مشاهدات من غزة (1) / قضية الاسرى
زرت غزة في مطلع الاسبوع الماضي ضمن الوفد الاردني لتفعيل قضية الاسرى الاردنيين لدى الكيان الصهيوني، بدعوة كريمة من جمعية واعد للاسرى وقد لقي الوفد افضل استقبال وترحيب واكرام من قبل جميع المسؤولين والفعاليات في غزة ومن ضمنهم مسؤولا جمعية واعد صابر ابو كرش وزميله عبدالله وقد زرنا الجمعية وشاهدنا حجم انجازاتها وشارك الوفد في الاعتصام التضامني مع خضر عدنان والذي مضى على اضرابه في يوم الاعتصام 64 يوما واستكمل بعدها اليوم 65 وبذلك حطم اعلى رقم سبق ان حققه مضرب عن الطعام من الجيش الايرلندي.
ويذكر أن هناك خمسة آلاف اسير فلسطيني من ضمنهم 459 اسيراً غزياً لم يتمكن اهاليهم من زيارتهم منذ اكثر من خمس سنوات علاوة على اسرى عرب من ضمنهم 22 اسيراً اردنياً و29 مفقوداً ولقد اضفت مشاركة والد الاسير البطل عبدالله البرغوثي ووالدة الاسير مرعي ابو سعيدة رونقا خاصا للوفد الاردني المشارك.

كل التحية لغزة البطلة واهلها الصامدين الذين احتضنوا الوفد بصورة لا مثيل لها واخص بالذكر الاخ الصديق المحامي عمر البرش وكيل وزارة العدل الذي بذل جهودا رائعة لتأمين وتسهيل مهمة الوفد ولن نستطيع ان نكافئه على ما قام به كما نشكر نقابة المهندسين وعلى رأسها الزميل كنعان عبيد على استقباله للمهندسين المشاركين ضمن هذا الوفد الاردني.

زيارة بيت الشيخ أحمد ياسين

كان من ضمن برنامج الزيارة زيارة بيت الشيخ احمد ياسين رحمه الله فوجدت ان بيت هذه الشخصية العالمية لا يتجاوز 130م2 وجزء من سقفه عبارة عن الواح اسبست، وفي غرفة نوم الشيخ ما زالت المياه تدلف (صادفت زيارتنا تساقط الامطار في غزة) وذكر لي ابنه عبد الغني عندما قابلناه في المنزل بان والده كان يطلب منه و هو نائم في سريره ان يبعده عن تنقيط المياه فوق وسادته ...

كل من يفكر بالامور الكبيرة والعميقة لا يهتم بالامور الصغيرة الرسالة هذه ليست موجهة للحكام والرؤساء حيث لا اعتقد انهم يهتمون بذلك ولكنها رسالة موجهة الى مواطنين وبخاصة قادة المجتمع حيث لاحظت ان العديد منهم يحرص على اقتناء منازل واسعة و فخمة .

زيارة هنية

كان من ضمن برنامج الزيارة زيارة رئيس الوزراء اسماعيل هنيه (ابو العبد)، الاخ ابو العبد او ابو العبد هو اللقب الذي ينادى به الغزيون رئيس وزراء غزة دون ان يسبق ذلك القاب الدولة والسيادة والفخامة ودون تبجيل مصطنع زائف.

ابو العبد يسكن في بيت متواضع في مخيم الشاطئ مثله مثل اي لاجئ وعندما يخرج ويدخل الى بيته يقف ويتحدث مع جيرانه البسطاء دون تكلفة.

ابو العبد قام بمساعدة والد الاسير عبدالله البرغوثي المسن في الصعود الى الباص بعد زيارته..

هذا التواضع وتواجد القادة بين شعوبهم وعدم انسلاخهم عنهم بالاضافة الى الايمان والارادة هما من حققا النصر لغزة عام 2008.

