لا أجد تفسيراً علمياً لذلك؛ كلما قمت بحمية صارمة على الطعام وأكلت قليل الدسم وخالي السعرات منه ، كلما كانت نتائج الفحوصات سيئة..وكلما تركت الأمور على عواهنها وأكلت ما تشتهيه النفس «وجغجغت» طعامي في الدهون «جغجغة»..كلما كانت نتائج الفحوصات بحدود الطبيعي..

في الشهرين الأخيرين دخلت في تحدّ مع نفسي ، التزمت بالعلاج المقرر التزاماً كاملاً «حبتان لوبيد 600» وحبة قبل النوم «ليبتور 40»..كما نويت ان أتناول مواد مساعدة للحصول على أفضل النتائج ، فلم أترك شيئاً صلباً الا وطحنته وتناولته على شكل «سفوف» بدءاً من الصوان وقشر الرمان وانتهاء «ببواجي السيارة « ..كما لم أترك شيئاً طرياً الا وغليته وشربت منقوعه بدءاً من «الزنجبيل» و»البقدونس» وانتهاء بــ»جراباتي»..دون فائدة تذكر..

كما استمعت الى نصائح أصدقاء ومعارف أصحاب خبرة في هذا المجال ، «لعيناك بالخل»..فشربت كميات من الخل قادرة على ان تصهر دبابة ..»لعيناك بعنب الدبّ « فشربت الدب وعنبه، «بعشبة ذيل الخيل» «بحفّاية الكركدن» «بــشحمة اذن الزرافة» «بــ.....القرد» شربت كل شيء غير صالح للشرب باستثناء «حمض الكبريتيك، والجير المطفأ»..ومع ذلك فور استلامي للنتائج اكتشفت أن الكوليسترول «مشلّف»!! والدهون الثلاثية «3 أضعاف» والكوليسترول المفيد «منخفض» ، والتراكمي «في العلالي» وأنزيمات الكبد «على الحفّة»، وزلال الكلى «بيعجبك» وقوة الدم «12.5»..

هزّت الدكتورة رأسها ، مستاءةً وهي تستعرض النتائج ، ثم نصحتني نصيحة أخوية بترك «المشاوي» والابتعاد عن الكريم كراميل - اللي بيسمع بصدق- وقالت لا بدّ لك من المشي يومياً نصف ساعة عدا ذلك ستظل نتائجك في تراجع ..قلت لها اين أمشي: غرباً ، شارع من غير رصيف حتماً سألقى وجه ربي مع مرور أول «قلاّب»..شرقاً: طريق وعرة وكلاب ضآلة شمالاً: الرصيف كله «بنشرجية ومحلات « لحام اكزوزت»..جنوباً ارض زراعية اذا ما دخلتها ستسمع ألف منادٍ ينادي « مش حرام عليك تتوطّا ع الزرع»..أين أذهب..؟؟..قالت:اشتر جهاز مشي ومارس الرياضة في البيت!!..طبعاً هي لا تعرف ان شقتي مثل بيت النملة متناهي الصغر والضيق..حتى اذا «خدرت» رجلي ووددتُ ان أمدها ..فسوف تلتصق قدمي لا محالة بصدر أحد الاولاد المناوبين..ومع ذلك خالفت ظرفي المكاني و اشتريت جهاز مشي بدائي..

في اليوم الأول..همه عالية وإصرار كبير على حرق الدهون..
في اليوم التالي : ام العيال :بلا هالرياضة..حرام الأولاد نايمين..
في اليوم الثالث: جهاز المشي محشور بين الخزانة والحائط ويحمل على ذراعيه بنطالين وجاكيت وعلى كرسيه فروه ..بينما منشور على دعاستيه البلاستيكيتين،»شورت»لحمزة و»شبّاح لـ»عبود..
لقد تحوّل من شماعة للأمراض..الى شماعة للأغراض..


ahmedalzoubi@hotmail.com

الرأي