يعلم الله بأنني لست من هواة نقد الحكومات والبحث عن الأخطاء وأعلم أن حكومة معروف البخيت قد لاقت من النقد ما يكفيها ، ولكني أعتقد أن من دواعي الحرص والانتماء على هذا الوطن العزيز التوقف ملياً عند ما اعتقد بأنه النقطة الأهم بتشكيل أية حكومة من قبل الرئيس المكلف فالرئيس البخيت لمن يتابع يعلم بأنه رجل متفاني ويصل الليل بالنهار للقيام بواجبه ولكن من أول أوليات الإدارة بأن أي مؤسسة أو هيئة حكومية لا يمكن أن تدار من قبل فرد واحد أحد . فهذه الحكومة – غير المبخوتة – لا يوجد بها غير وزير واحد لكل المهمات وهو معروف البخيت ، فباستثناء وزارة الخارجية التي لها حسابات مختلفة لا نكاد نجد أو نسمع بأي وزير يتصدى للتعبير عن هذه الحكومة ويتولى تقديم مواقفها فالجميع بلا استثناء موظفون بدرجة وزير وعند استعراضهم جميعاً لا تكاد تجد أي منهم قادراً على إغاثة السيد البخيت في إدارة شؤون الحكومة . فأين هم الوزراء القادرون على تقديم برامج الحكومة والدفاع عن مواقفها وتبريرها وأين هم الوزراء القادرون على تحقيق التواصل مع المواطن وقضايا الوطن وأن يعبروا عن الحكومة ويقدموا نموذج إيجابي لتمثيل هذه الحكومة . فمن غير المنطقي أن تكون أية مشكلة بحاجة إلى أن يتقدم رئيس الوزراء ليقدم رؤية الحكومة أو ليعالج أخطاء الوزارات المختلفة ، فجميع القضايا بلا استثناء غاب الوزراء عنها من قضية الشاورما إلى المنشية إلى الثلجة وغيرها الكثير . وكان المطلوب من رئيس الوزراء فقط أن يدافع ويتابع ويقرر ، فلا ألومه فلم ولن يستطيع تحت أي ظرف أن يكون قادراً على التصدي لشؤون الحكومة كاملة بمختلف مجالاتها ، فالخطأ الأهم والقاتل لأية حكومة هي في تشكيلة الطاقم وأشخاص السادة الوزراء . فهم عماد الحكومة ولعل حكومة البخيت من أهم أخطائها ابتداء منذ التشكيل وتبعه التعديل بأن جاء بطاقم ضعيف وربما عن قصد لينسجم مع طريقة الإدارة التي يفضلها . فنجاح أية حكومة هو عند اختيار الوزراء كشرط ابتداء .

لن أكون سكيناً أخرى للجمل الذي وقع ولكن هي نصيحة من قلب مخلص للبخيت أو من يخلف البخيت في المستقبل - القريب أو البعيد - بألا يبحث عن شخصيات لتقول نعم فقط فالأقوياء لا يخشون العمل مع الأقوياء و الرئيس القوي يجب أن يكون طاقمه قوي لأن في ذلك نجاح له ولهذا الوطن ولا يقل أهمية عند تشكيلة الحكومة الطاقم الإداري والإعلامي الموازي لأية حكومة .

وأخيراً فالأردن قوي بقيادته ولا بد له من حكومة قوية ، لا بل يجب أن تكون الحكومة على ذات السوية من طموح وآمال جلالة الملك . ربما يكون هذا الحديث شكل من أشكال التقييم لحكومة دولة السيد معروف البخيت .. ولكنها رسالة وأٌمنية لا بل رجاء للحكومة القادمة - قريباً أو بعيدا - ً بأن الأردن مليء بالرجال الحقيقيين المنتميين القادرين ولكن أبعدوا الشخصنة والمصالح الضيقة والشللية والتنفيعات . فالأردن يستحق منا الأفضل .
Sami@zpu.edu.jo