأجيال " كي لا ينتج فراغ سياسي أو قيادي في مرحلة من المراحل .
ثاني عشر : بث روح التكافل والتضامن الاجتماعي بين أبناء الشعب الفلسطيني ، وإعادة ما افتقده البعض منها لسبب أو لآخر ، وإعادة المحبة والمودة بين الجميع ، لما يشكل ذلك من عناصر قوة تحمي المجتمع من أية محاولات لاختراقه وزعزعته من داخله ، باعتبار أن وحدة النسيج المجتمعي يعد شرطا أساسيا في تعزيز الصمود الوطني ، وحماية المنجزات ، وتحقيق الأهداف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :