من المعروف ان كل من يشغل وظيفة يجب ان تتناسب مع تخصصه: فالدكتور لازم يكون دكتور, والمهندس مهندس, والصيدلي صيدلي, والممرض ممرض, والميكانيكي ميكانيكي, والمحاسب محاسب, والبليط بليط, والقصير قصير, والطوبرجي طوبرجي.. والحراث حراث.. الخ.

اما الوظيفة الوحيدة التي تستثنى من ذلك فهي وظيفة وزير: قد يأتي خريج فنون وزيرا للداخلية.. وقد يأتي خريج علم (نبات) وزيرا للتنمية السياسية.. قد يعين خريج (محاسبة) وزيرا للثقافة.. وقد يعين دكتور تخصص (نسائية وتوليد) وزيرا لتطوير القطاع العام.. وقد نأتي برجل صيدلاني وزيرا للتربية.. وقد يعين خبير (حشرات) وزيرا للسياحة..

فوظيفة وزير في بلدنا لها خاصية معينة بحيث انها تجعل كافة افراد الشعب يحلمون بها طالما انها لا تشترط (التخصص) بل تشترط فقط ان تكون (بالغ) و(عاقل) ولديك (واسطة) وخط (تلفون)!.

وزير الشباب والرياضة في الحكومة الحالية شاب محترم جدا وهو وداعية كان له برنامج على التلفزيون في رمضان لا ابالغ ان قلت ان اغلب (عجايز) الاردن دعين له بالتوفيق بعد ان اجاز لهن كثيرا من الامور الدينية من باب التيسير.

كانت فرحتنا بمعاليه ستكتمل لو عين وزيرا للأوقاف او للتربية او حتى للثقافة.. فعلى الاقل في تلك الوزارات يبقى فيها معالي الوزير بعيدا عن رعاية بطولات الجمباز والسباحة و(ال كونغ فو) والتي من المفروض عند رعايتها ان يتابع راعي الحفل باهتمام حركات (الابطال).. واظن ان (معاليه) لديه وجهة نظر تحترم فيما يخص اللباس والنظرة المحرمة!

هذا الوزير اذا ما اراد ان يظل محافظا على صورته الدينية المشرقة فلا خيار امامه سوى رعاية فقط مباريات كرة القدم (الدوري) و(المنتخب) فعلى الاقل في تلك المباريات تحديدا الجميع يضم صوتهم لصوت الشيخ وينادي: يا رب.. قول.. اضافة الى ان هناك اماكن مخصصة يستطيع معاليه حال رفع الاذان دعوة الحضور على المنصة لصلاة الجماعة بين (الشوطين) حتى لا يترك مجالا لاحد بالغمز واللمز بأن معاليه ترك الصلاة وقعد للمباراة!

هذا الوزير رغم انه وزير (للرياضة) الا انه فعليا وزير (مربط)..

لأنه غير في ستاد عمان مستحيل تشوفوه.. والا ما ظل فيها (فتاوى)!.

(العرب اليوم)