تنطلق مشاكل المواطن الأردني من ظواهر متغيرة فمنها ما هو طبيعي لابد منه ومنها ما هو بشري لها زمانها ومكانها، وغالبيتها ارتبط بنمط اتخاذ قرارات مجحفه وقهريه بفعل مسؤول يرسم القرار وينفذه عبر آلية مجلس الوزراء ... وتشكلت مصفوفة من القرارات الخاطئة لينغمس بها المجتمع الأردني.
لقد أقام المسؤول الطائشي حفلات لإنجازات وهمية فيقدموا مؤشرات إحصائية إنتقائية بصيغ الإنجاز وابتلى المجتمع بنمط من المسؤولين بتحويل الدولة وسياجها بقرارات خاصة إلى مزارع باسمائهم، بينما واقعنا الاجتماعي لم يستحوذ على تفكير مستقبلي قادم، فتلك قرية تنام مع الفقر والبطالة وتلك مشكلة في مدينة قد وضعت بتفكير غوغائي ، وإهمال لقطاع الزراعة وخدمات تحتية مشاهدة بأحوال من التلف وسياحة ليست ترفيهية ، وغيرها الكثير وبذلك تشابكت هموم المواطن بشكل كثيف ،فأين هي الاستثمارات التي قيل فيها معالجة للبطالة، وأين هي برامج التنمية التي لم تعد تنموية، وأين المعالجة لمن يغني هذه بلدي نفديها بأروحنا، فماذا بقي من الحمى الأردني؟

وهل خمسة ملايين ونصف المليون مواطن مرتاحون لنهب البلد ، ومديونيته على كل مواطن ، ولماذا يتم إيداع خمسة ملايين ونصف في سجون الفقر والبطالة بينما المئات او اكثر يصولون ويجولون كما هم...؟.
يجد المواطن الأردني أن خياره ببث همومه عبر أثير محطات أردنية جريئة فذلك مثلاً مواطن درجته الأولى وعمره اقل من خمسين عام، ويعمل بخلق نظيف وملف لا يوجد به انذارات انتظاراً لحصوله على الدرجة الخاصة بغية رفع راتبه التقاعدي ، فإذا بوزيره الذي لا يقدروبفهم معنى النظافة الإدارية يحيله إلى التقاعد عبر قرار مجلس الوزراء بالموافقة ... وذلك موظف يرفض عرض شيء فيضرب بطرده... فماذا سيعمل له المذيع محمد الوكيل؟ وبشكوى لمذيعنا محمود الحويان عن قضية الضمان الاجتماعي وأخر يناشد المذيع بسام الرقاد عن مسألة المقطوعية الأولى في الكهرباء والمياة؟ وها هي قصص المدينة والقرية مع المذيع د. العساف؟ وغيرها من القضايا ومع مذيعين اخرين...... ولنتذكر جميعا ان المرحوم محمد امين كان يسلط الضؤ على اخطاء محددة وتعالج بسرعة وتنجز بدقة....

عندما كان محمد الشريدة اميناً عاما لرئاسة الوزراء كان يحاول إبطاء بعض القرارات التي انهكت المواطن ومن المؤسف أن الشريدة يعود لموقعه الذي أخلاه بقرار ذهبي مبطوش ومنزوع الدسم وبدون لون أو طعم ... يعود وأمامه الكم الهائل من المصائب وتعاسة المواطن... يكنب لرئاسة الوزراء ليرسل كتابه للوزارات لإجراء ما ترونه مناسباً، ودون أن تكلف رئاسة الوزراء عناء البحث عن الحقيقة.

أنصح الأخ محمد الشريدة أن يستمع لأثير هؤلاء الرواد في عرض القضايا... ويجلس في استعلامات الرئاسة ويبتعد عن الاجتماعات التي لا يحترمها المواطن ... واتمنى عليه أن يرفع لرئاسة الوزراء تصوراً كنت قد حدثت دولة الرئيس به وهو إعادة جميع الموظفين الذين أعمارهم أقل من 55عام وبخاصة الذين بالدرجة الأولى وهم شريحه مهمة في خدمة الوزارات ولعلي هنا على معرفة بزملاء بوزارات خدمية مثل التربية والتعليم وغيرها يعيشون بحالة الإحباط وقد تسلط عليهم ثعبان بشري انزلق ببطش بالادارة وحدث بلا حرج عن امناء عامين تسلقوا بالواسطة ونسمع ان هناك من لديه معلولية90% او اكثر وما زال متربعا بموقع اخر.
كذلك أنصحه أن ينسب بتوسيع الشريحة الأولى من فاتورة الماء والكهرباء وغيرها من القضايا التي بحاجة إلى قرار جدي وهي بعضا مما شاهدته في مؤسسات الدولة وغيرها كثير.
ينجح الشريدة ان فكر بعد خروجه من رئاسة الوزراء بعمق ووضع بوصلة هموم المواطن امامه ويكبح الطيش في مراهقة مسؤل اعوج قراره ويجعل من الاستماع لبرامج أثير المذيعين الذين ينقلون هموم المواطن وسيلة للحصول على المعلومة ..وهي التي سيجتها قوانين وتشريعات ضده، وبذلك سيكون سكان الدوار الرابع حاضرين مع هموم المواطن التي تبثها برامج نخبة متميزة.
أسأل الله أن يكون الشريدة بطانة صالحة مع رئيس وزراء متميز وثقتي به بإغلاق مكتبه أمام زمرة الفساد، وفتح باب الرئاسة للمواطن كما كانت ومتمنيا له التوفيق والنجاح.


* باحث واكاديمي