تختنق العبرات باختناق ورحيل العلاّمة وخبير التنمية البشرية الأهم في الوطن العربي د.إبراهيم الفقي رحمه الله ؛ فما أحوجنا اليوم الى عقل كعقله. الرجل كان من الشخصيات النادرة جداً ؛ فبقوة تأثير شخصيته ، وخفّة روحه ، وتدينه وعلمه المختلف،أسهم في تغيير حياة آلاف الشباب عبر كتبه العميقة ومحاضراته وتدريبه . رحل الفقي مُختنقاً في منزله ، وفوق مركزه الذي عالج فيه بالكلمات الطيبة ما» أعيى الطب والدواء». برحيله المبكّر بمطلع الستين من عمره، نفهم لماذا كان يتكلم بسرعة شديدة أحيانا ؛ كأنّهُ كان يهجس بموته القريب ،فأراد أن يسبق الزمن ليفيد أكبرعدد من الناس . نترحم عليه ونستذكر ملخصات أفكار كان متمسكاً بها .قد تبدو أفكاراً تقليدية موجودة في الأديان والتجارب الإنسانية ، ولكن العبرة بالمهارة والديناميكية التي كان يشرحها ويقدمها ويسحر متابعيه بها ...والأهم بكون د.الفقي برغم عبقريته ونجاحه ،كان متسامحاً رقيقا يتًّصفُ بحِلم الرجال الكبار . وبالمحصّلة فهي أفكارٌ لم تحترق مع صاحبها !
التسامح : حاول أن تتسامح جداً ؛ لأنك إذا لم تتسامح ستتضايق ، وتمرض ، و تؤذي نفسك . التسامح أرخص وأسهل .
إدارة الوقت : «ولصوص الوقت في زماننا هذا كثيرة، منها الهاتف المحمول، والشبكة العنكبوتية والفضائيات، كذلك البرامج الترفيهيَّة التي يقضي البعض أمامها الساعات الطوال دون جدوى أو منفعة ، بل تعود عليهم بالوبال وتزهق جُلّ وقتهم وتضيعه فيما لا يجدي! «
التفكير الإيجابي: تركيزك على الأشياء :إيجاباً أو سلباً ،يؤثر على أحاسيسك ثم على سلوكك : فالدماغ يُلغي معلومات ويُعمم معلومات أخرى : ففي العلاقة الزوجية :إذا ركّزت على السعادة التي فيها، يقوم المُخ بتعميم السعادة ، فإذا حدث خلاف أو حادث يقوم المُخ بإلغائه، ويعود للتفكير بالسعادة، ويرشدك الى حلّ المُشكلة. وإذا ركّزت على سلبياتها، سيأخذك الى التعاسة ،ويربط الزواج بالألم ويحدث الطلاق .
التغيير : عندما لا تعرف ماذا تفعل ،يبدأ عملك الحقيقي . وعندما «لا « تعرف أي طريق تسلك ،تبدأ رحلتك الحقيقية .
الإصرار والعزيمة : السر لا يكمن في السقوط ؛ فكلنا معرّض له ، بل السر يكمن بالنهوض كلما سقطنا ، النهوض من جديد .
الإيجابية : إننا نحن البشر نفكر فيما «لا» نملك ، ولا نشكر الله على ما نملك ! وننظر للجانب المأساوي المُظلم من حياتنا ، ولا ننظر إلى الجانب المشرق : فكُن إيجابياً .
الوصية،او «التغريدة» الأخيرة للدكتور الفقي:» ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك ، بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك ان باستطاعتك أن تصبح واحداً منهم « .
ikramdawud@yahoo.com
عن الراي.