facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل نتجه نحو المجهول؟


13-03-2012 02:36 AM

بداية اصلاح الأخطاء يبدأ بالاعتذار عن طريق الافعال لا الاقوال, لأن النوايا الحسنة لا تكفي من اجل احداث التغيير, فلا بد من ترجمة النوايا الى اعمال.

المراقب للمشهد الاردني يدرك ان المنحى الذي اخذته الامور مؤخراً يشكل تحولاً خطيراً. فالمناخ العام يشير الى حالة من الاحباط بدأت تجتاح أوساط العموم و النخب على حد سواء, غضب عارم تُذكيه في كل يوم السياسات الرسمية و اسلوب ادارتها للازمات, و لعل امتحان الفوسفات كان الأخطر حيث مثل صورة القشة التي قسمت ظهر البعير في علاقة الأردنيون و الدولة, فالطريقة التي تم التعامل بها مع أخطر ملف فساد يشهده تاريخ الأردن الحديث, يشير الى عدم استيعاب صورة التحولات و ضرورة انتهاء حقبة الاستفراد في السياسات و التغول في القرارات.

فئات كثيرة من الشعب بدأت توحدها المطالب الشرعية و الهم العام, بينما أخذت صورة الدولة تتحول –و للاسف- الى صورة العدو, غاصب الحقوق و المتآمر على مقدرات و ارادة الشعب. هذه الحالة تُأسس –و بلاشك- لطلاق بائن ببينونة كبرى بين أفراد الشعب (الذين جمعتهم معاناتهم) و الدولة. اذاً فالدولة بحاجة الى اجراءات تجعل مهمة اعادة بناء العلاقة مع الشعب اسهل, و لكن للأسف على أرض الواقع نرى العكس, اعتقالات تعسفية و غطاء شرعي للفساد, كل هذا عزز القناعة لدى الكثيرين ان كلمة اصلاح ليست على الاجندة الحالية للدولة, على العكس فان الكثيرين بداوا يستشعرون رائحة الأحكام العرفية التي تجتاح المكان بسبب العنجهية و طريقة اخراج و ادارة امور الدولة مؤخراً. يخطأ من يعتقد بجدوى هذه الحلول, فالاعتقالات قد تقدم حلولاُ آنية ضمن تكتيكات أمنية كلاسيكية لكنها بلاشك لا تحل الأزمة بل تساهم في تعقيدها.

نحتاج الى سرعة في اتخاذ القرارات و التواصل السريع مع الناس ضمن برامج و خطط منهجية تلبي واقع و طموحات الشباب في المجافظات. فالاستياء الذي نعيشه اليوم هو استياء ناجم عن حجم التوقعات الكبيرة في الاجراءات التي أراد الأردنيون من دولتهم القيام بها, و الا بماذا يُفسر التوجه الى الدولة بطلب التغيير و الذي ساد في بداية الحراكات. اليوم, قُلبت ساعة الرمل و اصبحنا في سباق متسارع مع الزمن فالأردنيون بحاجة ان يروا دولتهم تنتصر لقضايهم. و قد يشكل عامل الصدمة عامل مهم في مواجهة حالة الموت السريري الحالية بعيداً عن عمليات الجراحة التجميلية بل عمليات الجراحة العميقة.

و لعل التساؤل عن شكل تحول الشعارات يفتح الباب على مصراعيه للوقوف على الاسلوب الذي تم فيه ادارة ملف الاصلاح منذ البداية, فالشعار الذي تسيد المظاهرات في العام الماضي و في نفس هذا الوقت من هذه السنة و في جميع المناطق كان "مشان الله يا عبد الله", اليوم تختلف معظم الشعارات و لغة الخطاب تبدلت لتدخلنا الى دائرة جديدة قد يشكل الاستمرار في الدخول اليها استحالة الخروج منها لاحقاً. اذاً ما الذي حدث على مدار هذا العام.

للأسف فالسياسات و القرارت لم تاخذ بعين الاعتبار ضرورة اشاعة حالة من القناعة و الرضا لدى المواطنيين, على العكس تماماً, جاءت معظم القرارات في طريقة اخراجها بصورة الصدقة المقدمة على مضض و كانها تخرج عن غير طيب نفس, و هذا ما يثبته حتى طريقة اخراج بعض القرارات الجيدة في جوهرها, و التي افتقرت لطريقة تسويقية قادرة على اظهار الجوانب مضيئة. في بداية انطلاق الحراك السياسي اُختزل الاصلاح في العقل الاردني بموضوع مكافحة الفساد, و حتى هذا الامتحان لم تظهر الدولة استيعابها لمتطلباته و لم تستطع الاجابة على اسئلته التي امتلكتها مسبقاً, لهذا فالرسوب في امتحان قد يعد امراً عادياً و محتملاً اما الرسوب في امتحان امتلكنا اسئلته فهذا يعد كارثياً.

التحول المطلوب يجب أن يأخذ بعين الاعتبار ضرورة مشاركة الناس في صنع القرار, و ضرورة استحداث برامج تنمية محلية تساعد على انخراط الشباب في تطوير اماكنهم و محافظاتهم. و في النهاية فلابد من التأكيد على ان وقف انهيار الصورة لا يقاس بعدد المعتصمين في الشوارع, بل يقاس بالمناخ العام و طبيعته و حالة الاستياء ليست بحاجة لاستطلاعات رأي لرصدها, فهي أضحت واضحة وضوح الشمس و لا يتحرج اصحابها من الخوض فيها, و لعل الأهم هنا أن هذه الحالة لم تقتصر على فئة شعبية معينة بل شملت جميع الفئات دون استثناء من عسكرية الى بيروقراطية تقليدية. صورة الدولة تصنعها تصرفاتها و سياساتها, و غياب الحكمة في ادارة الأمور بات المصدر الأكبر للقلق ذاك أن انكسار صورة الدولة لا يمكن ترميمه و لا يخدم احداً.

د.عامر السبايلة

http://amersabaileh.blogspot.com





  • 1 مجرد رأى 13-03-2012 | 02:54 AM

    لست موفق يا د.عامر في هذا المقال

  • 2 رأي يا دكتور عامر 13-03-2012 | 03:29 AM

    "صورة الدولة تصنعها تصرفاتها و سياساتها, و غياب الحكمة في ادارة الأمور بات المصدر الأكبر للقلق ذاك أن انكسار صورة الدولة لا يمكن ترميمه و لا يخدم احداً"
    اولا: وبدون مجاملة تشخيص جيد وكلام في الصميم
    ثانيا:كثرة الطباخين بتخرب الطبخ
    رابعا:نحتاج الى سرعة في اتخاذ القرارات و التواصل السريع مع الناس ضمن برامج و خطط منهجية تلبي واقع و طموحات الشباب في المجافظات
    هذا ما ننادي به جميعا فالامر لا يحتمل الا: تو بي اور نت توبي
    ....
    مع وافر المحبة والتقدير

  • 3 احمد السعودي..... 13-03-2012 | 12:58 PM

    تحليل واقعي ودقيق للحالة الاردنية ......
    شكرا لك يا د.عامر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :