في اجواء احتفالية ، وزّعت بعض الكراسي البلاستيكية على سطح البيت..بينما تكفل شلاش وبعض أبناء الحي بتحطيب صناديق خضار خشبية كانت في المستودع ..ووضع حطامها في سطل مثقّب من جهاته الأربع للتدفئة..ابو يحيى استغل وجوده على السطح لتفقد جاهزية المزراب ،بينما بقي عايش منشغلاً بتجريب بعض الأشرطة على مسجله القديم فوق الخزّان ..وفجأة انطلق صوت حسين السلمان مدوياً بالحارة « تتتتتتتت.تير شرش..تيرشرش..وتتتتتتتتت..يا الله سوا يا شباب»..حتى التأمت دبكة متوسطة الطول والجاهزية من أبناء الحي..كان يقودها شايش وبيده مفتاح «غاز 23 «..بعد دقائق خرج يحيى من بيت الدرج يرتدي بدلة رياضة ويحمل طبق فلين عليه مكعبات هريسة صغيرة وحول معصمه «سوار مرصوص من جِلد الغاز «..كل من كان يتناول مكّعب حلوى كان يغدق عليه بأمنيات التفوق..وان شاء الله من زايد لزايد...مبروك يا كبير...رفعت رأسنا بين الحارات يا وحش...»عقبال ما نشوفك بمستودعات المصفاة يا رب»..
صوت الأورغ المرفق لـ»الدق الألماني» وخبط الأقدام فوق السطح..أثار فضول الجيران..مما دعا إبن تركية لفتح نافذته المطلة على سطح منزل أبي يحيى ليسأل:
- إبن تركية: الف مبروك..يا جار
- أبو يحيى: الله يبارك فيك!
- إبن تركية: خطبة ولا نجاح؟
- أبو يحيى:يضع يده على اذنه كناية عن عدم سماعه لسؤاله ... ثم يؤشر لأبنائه لأن يخفضوا صوت المسجل قليلاً ليسمع صوت جاره
- فيصيح ابن تركية باعلى صوته: خطبة ولا نجااااااح!!
- أبو يحيى: لا والله نجاح!!
- إبن تركية: لمين؟؟
- أبو يحيى: للبطل يحيى!
- إبن تركية: ..يعني طلع الأول ع القسم؟؟؟..
- أبو يحيى: لا والله..طلع الأول ع البكم ..
- إبن تركية: مش فاهم؟؟
- أبو يحيى: زي ما انت عارف في أزمة غاز بالبلد.. فيحيى أول ما شاف بكم التوزيع ، زي النمر تعربش عليه ..وبدّل جرة الغاز ونزل...
- إبن تركية: يا الله الف مبروك..
- أبو يحيى: يبارك بعمرك ،وعقبال عند «جرّتك»..و»جرّة» كل مشتهي يا رب!!

* من وحي كاريكاتير الصديق جهاد عورتاني.
الرأي