facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تحولات الحراك في الأردن .. لمصلحة من؟؟


12-01-2012 01:44 AM

اذا لم تواكب الأحداث بعواطفك و تنساق خلفها فانت لست اصلاحياً, وان اعطيت الفرصة لعقلك ليتدبر ويحلل الأمور فانت لا تملك تذكرة صالحة تخولك صعود قطار التغيير.

هناك من يصر على الانقياد لمشاهد الفوضى والعنف اما لجهل أو لرغبة متسرعة لقطف ثمار الحراك. فلست أدري ما الهدف من اسقاط نماذج عربية على الداخل الأردني, كاضرام النار و حرق الصور و كأننا نؤسس لحالة قادمة من الفوضى و نقنع أنفسنا بمحاكاة نماذج التغيير! النموذج الأردني كان يسير بخطىً ثابتة نحو بلورة فكر وطني أردني قادر على الأخذ بزمام الأمور و قادر على مواجهة كل أنواع التحديات, لكن يبدو ان هذا لم يرق للكثيرين الذين استكثروا علينا فرحة الانجاز, فبتنا عرضة للسقوط و الانقياد لأشكال مشوهة من الاصلاح في وقت كنا على شفا اتمام المشروع الأردني و فرضه على الجميع.

لا أحد يستطيع أن ينكر ان ظهور الرغبة في التغيير هو نتاج لحالة من السخط الدفين في النفوس و الألم الذي احدثه في المقام الأول التعدي على انسانية الشعوب و استباحة حقوقها و كرامتها. و مع تغير شكل النماذج يبقى التغيير هو العامل المشترك الأكبر لكل السيناريوهات. فحالات التغيير في عالمنا العربي تخذت شكلين صريحين. الأول ارتبط تماماً بأصدقاء الولايات المتحدة الذين كان سقوطهم أقرب الى حالة من السلمية, أدركنا جميعاً عندها بالبرهان القاطع أن قيادة الجيوش فيما يسمى بلدان محور الاعتدال لا ترتبط في لحظات الحسم بالحاكم بل بالبنتاغون. لهذا لا يمكن لأحد أن يشكك بمحاولات مبارك و ابن علي تسخير الجيش لتثبيت أوضاعهم في الداخل, الا أنهم و بلا شك أيقنوا تماماً أنه بعيداُ عن فصائل أمنهم المركزي المستحدث لا يمكن لأوامرهم ان تلقى آذاناً صاغية, فكان خيار التنحي و الخروج. النموذج الثاني ارتبط بالدول التي لم تربطها بالولايات المتحدة أي علاقات صداقة, هناك التدخل العسكري كان الجواب و التغيير حصل من باب "التنحية لا التنحي."

نماذج أخرى ظهرت لم تصل في عمقها الى درجة التغيير مع هذا بدت محاولات زجها واضحة للدخول في هذه الدائرة. فكان ظهور حالات صنع الفوضى و اشاعة حالة من عدم الطمأنينة و العمل على هز صورة الحاكم و استحضار كل ما يمكن ان يلوث الصورة بحيث يظهر أنه غير قادر على السيطرة على الأوضاع و امتلاك زمام الأمور, مستفيدين –طبعاً- من الأخطاء المستشرية لأنظمة الحكم و التي أغفلت التأسيس لشكل الدولة المدنية الحديثة نظراً لاعتقاد قادتها أن المُنتج الشعبي لهذه الأنظمة هو منتج يتسم بالخضوع و الابتذال فهذه شعوب لا تتقن الا فن التطبيل و النفاق, و هو عبارة عن متنفعين يبحثون عن الأعطيات فتجويعهم حلال و استعبادهم هو ما يناسبهم من حال.

فلم يفكر أي من الحكام العظام يوماً أن يؤسسوا لقناة تواصل شفافة و محترمة يخاطب بها شعبه, تحترم عقولهم و لا تستخف بها تشعرهم بأنسانيتهم و لا تنكرها و لكن للأسف فهؤلاء الحكام اعتقدوا أن هذه شعوب لا تستحق الاحترام , فأحاطوا أنفسهم بالأدنى ليجكموا به الأفضل و أغمضوا أعينهم عن حاجة التواصل مع الشعوب و اعتبروا ان شعوبهم لا تستحق الحوار و المكاشفة و المصارحة, فكان أم آل مآلهم اليوم لاستجداء الحديث الى شعوبهم لكن دون جدوى, فلو أن حاكماً قال اليوم أن الشمس تشرق في النهار لآمنت الشعوب أن الشمس لا تطلع الا بالليل. و أصرت طبقة الحكام على استحداث شعوب لا تخرج من الاطار الاستهلاكي الذي رسموه لها و الذي أسقط على الشعوب حالة من الخنوع و اسقط الكرامات و رسم لهم صورة حداثية للعبودية, بدلاً من انتاج انسانية حقيقية رائدة و قادرة على المسير في عملية البناء و الاصلاح, فكان الجاهل حليف الحاكم و كان العاقل العدو الخائن.

في حالتنا الأردنية لن نختلف مع كل من يقول بأن النموذج الأردني لا يقارن بنماذج التغيير الأخرى فالنموذج الأردني له خصوصية تميزه عن النماذج الأخرى, و لكن على كل أصحاب هذا الرأي أن يتفقوا معنا ان التغيير في الأردن و ان اختلف شكله هو مطلب بدا واضحاً و لا خيار عن الرجوع عنه, و لعل أهم ما ميز النضال الأردني هو الرغبة في التأسيس لحالة الوعي الوطني و السير بانتاج المشروع الوطني الأردني الذي حرم منه الأردنيون على مدار السنين الطويلة السابقة. و ما أن بدأت خطة الوصول لهذا الهدف بالتبلور اذا نحن نشهد حالة من اللاوعي تجتاح الشارع, و نسمع بمعارضة أردنية في الخارج تجتمع في واشنطن للتظاهر, في محاولة للالتفاف على الحراك الأردني الذي لم يبحث عن حليف غربي بل تحالف مع معاناته في الداخل و وقف في كل المحافظات مطالباً بحقوقه و جاهزاً ليسترد حريته و هويته.

لعل أخطر ما يواجه المشروع الوطني الأردني اليوم هو التغول عليه بطرق تخرج تماماً عن الطرق التقليدية, و ذلك قد يكون عن طريق اسقاط نماذج التغيرات في المحيط العربي على المجتمع الأردني و التهيئة لها بطرق مشابهة تبدأ بضرب صورة الدولة و خلق نقاط تماس في الداخل تهيأ لحالة زعزعة التركيبة المجتمعية و من ثم استحضار سيناريوهات مشابهة لما جرى في دول التغيير و اسقاط أحداث في الداخل الأردني عليها بحيث يتم اشاعة حالة ترقب للتغيير القادم على نفس شاكلة ما جرى في الدول الأخرى سابقاً.

التحدي الأكبر اليوم يكمن في القدرة على على ادارة المشهد و تسخيره لاتمام انتاج المشروع الوطني الأردني و عدم الانجراف خلف جزئيات صغيرة تهدف الى تفكيك الحراكات و تفريغها و خلق حالات من التخبط لتصديع فكرة انتاج المشروع الوطني الأردني.

النضال الاصلاحي ثوابته واضحة و نهجه أوضح فهو اختط منذ اليوم الأول طريقاً حضارياً أظهر فيه الفرق الواضح بين منتج الحضارة و الفكر و منتج الجهل و البربرية. و النهج الفكري بني على شعور وطني عالي الحس و المسؤولية و لم يبنى على ردات فعل و غوغائية, لذلك لا بد له ان يسير قدماُ لتحقيق أهدافه مهما ازدادت محاولات اسقاط الشارع في كمائن الفوضى و الفتنة.

د.عامر السبايلة

http://amersabaileh.blogpost.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :