حمداً لله انّ المواطن الأردني فتح عينيه أخيراً ليرى فاسدين يساقون الى الجويّدة , يلبسون الأزرق ..وأهم ما في الأمر أن قضايا الفساد القديمة لم تسقط بالتقادم .. مما يبشرنا بإمكانية زج المزيد منهم ( ايا كانت مواقعهم ) الى حيث ينتمون , فلا حصانة لأحد ..

انصح الحكومة ان تضيف الى لون "الأفرهول" الأزرق الخاص برواد الجويدة الجدد, الواناً أخرى, مثلاً : اخضر , احمر, فيروزي , ليلكي , فوشي , وصحراوي .. فهناك فاسدون يحبون الألوان على الموضة لكي تتناسب وحجم فسادهم .. فمن غير المعقول ان يكون لون أفرهول الذي" هبشَ" هبشة صغيرة كالذي بلع الأخضر واليابس مثلاً !!

هناك من جلس على كرسي القرار ..بلعَ ولهطَ وشفطَ كل ما هو أمامه , لم يبق ولم يذر.. فالكرسي بالنسبة له استثمار وظيفي حتى إنْ كان أمنياً , وهناك من اهتزت كراسيهم لشدة وساختهم , وهناك من اعطى للكرسي هيبة ؛ فلم يسرق .. دخل وخرج نظيف اليد , فلا أرصدة في البنوك ولا أراضٍ هنا وهناك .. بل رصيد هائل من احترام الناس ..

طالما ان الدولة جادة في محاربة الفساد والفاسدين , فليس أن يقتصر ذلك على مسؤولين رسميين بل وجب ان يطال مؤسسات القطاع الخاص او التي تساهم فيها الحكومة .. ليصار الى وقف التجاوزات والاختراقات وسوء ائتمان ادارات بعينها تجاوزت كل الخطوط الحمر . هناك شركات ومؤسسات انتقلت من الربح الى التسوّل .. ببركة يد ادارتها !!

الاستثمار الخارجي الى تراجع, ويعزى السبب الى حجم الفساد الهائل الذي يحول دون دخول رأس المال في مشاريع تعود بالمنفعة على البلد .. ولعل من الضرورة الإشارة على سبيل المثال لا الحصر الى اتفاقية التنقيب عن النفط التي مُنحت لشركة ( ..) ثم تراجعت حكومة سابقة وأعطتها لأُخرى.. مخالفة بذلك الدستور الذي يمنع نقض الاتفاقية دون اقرارها من البرلمان ..

قرار توقيف أمين عمان السابق ، و توجيه تُهم الفساد إليه أثار ردود فعل الشارع الأردني.. والأهم أن هناك شخصيات بدأت التحسيس على رؤوسها ؛ ظنّت بأنها محصّنة على طريقة ؛ "عدلتَ فأمنتَ فنمت" ..!!

هناك آراء تقول بأنّ توقيف " المعاني" لا تعدو كونها تمثيلية جديدة، بيد أنّ آخرين اعتبروا أن الحكومة جادة هذه المرة في مكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين.. ؟!!

المواطنون يتسائلون : مَن الشخصية أو الشخصيات التي ستمثُل أمام القضاء بتُهم الفساد؛ " فليس بقضية واحده يحيا الفساد " ..؟!!