facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البلد حين يلد بلداً آخر


ماهر ابو طير
30-08-2007 03:00 AM

شيء ما ، ليس مفهوما ، في الاجواء ، فالاسابيع القليلة الماضية شهدت حوادث غريبة ، اذا وضعناها في سلسلة واحدة ، فان النتيجة مخيفة ومرعبة في وقت واحد. لنعد الى تسلسل الاحداث ، حوادث تسمم الشاورما ، تلوث المياه ، تشطيب مائة سجين لانفسهم ايا كان السبب ، ضرب جاهة في الزرقاء واصابة الوسطاء والوجهاء ، حوادث شغب في قرية ادر في الكرك ، حوادث شغب في السلط على خلفية مشاكل بين مستأجرين وملاكين ، اعتداء على اكشاك الامن العام في معان ، مؤتمرات غاضبة للاسلاميين ، اعتصام لباعة الشاورما ، اعتصام لعمال المياومة ، اعتصام لمخاتير ووجهاء بني عباد ، تلوث مياه محدود في جرش ، ادوية مقلدة ، الاستمرار باطلاق الالعاب النارية رغم المنع ، الاعتداء على النائب السابق علي العتوم ، تسمم محدود في الكرك ، التداعيات بين العشائر على خلفية الانتخابات البلدية ، وغير ذلك من قصص.

الذي يعد دراسة عن احداث الاسابيع الماضية يكتشف ببساطة مؤشرين خطيرين ، اولهما ان الروح المعنوية للناس منخفضة ونراهم يعضون اكتاف بعضهم البعض بسبب ودون سبب ، والثاني ان الناس لم تعد تحسب حسابا للمؤسسة العامة ، فتأتي بتصرفات لم نعهدها في وقت سابق ، والمؤشران بحاجة الى من يقف عندهما ويتأمل في ماخلف السطور ، بدلا من الاستمرار في التعامل مع هذه الاشياء باعتبارها امرا عاديا ، وكل القصص السابقة عبارة عن اشارات توجب التنبه لما قد يزيد عن حده ، ولما يحدث بين الناس.

المحللون في الدولة والذين يفترض ان يقفوا مطولا عند هذه المتواليات ، ما زال امامهم وقت لقراءة المشهد بشكل دقيق ، واذا عدنا الى الروح المعنوية وهي المؤشر الاول كما اسلفت نجد انخفاضا شديدا ، تتجلى مظاهره بعصبية الناس ونزقهم ، وغياب التسامح ، وتغير طباع الناس امر خطير ، ولم نصل الى هذه الحالة لولا ضيق ذات اليد ، والمصاعب الاقتصادية التي خلفت اختلالات اقتصادية على اكثر من مستوى.

اما المؤشر الثاني ، فهو الاخطر ، اذ ليس مطلوبا من الناس ان يخافوا من الحكومات والمؤسسات ، بل وجود الاحترام والامتثال للقانون وروح الدولة ، غير اننا نجد ايضا في حوادث كثيرة ان الناس لم تعد تفرق معها الاشياء ، حتى وصلنا الى مرحلة تشطيب سجناء لانفسهم ، ايا كانت ذريعتهم ، وهم بحاجة الى قدرة هائلة من الغضب حتى يفعلوا هذا ، وما سمعناه عن ضرب جاهة في الزرقاء ، لم يحدث في تاريخ العشائر والعائلات ، ودليل على ان كل شيء صار ممكنا ، وهذا اخطر ما في التحولات الجارية.

الضيق الاقتصادي ، وغرق البلد في بحيرة مليون ونصف مليون اجنبي جلبوا معهم تغييرات اجتماعية واقتصادية ، وبروز طبقة غنية بشكل غير مفهوم ، وذوبان الطبقة الوسطى الضامنة للمجتمع والفاصلة ربما بين اطماع الاغنياء وغضب الفقراء ، والاحتقانات الاجتماعية ، والمذابح الجارية حولنا ، واسباب اخرى كثيرة جعل موجة من العصبية وعدم الاكتراث تدب في اوصال المجتمع ، واذا لم يتم التنبه لما يجري ، وربط الحوادث والقصص ببعضها البعض ، وقراءة نتائج الترابط ، فاننا سنصحو في عام 2008 وقد وجدنا انفسنا في مجتمع جديد ، كأن عدد سكانه الف مليون ، وحين نفقد ميزة البلد الذي يعرف سكانه بعضهم بعضا ، وكأن البلد ينجب بلدا اخر ، بما لذلك من نتائج على الروح المعنوية والتماسك والعلاقة مع المؤسسة العامة ، فاننا نكون قد دخلنا نفقا يتوجب خروجنا منه ، وهو الخروج الذي لا يكون الا بسلسلة اجراءات تنفس الاحتقانات ، وترفع الروح المعنوية للناس ، وتعيد الهيبة الى المؤسسة العامة. اللهم اشهد أني قد بلـّغت.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :