عندما أعيد الذاكرة كيف تم اسر الجندي الإسرائيلي شاليط من خلال عملية نوعية غير مسبوقة في تنظيمها و الإعداد لها و التي كانت عبارة عن نفق بطول أكثر من 1.5 كم ليصل أسفل قاعدة عسكرية اسرائيليه مهمة في قطاع غزه وهذه العملية اعد لها للانتقام من العدو الصهيوني لقتلهم الشيخ احمد ياسين رحمه الله و لأسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى.

إنني استغرب و اندهش كيف تمت هذه العملية و التي استمر الحفر خلالها أكثر من 3 أشهر ولم يلاحظها أي من العملاء وجواسيس العدو مع وجود تنظيمات فلسطينية متعددة و متنافسة.

فأين تراب الحفريات و أين معدات استخدمت لتحديد موقع القاعدة من أعماق الأرض في نفق لو انحرف الحفر في بدايته عدة سنتيمترات لما وصل للهدف المنشود.

فاعتقد لو أننا دولا منتصرة لدرست هذه العملية في الكليات العسكرية.

و الأغرب من ذلك أن يتم اسر هذا الجندي بعد مقتل العديد من الجنود الإسرائيليين و أن يحتفظ به في قطاع غزه لمدة 5 سنوات و عملية البحث عن هذا الجندي استخدمت فيها كل وسائل التهديد و الوعيد و منها الحرب على غزه وكل وسائل الإغراء المادي بحيث تدفع ملايين الدولارات لمن يعطي معلومة تساعد على الوصول إليه و كذلك استخدمت كل وسائل الضغط على حكومة غزة من كل الأطراف العالمية التي تهمها إسرائيل و على رأسها المخابرات المصرية أيام الرئيس حسني مبارك.

إنني استغرب كثيرا كيف تم المحافظة على هذا السر و كيف أن إسرائيل كثفت كل جهودها الاستخباراتية الفضائية والارضية لمعرفة أين كان هذا الجندي محتجز.

و لكن الذكاء في التمويه حيث استخدمت حركت حماس 20 موكبا متشابها تماما لإعطاء فكره أن شاليط في كل موكب حيث أن عدد السيارات المرافقة و نوعها متشابهة تماما و كذلك عدد الأفراد المرافقين حتى طولهم كما تم دهن وجوههم باللون الأسود حتى لا يميز موكب عن آخر حتى وصلت العملية إلى نهايتها بنجاح و تم تسليم الجندي الإسرائيلي شاليط سالما مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

فشكرا لكل صاحب جهد و شكرا للارادة الصادقة و شكرا لإتقان العمل . الراي


ظاهر عمرو
أمين حزب الحياة الأردني