facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العدالة و الحرية و تحديات نجاح التعايش بين البشر


21-03-2012 01:42 AM

يقول السيد المسيح" الحقيقة تظهر لمن يحبها؟



ولكن ما هي الحقيقة التي يجب أن نبحث عنها نحن بني البشر؟


لابد أن تعود الحضارات الى أصولها و تتحدث بلغة البشرية حتى نعبد طريق التفاهم و التواصل. فعلى هذا الطريق سنشهد تعانق الأديان و تقارب المتضادات و نطوع الكراهية للتحول الى محبة بعد ان ندرك جميعاً ان الحياة هي عبارة عن رحلة من السنوات القصيرة فلابد أن نملئها حباً لا كرهاً و أملاً لا شقاءً.

و ما من شك ان الرسالات السماوية مجتمعة سعت لخلق حالة من التعايش بين الناس, فالقرآن الكريم أسس في رسالته لهذه العلاقة, حيث جاءت الآية التالية لترسم شكل و هدف الخليقة, يقول الله سبحانه و تعالي:

أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات:13])

اذاً فالاختلاف بين بني البشر هو الأساس و هو سر هذه الحياة, و الا لكانت الحياة رتيبة غير ذات قيمة, اذ ان تشابه الخلق كان سيضفي حالة من الملل و الرتابة و الحكمة الالهية اقتضت أن تُشكل الحياة حراكاً مستمراً, يقول الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم:

( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين (سورة هود118)

هذا الاختلاف هو دعوة حقيقية للتواصل لا للتباعد, وحتى يتحقق التواصل لابد من تقارب بين بني البشر, و التقارب سيشكل حالة من التفاهم حيث تسقط كل الصور النمطية و الاحكام المسبقة امام تواصل حقيقي يسمح للبشر أن يحكم الواحد منهم على الآخر من باب التجربة الشخصية و بعيداً عن الأفكار المفروضة عليه.هذا بدوره سيشكل علاقة من التفاهم تؤسس الى الانطلاق الحقيقي نحو العمل الهادف الى اعمار الأرض لا هدمها و الى استمرارية الانتاج لا حتمية الاستهلاك.

لهذا لابد لي في هذا المقال أن أقوم بالقاء الضوء على فكرة التعايش بين البشر, و اهمية النجاح في بناء هذه الحالة. فالتعايش هو اوكسير حياة الأرض و من دونه ستتحول الأرض الى كانتونات متناحرة و متقاتلة, تفقد فيها حياة الانسان قيمتها و يستبيح فيها القوي الضعيف و يستعبد الكبير فيها الصغير.

اذاً هي محاولة لتطويع النفس البشرية و ضبط غرائزها و تنظيم سلوكها بحيث تضع منهاج عالمي لطبيعة التعامل ما بين بني البشر. فالهدف من الوجود الانساني على هذه الأرض يرتبط تماماً بالعمل, و العمل بدوره يرتبط بالبناء, و البناء بفكرة اعمار الأرض, و اعمار الأرض لا يمكن أن يتم دون خلق حالة من التعاونية و التشاركية بين بني البشر.

فصفات البشر تختلف من واحد الى آخر فكل له مميزاته و خصائصه التي تشكل حالة التفرد و الابداع لدى كل منا. اذاً فالسر يكمن بادارة هذه الخصائص و تجميعها و بناء جسر من التواصل فيما بينها بحيث يعمل الجميع ضمن دائرة الانسانية التي توظف خصائصنا وابداعاتنا من أجل النجاح في خلق حياة أفضل للجميع.

و حتى تتحقق حالة التعايش الانساني لابد من الايمان أن هذه العلاقة يجب أن تُبنى على مكونين رئيسيين: الحرية و العدالة.

فلا يمكن التشكيك بالدور المحوري الذي تلعبه الحرية في بناء هذه الحالة التعايشية. لذلك سعت الأديان في جوهر رسائلها الى تحرير بني البشر من اي نوع من انواع العبودية و انهاء فكرة سيطرة الأقوياء على الضعفاء و تجريد البعض من قدرتهم بالتغول على مصائر الآخرين و حياتهم.

يقول الامام الحسين بن علي بن أبي طالب عندما دعا الناس الذين أرادوا قتله في معركة كربلاء ، أن يستمعوا لنصيحته التي تشدد على مفهوم الحريةبصورته البشرية بعيداً عن الأديان و مفهوم الثواب و العقاب :

(إن لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم) " بحارا لأنوار ،50 ، 45 ، بقية الباب 37". اذاً فالامام الحسين و قبل استشهاده بساعات قليلة لا يٌصر على شيء الا التأكيد على أن الحرية هي أساس لحياة البشر.

أما ركيزة العلاقات البشرية الثانية فهي العدالة. فالحرية و العدالة يرتبطان ارتباطاً وثيقاُ لاغنىً لواحد منهما عن الآخر, فهم ركيزتا التعايش السليم بين البشر. يقول الامام علي بن أبي طالب:

(الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

الوقوف على قول علي بن أبي طالب يشير الى ضرورة أن يتبع العقل البشري منهج التركيز على وحدة الانتماء, فالانتماء الى الصنف البشري هو أساس العلاقات بين الناس, و بالتالي يكون المعيار واحد و تسود المساواة و العدالة. و ربط صورة الأُخوة بعاملين رئيسيين اما أخوة دينية أو مساواة خلقية, انما يغلق أي باب من أبواب الفتنة و يبطل دور أي أداة من أدوات الصراع. فالأخوة بين البشر أساسها المشابهة في الخلق , فكلنا من تراب و عليه يؤكد الرسول الأكرم محمد عليه و آله أفضل الصلاة و التسليم في حجة الوداع وحدوية المنشأ و تشاركية المصير لكل أبناء البشر:

"ايها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى"

اذاً الحاجة الى التعايش يجب أن يكون الهدف الأول الذي تسعى البشرية الى تحقيقه. و لابد أن نؤكد أننا ندرك سهولة الانطلاق من الجانب التنظيري, و صعوبته و تعقيداته من الجانب التطبيقي. فالبشرية منذ أول امتحان لها شهدت فشل نموذج التعايش بين أبناء البشر, فأولاد آدم أول ساكني الأرض أكدوا لنا منذ بداية الخليقة أن التعايش قد يصنف في خانة الأحلام, فقابيل اقترف أول جريمة على هذه الأرض و قتل أخاه هابيل, و نحن بدورنا جئنا على هذه الأرض كأحفاد للقاتل لا للمقتول.

لكن و بالرغم من التاريخ الدموي و الفشل المستمر لمحاولات التعايش, الا أن التحديات التي تواجهها البشرية اليوم لابد أن تشكل الحافز لدينا جميعاً أن نتواصل و نتقارب, لتتشابك أيدينا سمراء كانت أم بيضاء و تتعانق معتقداتنا بالرغم من تنوعها و اختلافاتها طالما أن مصيرنا على هذه الأرض هو مصير مشترك و التحديات و الأخطار التي تحدق بنا واحدة.

د.عامر السبايلة

http://amersabaileh.blogspot.com





  • 1 حمزه ابو رصاع (اسد السلط ) 21-03-2012 | 09:36 AM

    ان تحقيق العدالة في الدنيا غاية لا يمكن تحقيقها لانها الدنيا وليس الاخره


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :