في البداية أعزائي أود أن أبعث تحية خالصة الى كل الأوفياء من أبناء هذه الأرض المقدسة ,وفي التحية خبرية صغيرة لهم ,مفادها أن حبات الندى البلورية العطرة....قد هجرت مكانها هذا الصباح واتخذت من جباهكم الشامخة مكانا لها....فأضاءتها مجدا وفخارا ....أتحدث هنا عن كل جنود القائد شيبا وشبابا رجالا ونساء ....ممن حملوا أمانة الذود عن أمن واستقرار الأردن ...وأخص بالذكر هنا منتسبي الجهاز العسكري,بشقيه الدفاعي والأمني ...من كانوا للقائد عينه وذراعه ...يرى من خلالهم العزة والنصر للوطن ....ويضرب بعزيمتهم عنق المفسدين وأصحاب الفتنه .....لقد كان الجيش المصطفوي العربي ومنذ تأسيسه مثالا لكل جيوش العالم في الأنضباط والهمة .....كما كان لأجهزة الأمن الأردنية سمعة عطرة نفاخر بها العالم أجمع ,وليس غريبا أن يحتل جيشنا العربي المرتبة العشرين من بين جيوش العالم في النظام والقيادة...

لقد كان للجهاز العسكري نظاما انضباطيا صارما شاملا كل ميادين الحياة ومنها مكافحة الفساد ودحر المفسدين , وهنا يحضرني قول الراحل العظيم الحسين طيب الله ثراه حين قال (أننا مع كل الذين يمدون أجسادهم جسرا يعبر الأردن عليه الى أمنه واستقراره ...ولكننا لسنا مع كل الذين يريدون التحول جسرا يعبرون من خلاله الى أهدافهم الشخصية الدنيئة)يا الله....؟ أقرأوا معي أعزائي قول الحسين بتمعن مرة أخرى ...وهو الفطين ذات الرؤية الثاقبة ...فقد ترجم الملك الباني ما يدعونا اليه اليوم الملك القائد عبدلله ابن الحسين رعاه الله ,يتحدث الحسين عن أولئك الذين اختاروا سلوك الطريق المظلم طامعين بسرقة مكتسبات الوطن وتصغير انجازاته ,ولكنهم تناسوا في فوضى أنانيتهم وطمعهم أن هناك من يحمل مشعل النور ويقطع عليهم درب البغاء والغدر ,حدثني صديق أعتز به وأفتخر ....كان وما زال جنديا وفيا للأردن والقائد هو الفريق الركن المتقاعد غازي باشا الطيب عن صرامة قانون المسائلة في الجهاز العسكري ,حيث ضرب مثلا عن جندي فقد أحد أزرار معطفه النحاسية ,وأفاد أن زميل له هو من قام بأخذ الزر ...عندها يتم التحقيق بالموضوع فاذا ثبت فعلا انه أخذ الزر يتم معاقبته بتوجيه تأنيب خطي له ,يحفظ في ملفه واذا تكرر هذا الفعل مرة أخرى يتم طرده من الخدمة وحرمانه من جميع سنوات الخدمة حتى وان وصلت عشرين عاما وبغض النظر عن رتبته العسكرية , تخيلوا أعزائي أن يتم تطبيق هذا القانون بحرفيته على كل من تسول له نفسه مس المال العام من موظفي الدوله كافة ,ممن تناسوا أن هذا المال هو مال وقف حرم على كل من أخذه بغير وجه حق ,عندها لن يبقى لمرضى النفوس وقابضي الرشاوي من أسفل الطاولة مكان بيننا....وعندها فقط تتحقق رغبة القائد في اجتثاث أغصان الفساد ,لتبقى شجرة الوطن خضراء بهية ,لا مكان فيها لآختباء خفافيش الظلام ممن أرادوا بث سموم الفتنة .....فهاهو القائد يحمل لنا الشمعة ليضيء أخر النفق ...حوله جنده عسكريين ومدنيين ,قائلين بصوت واثق كلنا معك متحدين رأس حربة في وجه الفساد فمن يردنا عن استئصال الورم الخبيث و اقتلاع قلب الفاسدين .