أوّل مَن نهاني عن الكُفر ( مسيحي) ,عظيم , إسمه: سلامة جدعون ( من الحُصُن).. وأوّل مَن علّمني طهارة العلاقة بين شريكين ـ في أي شيءـ هو : بديع الكيلة من ( الناصرة) .. وأوّل مَن جعلني أُدرك دفء العلاقة : أهلي.. (دار تادرس ) .. وأوّل مَن علّمني الخشوع والتقوى , وحب الخالق : ( كنيسة ) في " بيروجيا .. بإيطاليا " ..

أوّل مَن ردّ إليَّ ( المعروف) : مسيحي , كنتُ قدّمت له نقطة في بحر .. أعطاني بعدها الكثير .. وأوّل عشقٌ للوطن , شعرته في بيت ( مسيحي) .. وأوّلُ الفرح شعرته في ( رميمين) .. حين شاهدت عُرساً أردنياً هناك , يجول الشارع , والنساء يزغردن , والرجال يهزجون للوطن , والملك . شاهدت الفرح , عبر قلوب تملؤها السعادة بحجم وطن .. وكل أشيائه ..

ما كان منّي ـ حينهاـ إلاّ أن أُخرج سلاحي المنذور للحُب. أُطلقت عيارات نارية عدّة .. و كان من الأهل , أن اصطحبوني رُغماً عنّي الى بيتهم لمشاركتهم فرحهم ...

إنّي ما زلت أذكر .. بعد عمري هذا .. كيف كانت جدتي ( أم أديب تادرس ) .. تضعني في حضنها أيام مرضي, وعافيتي .. لتقرأ عليّ من الكتاب المقدّس .. وتقول لأُمّي : " ديري بالك على إبني .. ولاّ باخذه منّك " .. آآآه يا جدتي ( ام الأديب) ما أروعك ..

حين صعدت روح جدتي.. الى الأمجاد السماوية , لم أستطع الصمود أمام البكاء .. فلقد فقدتُّ أنا جدتي .. وما كان لي من سلوى غير أهلي من ذريتها : احبهم ويحبونني كإبن لهم , وأخ .. مُلاصق لهم في كل أشياءهم وحياتهم . كان ذلك منذ سنوات طوال وما زال ... وسيبقى , فهم اهلي وأحبتي ..

غادرت أمي ,,, فوجدت أهلي (دار تادرس ) كلهم من حولي .. وكل من أحببتهم يوماً , يشاركونني العزاء .. يقفون بجانبي وكأن العزاء عزائهم . تذكرت في لحظة بأنّ جدتي ما زالت ماثلة أمامي .. بكل ألقها , وقلبها الكبير , وحبها الأزلي,,, الذي ما زال يسكن قلبي ... وأقسم أنه لن يغيب ابد الدّهر ..


في هذه اللحظات , لست أقول غير.. عيد مجيد لأهلي .. لأحبتي, أينما كانوا ..

كل عام وأنتم بخير ..


Jamal-gammaz@hotmail.com