facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اعتصامات للعمل والبناء ورفع الانتاج


د.حسين الخزاعي
12-04-2011 02:25 PM

في فترة قياسية لاتتجاوز التسعين يوما، نستطيع بكل فخر وثقة دخول موسوعة جينس في الاعتصامات، والمظاهرات، وتعطيل مرافق الحياة. فالاصل في الاشياء العمل وتحريك عجلة الانتاج، ورفع مداميك الوطن مدماكا فوق مدماك، ونعلي البنيان من اجل توفير حياة افضل لكل المواطنين .هكذا نفهم عشق الوطن،ونبني مستقبله، وهكذا تكون الزنود الامينة التي تنقش اسمه في ذاكرة التاريخ. نقول هذه المقدمة بعد ان طفح الكيل، وفاض الكأس، وبلغ عدد الاعتصامات مائة واربعين اعتصاما "غير الفراطة" هنا وهناك، لدرجة بلغت " الكوميديا السوداء" في احدى المدارس الابتدائية ان اعتصمت الطالبات الصغيرات مطالبات باسقاط معلمة الرياضة، واستبدالها باخرى والسبب انها غيورة على حصتها ولا تقبل الانفلات او التقاعس فيها.
هذه المقدمة لاتنفي حق المواطنيين، بالاعتصام في حالة انسداد افق الحلول، واستعصاء تلبية المطالب المشروعة، واحقاق الحقوق، ونشر مظلة العدالة الاجتماعية فوق الجميع، وتطبيق مبدأ المساواة، وتوزيع الثروة بعدالة، وان ياخذ كل صاحب حق حقه بقوة القانون .ولكن قرآة متأنية نرى ان الحكومة تسير في الاتجاه المطلوب شعبيا في الاصلاح من دون تلكؤ او هروب من المسؤولية .
ومن موقع المراقب والمتابع والمحلل لما يجري من حراك اجتماعي فيما يتعلق في الاعتصامات الزائدة عن الحاجة، نطالب بفك الاشتباك مع الحكومة حتى تتفرغ لعملية البناء والاصلاح، ولايجوز مشاغلتها بمعارك جانبية، فنطرة حيادية لكل منصف، ومتابعة مستقلة لكل مراقب، ومعرفة صاحب كل ضميرحي من خلال رؤيا موضوعية للمشهد العام، لا احد ينكر ان حكومة الدكتور معروف البخيت، وبتوجيهات سيد البلاد، تعمل بخطى حثيثة على مدار الساعة، وبقوة على ترميم الجهاز الاداري المترهل، وتجرجر رؤوس الفساد الى " هيئة مكافحة الفساد" لتقديمهم للعدالة واستعادة المال العام، والملفات القادمة التي ستفتحها هيئة مكافحة الفساد لن تجامل او تهادن احد، وسيخضع من يثبت تورطه في الفساد للمسائلة ،عملا بتوجيهات الملك عبدالله الثاني عندما زار في اذار الماضي هيئة مكافحة الفساد واكد جلالته بأنه لا تهاون في مكافحة الفساد واجتثاث جذوره، ولا خطوط حمراء أمام عمل الهيئة، ولا حماية لفاسد في هذا الوطن وجميع مؤسسات الدولة، بما فيها الديوان الملكي، خاضعة لمساءلة الهيئة التي يجب أن تعطى الدعم الحقيقي والمرونة، والحكومة تقوم بدراسات وافية لاعادة هيكلة الرواتب بما فيها رواتب الفئات العليا ، وقد قامت مؤخرا بخطوة تحسب لها بأناطة مسؤولية التعينات في المناصب العليا الى وزير العدل من خلال لجنة واسعة يقوم بترؤسها الوزير شخصيا حتى لايكون هناك تلاعبا في هذه القضية الحساسة، خاصة بعد ان دار حول هذه القضية لغط كبير في السنوات الاخيرة، ناهيك عن استعادة اراضي الدولة من بعض المتنفذين، والخطوة الجريئة التي قام بها وزير الصحة بوقف تعيين (56) مسؤول ي الوزارة استولوا على مناصب ادارية عن طريق الشفط واللهط والمحسوبية وغياب الجدارة والكفاءة وفوق هذا وذاك فان لجنة الحوار الوطني تناقش وضع قانون انتخاب عصري،ومراجعة قانون الاجتماعات العامة.
ان اهم عوامل تخريب الاصلاح تعدد الرؤوس، فقد بلغت الحركات المتباكية على الحرية والديمقراطية والدستور ومحاربة الفساد والعدالة الاجتماعية وغيرها ازيد من خمس عشرة حركة، ولكل حركة اجندتها الخاصة، وليلاها التي تتغنى بها، حتى ان لوثة الاعتصامات اصابت كل القطاعات، ولم يبق على القائمة الا سائقو البكبات، ومدرسو الحضانات. واللافت في الامر ان هذه اللعبة فقدت معناها، وتم تتمييعها حتى اصبحت عاقرا لاتعطي ظلا ولا ثمرا، لذلك فان الشجرة العاقر كما قالت العرب من الافضل قطعها.