مشاريع هيئة الاعمار

زرنا المشاريع التي قامت بها الهيئة الدولية العربية لاعمار غزة وعدد المشاريع وقيمتها يدلان على ان الانجاز متواضع نأمل من مجلس الادارة الجديد ان يبذل جهوداً مكثفة لانجاز نوعي، فعار علينا ان يبقى اكثر من خمسة الاف عائلة في غزة في العراء نتيجة هدم بيوتهم اثر العدوان على غزة في عام 2008 ولا بد ان نحدث انفسنا بالمشاركة والتقديم مهما كان هذا التقديم المتبرع فيه متواضعاً و ذلك لرد كرامتنا و لتقديم اقل الواجب للابطال الذين صمدوا هناك.

غزة الآن بحاجة الى مشاريع وحدات سكنية وايضا لاعادة بناء البنية التحتية حيث ان الطرق مدمرة نتيجة عدم السماح بدخول منتجات الاسفلت الى غزة والشوارع مليئة بمياه الامطار وتحتاج الى اعادة انشاء وصيانة، فعندما دخلنا في الشارع الرئيسي الذي يقطع غزة من شمالها الى جنوبها (شارع صلاح الدين) كان الشارع غارقا في الظلام وغارقا في المياه، فهل سنتحرك للتبرع ام نترجم مشاعرنا الى فعل عملي ؟

مزارع الفراولة

زرنا مزارع الفراولة وهي من اطيب الفراولة التي تذوقتها بحياتي، للاسف مزارعو غزة يشقون ويتعبون دون ان يحققوا اي مردود يعوض عليهم ما ينفقونه على هذه المزارع حيث ان لا يمكن التصدير بسبب الحصار الصهيوني العربي المشترك.. الانجاز الذي تم من خلال اعادة اصلاح مناطق ما يسمى بالمحررات وهي مواقع المستعمرات الصهيونية التي هدمها الاحتلال قبل اندحاره اصبحت جنان بفعل ارادة وعمل الشعب الغزي، واصبحت غزة مكتفية بجميع انواع الخضراوات.

الجامعة الاسلامية
زرنا الجامعة الاسلامية والغريب ان الجامعة قد احتلت المركز الاول على مستوى الجامعات العربية وهي تحت الحصار .

قابلنا رئيس مجلس امناء الجامعة و المسؤولين فيها وتجولنا فيها وحضرنا حفل تخريج طلبة الهندسة الانيق جدا، وللجامعة محطة تلفزيونية تسمى الكتاب (تردد نايلسات 27.500 /v/ 11.393) تستحق المتابعة.

الجامعة مع كلياتها تضم (29 الف طالب) والطلبه يلتحقون بها حسب معدلاتهم وليس هناك اي تجاوز حيث ان ابن نائب رئيس الجامعة لم يتمكن من دخول كلية الطب بسبب انخفاض معدله اعشار عن العلامة المطلوبة، الاستثناء الوحيد الذي جرى لمن التحق من الاسرى المحررين بهذه الجامعة تكريما لهم (فرد شكل زي جامعاتنا ما شاء الله)

وزارة الداخلية

زرنا رئيس الوزراء والمجلس التشريعي ووزارة العدل ووزارة الداخلية ووزارة الاسرى..

في العادة وزراء الداخلية العرب اشداء على شعوبهم رحماء على اعدائهم ولكن لاول مرة اسمع من وزير داخلية عربي (وزير داخلية غزة فتحي حماد) يتحدث بصراحة عن عدو صهيوني وملاحقة لعملاء وعن دعمه لقضية تحرير الاسرى عن طريق اختطاف الجنود الصهاينة، وقد عقبت على حديثه امام الوفد و امامه بانني علمت الان عن سبب عدم حجز مقعده ضمن اجتماعات وزراء الداخلية العرب ولكن وبنفس الوقت انتقدت بعض ممارسات وزارته التي لا تتفق مع معايير حقوق الانسان مثل منع الغزيين من شرب الارجيلة على شواطئ غزة او ممارسات شبيهة اخرى.
* ملص/ ناشط نقابي