الاعتصامات لم تعد ذات جدوى وطنية او مردود انتاجي، والا فما معنى ان يهدد السلفيون الحكومة بالافراج عن سجنائهم خلال ايام والا فانهم سيصعدون احتجاجاتهم، وسيواصلون اعتصاماتهم، والغريب ان الاطباء ايضا سلكوا نفس الطريق التصعيدي، وكأن القوى السياسية والدينية والحزبية والشبابية اختصرت برامجها في الاعتصامات. مع ان كل الرسائل المطروحة في الشارع وصلت للحكومة، واعلن الرئيس عن الاستجابة لها بما يخدمة المصلحة العامة لان الاصلاح مطلب تشترك فيه الحكومة والشعب على قدم واحدة، و لايختلف عليه مواطنان.
وفي جولة الملك عبد الله الثاني الاخيرة على عشائر الحويطات، وزيارته بعدها مباشرة لاهالي الوحدات، وجولته على عشائر العدوان ، وجولاته المتعددة والمتكررة يوميا واسبوعيا لكافة بوادي وقرى ومدن الاردن ، جولات وزيارات لها رمزيتها على تمتين اللحمة الوطنية، وبناء جسور التوادد والاخوة بين مكونات الوطن الواحد، وشدد في هذه الزيارات على الوحدة الوطنية، حيث ن رسائل جلالة الملك خلال جولاته ولقاءاته مع كافة مسؤولي الوطن ليست بحاجة الى توضيح وشرح وتفصيل ، الوحدة الوطنية والحفاظ عليها وعلى النسيج الاجتماعي الذي يحفظ الوطن جهد مشترك ، وان الوحدة الوطنية مصونة ولايجوز المساس فيها من قريب او بعيد، وهي عهدة هاشمية الى يوم الدين، وحتى تقوم الساعة.
بالمقابل فان الطاقم الوزاري يقوم بتنفيذ توجيهات جلالته في تجسيد الوحدة الوطنية، ومكافحة الفساد، والترهل الاداري،وترميم الخراب الذي تعاني منه المؤسسات والوزرات، اي بعملية اصلاح شاملة،وبذلك تكون الحكومة قد اغلقت جميع المنافذ على المعتصمين ،لان العمل اهم كثيرا من الصراخ ورفع اليافطات وتعطيل الحياة العامة.ومن له حاجة او مظلمة فابواب الديوان الملكي العامر"بيت الاردنيين"مفتوح للجميع،ولابد من الاشادة بمنهج دولة الرئيس البخيت حين قال بشأن سحب الجنسية :ان مكتبي مفتوح لارد لكل واحد مظلمته...والله نسال ان يحمي الله الاردن،وان يبقى آمنا ويرزقه من الثمرات والخيرات. لذا يجب ان تكون اعتصاماتنا موجهه للبناء والعمل والانتاج .
ان جلالة الملك اعلن في اكثر من مناسبة انه مع الاصلاح بل حتى طالب بالاسراع فيه،لانه لا يحتمل المماطلة والتسويف، واعلن امام الناس كافة انه شخصيا الضامن والكفيل لهذه العملية برمتها، وفي السياق ذاته زار جلالته دائرة مكافحة الفساد، في رسالة ذات مغزى انه يساند اعضاء الدائرة ويشد من ازرهم في مواجهة الفساد والفاسدين، اما الدلالة الثانية بان لا احد فوق القانون كائنا من كان، وطالب الدائرة ان لاتستثني فاسد اذا ثبت تلاعبه بالمال العام،او تورطه في قضية تستوجب المحاسبة والمساءلة.
مسك الختام،،، حركة الاصلاح تسير بخطى واثقة ، ورئيس الوزراء يقود حركة الاصلاح في الاتجاه الصحيح ، يكفي اعتصامات وتحريض ، برامج الحكومة الاصلاحية تناسب كافة فئات المجتمع، والوطن اكبر من حزب سياسي يحاول التسلق على اعتصامات الاخرين والسيطرة عليها وقيادتها وادارتها لتخدم اهدافه وبرامجه والتي انكشفت في الشارع الأردني، والوطن اكبر من انتخابات نيابية او بلدية او انشقاقات حزبية، ومن قاطع الانتخابات النيابية او البلدية لا يحق له المطالبة بحل مجلس النواب واعادة الانتخابات كي يشارك فيها من جديد، فالوطن ومؤسساته لا تعمل وفق منهجية ومزاجية حزبية بل وفق مباديء ومنطلقات وطنية، فالوحدة الوطنية حققت للوطن الانجازات العلمية في الميادين الطبية والتكنولوجية على المستوى الدولي والعربي وحافظ الوطن على نعمة الامن والاستقرار بفضل تكاتف ابناء المجتمع والتفافهم واحترامهم لمؤسساته الامنية وعدم تجاوزهم للانظمة والقوانين والتشريعات الاجتماعية ، والاردنيون لن يسامحوا الناعقين من خلف الحدود يحرضون على الوحدة الوطنية وتجييشهم للخروج في اعتصامات اصبحت بلا هدف او معنى او فائدة مستقبلية لاحزابهم او حركاتهم او اجنداتهم .
اكاديمي ، تخصص علم اجتماع
ohok1960@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :